- محمد فرحات نجا من الموت بأعجوبة بعد قصف إسرائيلي استهدف مقر الإعلاميين بمنطقة حاصبيا جنوب لبنان وأدى إلى مقتل 3 صحفيين وجرح 4 آخرين - فرحات قال للأناضول إن إسرائيل ضربت مقر الصحفيين بصاروخين أحدثا دمارا هائلا بالمكان - الصحفي اللبناني أكد أن "إسرائيل نجحت بإبعادنا هذه المرة لكنها لن توقف التغطية الإعلامية"
رغم اللحظات الصعبة التي عاشها المراسل الصحفي محمد فرحات (28 عاما) عقب استهداف إسرائيل مقر الصحافيين بمنطقة حاصبيا جنوب لبنان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يستعد مرة أخرى للتوجه إلى الجنوب لتغطية العدوان المستمر على بلاده.
فرحات واحد من 17 صحفياً من وسائل إعلام محلية ودولية عدة، كانوا في مقر إقامة الإعلاميين بمنطقة حاصبيا، حيث تعرض لغارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل 3 صحفيين وجرح 4 آخرين.
وأعلنت قناة "المنار" اللبنانية، مقتل مصورها وسام قاسم في الغارة الإسرائيلية، بينما أفادت قناة "الميادين" المحلية بمقتل مصورها غسان نجار، ومهندس البث محمد رضا في القصف نفسه.
ووفق وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، فإن 11 صحفياً قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ أكتوبر 2023.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و897 قتيلا و13 ألفا و150 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الجمعة.
** استهداف النائمين
فرحات الذي يعمل بقناة "الجديد" المحلية الخاصة، روى للأناضول لحظات صعبة عاشها مع زميله المصور إيلي أبو عسلي، وقال إنه كان نائماً كما جميع صحفيي الأطقم الإعلامية، عندما هز صوت هدير صاروخين المكان وبدأ كل شيء يتطاير ويتحطم فوق رؤوسهم.
وأوضح أن أول كلمة نطق بها عقب القصف كان سؤاله لزميله أبو عسلي إذا ما كان على قيد الحياة، فأجابه بـ"نعم" وبدا أنه أصيب بجروح طفيفة في رأسه ووجهه، بسبب تطاير ركام المنزل القريب جداً من مكان سقوط الصاروخين.
وقال فرحات: "عندما خرجنا من المنزل فوجئنا بسيارة محطمة كانت قد تطايرت بسبب عصف الانفجار واستقرت أمام باب المنزل، وعندها أدركت أن الاستهداف حصل لمكان إقامة الصحفيين".
** مساعدة الجرحى
لدقائق تخلى فرحات عن مهمته الصحفية، وقام مع زملاء آخرين من الناجين، بمساعدة الجرحى والعالقين تحت الركام وانتشال القتلى، قبل أن يقرر بث رسالة صحفية مباشرة بعدسة زميله أبو عسلي رغم جروحه.
ولفت الصحفي اللبناني إلى أنه قرر بث رسالته رغم الظروف الصعبة التي عاناها جراء القصف، لأنه أراد أن ينقل للعلم أجمع المشهد بلحظته ليعكس حجم المأساة والعدوان الذي تعرض له الصحفيون.
على إثر القصف، غادرت جميع الأطقم الصحفية التي تنتمي إلى 7 مؤسسات إعلامية عربية وأجنبية المكان، حيث قرر بعضها الانتقال إلى العاصمة بيروت نهائيا، بينما ابتعد البعض الآخر نحو العمق الجنوبي بعيدا عن الحدود مع إسرائيل.
** عودة قريبة
فريق "الجديد" كان بين الأطقم التي انتقلت إلى بيروت كما يشير فرحات الذي قال إن ذلك كان ضروريا لإتمام الأمور اللوجستية خصوصاً بعد تعرض سيارة الفريق لأضرار كبيرة، إضافة لإجراء الفحوص الطبية اللازمة.
"إسرائيل نجحت بإبعادنا هذه المرة.. لكنها لن توقف التغطية"، هذا ما قال المراسل الشاب الذي أكد أنه "سيبقى يغطي العدوان الإسرائيلي على لبنان، وسيعود إلى جنوب البلاد مع زميله المصور ليوصل الرسالة من هناك".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت عقب شن إسرائيل إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، نطاق الإبادة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزواً برياً في جنوبه.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، وفق مراقبين.