أصدر الجيش الإسرائيلي، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إنذارات بالإخلاء الفوري لسكان بمنطقتين بضاحية بيروت الجنوبية تمهيدا لقصفهما، قبل أقل من 5 ساعات على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في البلاد.
ونشر ناطق الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، خرائط لبنايات أنذر سكانها بالإخلاء في منطقتي برج البراجنة والغبيري.
وقال في تدوينة على حسابه بمنصة إكس: "أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها الجيش الإسرائيلي على المدى الزمني القريب".
وتابع: "عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورا، والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر".
وخلال الساعات الأخيرة الماضية، كثف الجيش الإسرائيلي من قصفه للبنان، فيما كثف "حزب الله" قصفه الصاروخي على إسرائيل، قبيل ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "وافق الكابينت، مساء اليوم (الثلاثاء)، على المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، بأغلبية 10 وزراء مقابل معارض واحد".
من جانبها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، هو الوحيد في الكابينت الذي صوت ضد وقف إطلاق النار.
وفي كلمة من البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "سيدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الرابعة صباحا (بالتوقيت المحلي في لبنان)، وخلال الستين يوما القادمة ستسحب إسرائيل قواتها من لبنان".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 149 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الثلاثاء.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.