نائب رئيس الجمعية عيسى امكيكي : - مساهمات الجمعية بدعم فلسطين متعددة، تعمل على حشد الدعم المالي وإعادة الإعمار ودعم إعلامي - الجمعية عملت على توفير المياه في غزة وتأسيس مدارس وتوفير مساعدات بيئية وإغاثية - من بين المشاريع التي تقوم بها الجمعية، إعمار القدس بالشراكة مع وكالة بيت مال القدس
مع استفحال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، أخذت الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين على عاتقها مسؤولية تقديم دعم إغاثي للفلسطينيين، والتضامن مع قضيتهم إعلاميا وماديا وسياسيا من خلال تبني عدة مبادرات.
نشاط الجمعية المغربية (غير حكومية) يأتي في إطار حالة تضامن كبيرة في المملكة مع الفلسطينيين، وتشهد عدة مدن بينها العاصمة الرباط مظاهرات متواصلة يطالب فيها المشاركون بوقف الإبادة الإسرائيلية ورفع الحصار وتقديم دعم للشعب الفلسطيني، وإنهاء اتفاقية التطبيع بين الرباط وإسرائيل.
وتقوم الجمعية بالعديد من الأنشطة، لحشد الدعم للمساهمة بإعمار جزء مما دمرته إسرائيل بقطاع غزة، فضلا عن التعريف بالقضية عبر أنشطة ومؤتمرات وورشات ولقاءات.
وتعمل الجمعية على حشد الطاقات والجهود المغربية للإعمار في فلسطين، والمساهمة بتوفير فرص عمل لمهنيين وعمال خاصة في مجال الإعمار وترميم وإصلاح المباني.
وتعرف الجمعية نفسها بأنها مدنية غير ربحية تضم هيئات وفعاليات وشخصيات المجتمع المدني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والنقابي والثقافي المغربي، ويعود تأسيسها إلى عام 2016.
مساهمات في غزة
نائب رئيس الجمعية عيسى امكيكي، يقول للأناضول، إن مساهماتها في دعم فلسطين متعددة، إذ تعمل على حشد الدعم المالي ودعم الفلسطينيين في عدد من القطاعات، فضلا عن المساهمة في إعادة الإعمار.
ويؤكد امكيكي ضرورة الاستمرار بدعم القضية الفلسطينية، بالنظر إلى حساسية المرحلة، مشيرا إلى أن الجمعية تقوم بعدد من المبادرات سواء على مستوى حشد الدعم والتعريف بالقضية، أو من ناحية المساعدة في إعادة الإعمار".
وعن إسهاماتها في غزة، يفيد بأن الجمعية "تحاول التخفيف من معاناة الفلسطينيين بقطاع غزة منذ بدء الإبادة الإسرائيلية (قبل أكثر من عام) التي جعلت القطاع يعاني في مختلف القطاعات".
ومن بين المبادرات، توفير المياه بالنظر إلى نقصها الكبير، وتوفير خيام لإيواء النازحين الهاربين من القصف الإسرائيلي، وفق نائب رئيس الجمعية.
وفي هذا الصدد، يلفت إلى أن إسرائيل استهدفت آبار المياه، لذلك عملت الجمعية من أجل توفير مياه للشرب بالشراكة مع هيئات دولية أخرى، ومساعدات بيئية وإغاثية مختلفة.
كما عمدت الجمعية إلى توريد مياه صالحة للشرب بصهاريج للمواطنين بغزة خاصة في الشمال، ونفذت مشروع صيانة آبار مياه في منطقة شعشاعة (شمال)، بالإضافة إلى تركيب نظام طاقة شمسية لتشغيل بئر ومحطة تحلية وسط القطاع.
وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ومع بداية حرب الإبادة بغزة، أعلن يسرائيل كاتس الذي كان حينها وزير الطاقة والبنية التحتية، قطع إمدادات الكهرباء عن القطاع، كما أمر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بقطع إمدادات الكهرباء والماه والوقود، واصفا الفلسطينيين بـ"الحيوانات البشرية".
وأثرت تلك الإجراءات الإسرائيلية العقابية أيضا على محطات تحلية المياه والآبار، ما تسبب بأزمة مياه خانقة في القطاع، لتترك تل أبيب الفلسطينيين هناك يقاسون العطش والجوع معا، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
مساهمات بالقدس أيضا
ولم يقتصر نشاط الجمعية على غزة فحسب، بل امتد إلى مدينة القدس، إذ يشير امكيكي إلى أن من بين المشاريع التي تقوم بها الجمعية، إعمار القدس.
ويؤكد أن الجمعية تقوم بعدة مشاريع بالمدينة بالشراكة مع "وكالة بيت مال القدس" الذراع الميدانية للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتعنى اللجنة بدعم القدس من خلال بناء المستشفيات والمراكز الاجتماعية والتعليمية وتنظيم أنشطة أخرى لفائدة المقدسيين، من أجل حماية حقوقهم وتعزيز صمود أهلها في مواجهة التصعيد الإسرائيلي.
وفي مايو/ أيار الماضي أعلنت "وكالة بيت مال القدس" عن مشاريع ترميم وإعمار بقيمة مليون دولار تعتزم تنفيذها في القدس المحتلة خلال عام 2024.
وقال محمد سالم الشرقاوي، مدير الوكالة، في صحفي بالعاصمة الرباط آنذاك، هذه المشاريع تتضمن ترميم مبان أثرية، منها مداخل وساحات جامعة القدس، و10 عقارات في البلدة القديمة، و5 عقارات خارجها، فضلا عن إقامة مبنى معني بتقديم خدمات اجتماعية.
وفيما يتعلق بالدعم الذي تتلقاه الجمعية، يقول امكيكي إنه يأتي "من مواطنين بالمغرب أو خارجه، وهذا يبرز دور المغاربة في دعم فلسطين، تظاهرا وإعمارا ودعما".
دعم إعلامي
وإلى جانب تقديم الدعم الإغاثي، ذهبت الجمعية أيضا إلى التعريف بالقضية الفلسطينية، بتنظيم عدة مؤتمرات ولقاءات وورشات داخل البلاد وخارجه.
وفي هذا الإطار نظمت الجمعية مهرجانا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني بالرباط في أكتوبر الماضي، حمل شعار "معهم في الشدائد كما في أيام الرخاء"، بالشراكة مع وكالة بيت مال المقدس، استمر يومين.
وشهد المهرجان ورشات لتعريف الأطفال بالقضية الفلسطينية، وأخرى تحكي تاريخ فلسطين، إضافة إلى ألعاب ومعارض صور ومجسمات وملابس، وكتب ومجلات عن القدس وفلسطين، لفائدة الجمعية.
وفي كلمتها بالمهرجان حينها، قالت مينة الطالبي النائبة الثانية لرئيس الجمعية، إن المهرجان جاء "في ظل الفترة الصعبة التي تعرفها القضية الفلسطينية"، مبينة أن الجمعية أطلقت عددا من المشاريع بالقدس، تركز على إصلاح وترميم عدد من البنايات التاريخية فيها.
وتابعت الطالبي: "منذ انطلاق العدوان على غزة (الإبادة الإسرائيلية) في 7 أكتوبر 2023، عملت الجمعية على تقديم ما يمكنها من دعم إنساني وتوفير خيام للنازحين وحفر الآبار وإصلاحها، إضافة إلى فتح مدرسة مؤقتة بشمال غزة، وتوفير إمكانيات لمتابعة دراستهم".
وأكدت أن "المغرب يقف على الدوام إلى جانب الحق الفلسطيني، ويستمر في مساندة قضيته، ويعمل على الدوام من أجل إنهاء حرب الإبادة على غزة".
كما نظمت الجمعية لقاء بالرباط مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، استضافت خلاله طبيبين مغربيين عملا بمستشفيات غزة أثناء الإبادة المتواصلة، وهما زهير الهنا، وعبد الله أبو يوسف، للاطلاع على الأوضاع الصحية المتردية في القطاع.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.