- يُنظر لمرشحي مناصب مبعوث الشرق الأوسط والسفير لدى إسرائيل ووزيري الخارجية والدفاع والسفيرة لدى الأمم المتحدة على أنهم مؤيدون متعصبون لسياسة اليمين الإسرائيلي - وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك: أستمد التشجيع لضم الضفة من فريق إدارة ترامب. مواقفهم أكثر انسجاما مع الحكومة الإسرائيلية - هآرتس: مع وجود إدارة أمريكية مؤيدة للاستيطان تدعم ضم الأراضي فإن العد التنازلي لنهاية إسرائيل كدولة ديمقراطية سيتسارع.. عندما يستحيل التمييز بين سموتريتش والسفير الأمريكي فهذا أمر خطير على إسرائيل - المحلل الإسرائيلي بن سامويلز: نتنياهو الآن أسعد شخص بالعالم.. تعيينات ترامب تشجع إسرائيل على الاعتقاد بأنها ستحصل على الضوء الأخضر لمتابعة أي استراتيجية تراها، بما يشمل نهجا أكثر عدوانية تجاه إيران وضم الضفة وغزة
لا يخفي اليمين الإسرائيلي المتطرف سعادته بالفريق الذي أعلنه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإدارة سياسة واشنطن الخارجية، إلا أن الوسط الإسرائيلي يشعر بالقلق إزاء ذلك.
ويُنظر إلى المرشحين لمناصب المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط والسفير لدى إسرائيل ووزيري الخارجية والدفاع والمندوبة الدائمة لدى الأمم المتحدة على أنهم مؤيدون متعصبون للسياسة اليمينية الإسرائيلية.
في افتتاحية الخميس قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية (يسارية) إن "سلسلة التعيينات التي أعلنها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب ينبغي أن تثير قلق كل مَن يهتم بمستقبل إسرائيل".
وأرجعت ذلك إلى أن "دعم المستوطنات (الإسرائيلية في الأراضي المحتلة) وضم الأراضي (الفلسطينية) مع سكانها، ليس موقفا مؤيدا لإسرائيل"، وفق رؤيتها.
و"منذ البداية، هدد المشروع الاستيطاني بتدمير الدولة (إسرائيل). والآن، مع وجود إدارة أمريكية مؤيدة للاستيطان وتدعم ضم الأراضي وسكانها وهم بالملايين، فإن العد التنازلي لنهاية إسرائيل كدولة ديمقراطية سيتسارع"، وفق الصحيفة.
ضم الضفة الغربية
في المقابل قالت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية، من حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، أوريت لموقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي الخميس إنها تستمد التشجيع لضم الضفة الغربية من الفريق الذي أعلنه ترامب.
ولفتت إلى "الأشخاص الذين تم اختيارهم بالفعل مثل وزير الخارجية (ماركو روبيو)، والسفير (الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكاب)، ووزير الدفاع (بيت هيغسيث)".
وأردفت: "نرى هؤلاء الأشخاص ونسمع مواقفهم (المؤيدة لإسرائيل)، لذلك من الواضح أن هذه مواقف أكثر انسجاما ليس مع الحكومة الإسرائيلية فحسب، ولكن مع غالبية الشعب الإسرائيلي أيضا".
ستروك أضافت: "مكتبي يعمل بأقصى سرعة تمهيدا لتطبيق السيادة (الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة)".
ومن المقرر أن تتولى إدارة الرئيس الجمهوري ترامب السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل.
أصدقاء إسرائيل
وبعيد ترشيح ترامب لهاكابي سفيرا بإسرائيل، أعرب وزير المالية الإسرائيلي زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش عن سعادته.
وكتب سموتريتش عبر منصة "إكس" الاثنين: "مايك هاكابي صديق ثابت ومخلص لإسرائيل ومؤيد للمشروع الاستيطاني في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".
وتابع أن هاكابي "ناضل لسنوات عديدة من أجل بلدنا وحقنا في كل أرض إسرائيل، وليس لدي أدنى شك في أننا انتصرنا وسنعمل معه على تعزيز أمن إسرائيل وقوتها وتعزيز قبضتنا على كافة أراضيها"، وفق زعمه.
كما أعلن ترامب اختيار رجل الأعمال وصديق إسرائيل ستيفن ويتكوف مبعوثا إلى منطقة الشرق الأوسط.
أسعد شخص بالعالم
ورأى المحلل المختص بالشؤون الأمريكية في "هآرتس" بن سامويلز أنه مع الوزراء الذين عيَّنهم ترامب "ربما يكون رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو أسعد شخص في العالم الآن".
وأضاف الأربعاء: "مع تعييناته الوزارية السريعة خلال أول أسبوع كامل له كرئيس منتخب، نجح ترامب بسرعة في تجميع فريق للسياسة الخارجية يتمتع برؤية عالمية".
وشدد على أن هذه "الرؤية واضحة ومفصلة ومعادية بطبيعتها لإيران ومتشككة في أي تطلعات وطنية فلسطينية، ولا تقبل أي ضغوط أمريكية على أهداف الحرب الإسرائيلية".
ورأى أن "حقيقة أن تعيينات السياسة الخارجية، بما فيها السفير لدى إسرائيل والمبعوث إلى الشرق الأوسط، جاءت قبل تعيينات أخرى عديدة تشير إلى مدى الأولوية التي سيحظى بها الشرق الأوسط لترامب، رغم الاعتقادات الأولية بأنه سيركز قبل كل شيء على أوكرانيا"، التي تدعمها واشنطن في الحرب ضد روسيا منذ فبراير/ شباط 2022.
سامويلز أردف: "تعيينات ترامب لا تمثل فقط عناقا كاملا لليمين المتشدد المؤيد لإسرائيل، بل تشجع إسرائيل أيضا على الاعتقاد بأنها ستحصل على الضوء الأخضر لمتابعة أي استراتيجية تراها ضرورية، بما يشمل نهجا أكثر عدوانية تجاه إيران والضم المحتمل للضفة الغربية وغزة".
وأشار إلى أن "كل شخص عينَّه ترامب في منصب مرتبط بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني له علاقة سابقة مع نتنياهو، حتى المبعوث إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الذي لا يملك أي خبرة دبلوماسية، فقد حضر خطاب نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس في يوليو/تموز الماضي".
وقال: "الآن بعد أن أكد ترامب ترشيح ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، فإن الغالبية العظمى من التعيينات تدعم أهداف نتنياهو".
واعتبر أن "نتنياهو نفسه لم يكن ليختار كبار المسؤولين في السياسة الخارجية الأمريكية بشكل أفضل من ترامب".
وتابع: "سواء كان ذلك المرشح لمنصب وزير الدفاع بيت هيجسيث، الذي رفض باستخفاف الخسائر (البشرية) المدنية الفلسطينية (جراء حرب الإبادة في غزة) خلال عمله كمذيع على قناة فوكس نيوز".
واستطرد: "إليز ستيفانيك، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي أسست شخصيتها العامة بالكامل على الدفاع عن إسرائيل، أو مايكل والتز، مستشار الأمن القومي المعين، الذي دعا علنا إلى السماح لإسرائيل بإنهاء المهمة، أي تحقيق أهدافها في حرب الإبادة بغزة".
و"تبدو تعيينات ترامب بمثابة تحقيق للحلم الكبير لوزير الضم (سموتريتش)، وفق توصيف "هآرتس" في افتتاحيتها.
وتابعت: "سيشغل النائب مايكل والتز منصب مستشاره للأمن القومي، وسيشغل السيناتور ماركو روبيو منصب وزير الخارجية، وتم اختيار النائبة إليز ستيفانيك لتكون سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة".
وزادت: "وسيكون حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي، المسيحي الإنجيلي المؤيد للضم، سفيرا في إسرائيل؛ والمذيع في "فوكس نيوز" بيت هيجسيث، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع شخصيات اليمين في إسرائيل، وزيرا للدفاع".
و"عندما يكون من المستحيل التمييز بين سموتريتش والسفير الأمريكي، فهذا أمر خطير على إسرائيل"، كما حذرت الصحيفة.
ولفتت إلى أن هاكابي قال في 2017: "لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، إنها يهودا والسامرة. لا يوجد شيء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات إنها أحياء إنها مدن. لا يوجد شيء اسمه احتلال".
ورأت "هآرتس" أنه "بالنسبة للإسرائيليين الذين يطمحون إلى العيش في دولة لا تحكم أمة أخرى ولا يوجد بها نظام فصل عنصري، فإن تعيين شخص مثل هاكابي أمر مشؤوم".
غير أن ترامب أعلن أنه يريد قبل تنصيبه رئيسا لولاية ثانية أن يرى نهاية للحرب في غزة وكذلك لبنان التي تتعرض لحرب إسرائيلية منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
لكن يبدو من تصريحات اليمين الإسرائيلي أنهم سينتقلون في ولاية ترامب من حرب الإبادة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة وربما احتلال مستمر لغزة.