- المسجد التابع لوقف الشؤون الدينية في مدينة أمستردام انضم إلى مشروع "أكبر متحف في هولندا" بهدف زيارة عدد زوار دور العبادة التابعة لديانات مختلفة - إمام المسجد: المشروع ساهم في توسيع شهرة المسجد بين أبناء الجاليات المسلمة وخارجها ووفر فرصة لتعريف الهولنديين وغير المسلمين بالإسلام - مواطن هولندي: من المهم وجود تواصل حي بين المسجد ومريديه والسكان الهولنديين في المنطقة فقد نكون مختلفين في عدد من الأمور لكن يجب أن يتعرف الجيران على بعضهم
ومؤخرا، أطلق متحف "كاثارينكونفنت" الوطني في أمستردام مشروعا باسم "أكبر متحف في هولندا"، بهدف زيادة عدد الزوار إلى دور العبادة في البلاد لديانات مختلفة.
ويعتبر مسجد الفاتح، واحدا من أبرز المباني التاريخية التي انضمت إلى المشروع، ولا سيما أن المبنى كان كنيسة وتحول إلى مسجد.
ويساهم المشروع الذي يضم أماكن عبادة تابعة لديانات مختلفة، في تعزيز شهرة المساجد في الأوساط الثقافية والفنون المعمارية، ويسمح لعدد كبير من الهولنديين بالتعرف على الإسلام.
ويمكن للزوار زيارة مسجد الفاتح في أيام وساعات محددة ضمن المشروع، كما يمكنهم الحصول على كتيبات توضيحية عن المسجد وفرصة للتعرف على التقاليد الدينية والتراث الثقافي لتركيا.
وفي حديثه للأناضول، قال إمام مسجد الفاتح كمال غوزوطوق، إن مشاركة المسجد في المشروع كانت "إيجابية للغاية"، مؤكدا مواصلته تقديم خدمات دينية لأبناء الجاليات المسلمة والتعريف بالتقاليد الإسلامية.
وأضاف: "يواصل المسجد تنظيم مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك العبادات وأنشطة تعليمية ونشاطات نسائية والعديد من الخدمات الدينية".
ولفت غوزوطوق إلى أن مشاركة المسجد في مشروع "أكبر متحف في هولندا"، كان بهدف توسيع خدماته التي يقدمها وتوسيع شهرته بين أبناء الجاليات المسلمة وخارجها.
وأشار إلى أن المسجد، بفضل هذا المشروع، أصبح يستقطب عددا أكبر من الزوار الأجانب وغير المسلمين.
وأوضح: "نستغل هذه الفرصة لتعريف الهولنديين وغير المسلمين بالإسلام، حيث استطاع المسجد بسبب موقعه وسط المدينة استقطاب كثير من الزوار".
كما أتاح المشروع فرصة للقائمين على المسجد للتعريف به وبنمطه المعماري الذي أثار إعجاب الزائرين، وفق غوزوطوق.
** فرصة لتغيير المواقف تجاه المسلمين
بدوره، أشار طولوناي صومونجو، أحد القائمين على إدارة المسجد، إلى زيادة عدد الزوار غير المسلمين الذين يأتون بكل حماسة لرؤية هذا الصرح التاريخي.
وقال صومونجو للأناضول: "في إطار المشروع، جرى إعداد مواد مطبوعة ومرئية بشأن المسجد باللغات الهولندية والإنجليزية والعربية والتركية".
وأضاف: "بفضل المشروع، بات بالإمكان رؤية تغير في موقف بعض الأشخاص تجاه المسلمين، خاصة بعد زيارة المسجد، وهذا يعتبر مكسبا كبيرا للإسلام والإنسانية".
فيما أكد المواطن الهولندي جاب كابتين، أهمية وجود تواصل حي بين المسجد ومريديه والسكان الهولنديين في المنطقة.
وقال للأناضول: "قد نكون مختلفين في العديد من الأمور، لكن يجب أن يتعرف الجيران على بعضهم، وهذا هو هدف المشروع".
وأضاف كابتين أن "غير المسلمين يشعرون بالراحة داخل المسجد"، موضحا أن "الزوار ومن يعرفون هذا المكان يشعرون الآن بأنه مكان ينتمون إليه".
وأعبر عن أمله أن يساهم هذا في "تغيير نظرة الهولنديين إلى الإسلام والمسلمين بطريقة إيجابية، وتعريفهم بالإسلام بشكل لطيف".
** من كنيسة إلى مسجد
من جهته، قال رئيس جمعية مسجد الفاتح، فكرت أوندر، إن المسجد الذي تحول من كنيسة، بدأ بناؤه عام 1927 واكتمل خلال عامين، وظل يوفر خدماته باعتباره كنيسة حتى عام 1971.
وأشار أوندر إلى أن تراجع أعداد مرتادي الكنيسة أدى إلى استخدام المبنى مخزنا تجاريا ومستودعا.
وتابع: "المبنى تعرض للإهمال. ولاحقا، قام كبار السن، وعلى رأسهم عمي إبراهيم كورماز، بشراء المبنى عام 1981، وتحويله إلى مسجد في العام التالي، ومنذ ذلك الحين بدأ المبنى يوفر خدماته الدينية لأبناء الجاليات المسلمة".
وأشار أوندر إلى أن المسجد خضع لعملية ترميم شاملة عام 2010، وقال: "المبنى مصنف كأثر تاريخي. وبدورنا نحرص على الحفاظ عليه وعلى خصوصيته التاريخية".
وختم قائلا: "المبنى انضم إلى وقف الشؤون الدينية الهولندية في 1986، ويواصل بكل عزم تقديم الخدمات الدينية لأبناء الجاليات المسلمة، تحت اسم مسجد الفاتح".