** لم نؤيد مقتل خاشقجي ودعونا لاحترام سيادة السعودية
ومتطرقا إلى موقف الصومال في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، قال عوض إن بلاده لم تعرب عن تأييدها لحادثة مقتل الصحفي بإسطنبول، وإنما أبدت دعمها ووقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية لاحترام سيادتها وعدم التدخل بشؤونها الداخلية.
وأوضح حديثه بالقول: "الصومال أعرب عن أسفه للحادثة تماما كما فعل العالم بأسره، إلا أن تصريحات بعض الجهات والدول تثير مخاوف وتهدد استقرار وسيادة السعودية".
وأشار إلى أنه من "غير المقبول أصلا التدخل بشؤون الآخرين بذريعة قضية ما ربما يمكن علاجها بطرق شتى وعبر أساليب أخرى لا تنتقص من سيادة دولة ذات ثقل سياسي واستراتيجي بالشرق الأوسط".
** "تركيا شريكنا الاستراتيجي الأكبر"
أما بخصوص العلاقات الصومالية التركية، فوصفها الوزير بـ"القوية، بل تصل الى مرحلة التعاون في مجالات عديدة".
واعتبر أن "دور تركيا الدؤوب في دعم الصومال ساهم في ارتقاء تلك العلاقات إلى مرحلة تعاون مثمر في شتى المجالات".
وبالنسبة لـ"عوض"، فإن "الدعم التركي لم يقتصر على داخل البلاد، بل تعداه إلى المحافل الدولية للوقوف إلى جانب الشعب الصومالي ودعمه في المواقف التي قد تؤثر سلبا على بلادنا، وهذا ما يجعل من تركيا الشريك الاستراتيجي الأكبر للصومال".
** دور صومالي "بارز" بالقرن الإفريقي
وفي ما يخص دور الصومال في المستجدات الأخيرة التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي من حيث التعاون الثلاثي بينها مع إريتريا وإثيوبيا، أوضح الوزير أن "المنطقة شهدت، العام الماضي، تحولا إيجابيا كبيرا بعد أن كانت مرتعا للخلافات والصراعات التي أودت بحياة كثيرين من أبناء المنطقة".
وتابع أن "زعماء الدول الثلاثة غيروا مسار المنطقة التي وُصم اسمها بالتخلف، من خلال تشكيل هذا التعاون الثلاثي، وفتح صفحة جديدة من العلاقات لمواكبة المجتمعات المتقدمة".
وأشار إلى أن "الصومال تلعب دورا بارزا في تحقيق هذا التعاون التي قد يعود بالنفع على مجتمعات البلدان الثلاثة".
وفي معرض حديثه عن موقف مقديشو من غياب جيبوتي عن التعاون الثلاثي بين الصومال واريتريا وإثيوبيا، رأى عوض أن "تشكيل أي تحالف إقليمي ينطلق من دول أو مجموعة دول تُدعى الدول المؤسسة، ثم يتوسع هذا الكيان ليشمل دولاً عدة، ما يعني أن التحالف الثلاثي بالقرن الإفريقي من الممكن أن يشمل دول المنطقة ولا يستثني دولة بعينها".
ووصف الوزير العلاقات بين الصومال وجيبوتي بـ"المتجذرة والأصيلة".
وشدد على أن "اختلاف الرؤى لا يعني وقوع شرخ في العلاقات التي تفوق الجانب السياسي لتصل إلى علاقة الدم والمصاهرة".
وعن ما يجري تداوله بشأن وجود اتفاقيات تمنح إثيوبيا حق استغلال موانئ الصومال، نفى الوزير وجود اتفاقية موانئ بين البلدين، معتبرا تلك الأنباء مجرد "شائعات" للتأثير على الرأي العام الصومالي.
فيما لم يستبعد الوزير -رغم ذلك- وجود تعاون وانفتاح بين البلدين في مجالات مختلفة.
وفي رده عن سؤال حول ما إن كان التعاون سيساهم بوقف تدخلات الدول الأجنبية في السياسة الصومالية، أشار عوض إلى أن التقارب بين الدول، وتبني رؤية سياسية واحدة، ووضع الخلافات جانبا، يساهم - بلا شك- في وقف التدخلات بشؤون الآخرين".
ومستطردا: "كما أن هذا التعاون يعزز الجهود الأمنية بين الدول لدحر الإرهابيين بالمنطقة"، في إشارة إلى حركة "الشباب".
** فتح سفارة واشنطن دليل على نجاحنا
وتعليقا عن توقيت إعلان واشنطن فتح سفارتها بالصومال بعد 27 عاما من الغياب، قال عوض: "بعد اعتراف الولايات المتحدة بالصومال عام 2013، اتخذت العلاقات الثنائية مسارا جديدا يصل حد التعاون في مجالات مختلفة".
وخلص إلى أن "إعلان واشنطن، مؤخرا، فتح سفارتها في هذا التوقيت وبكلفة 300 مليون دولار، دليل على مدى التقدم السياسي والأمني الذي أحرزته الصومال في السنوات الماضية".
وعما إن كان هناك علاقة بين عودة التمثيل الدبلوماسي الأمريكي وانحسار خطر الإرهابيين، أضاف: "بالضبط، فالأمن هو أساس عودة السفارات للصومال".
ولفت إلى أن واشنطن تدعم بلاده في محاربة الإرهابيين، من خلال وجود وحدات من القوات الأمريكية بالبلاد.
** "هايسوم تصرف بشكل لا يليق بسيادتنا"
أما بخصوص الأزمة الأخيرة بين الحكومة الصومالية والمبعوث الأممي الخاص نيوكلاس هايسوم، والتي أدت إلى اعتبار الأخير شخصا غير مرغوب فيه بالبلاد، شدد عوض على أن الصومال "دولة ذات سيادة، وترفض التدخل بشؤونها الخارجية مهما كانت المبررات".
وأوضح أن هايسوم "تصرف بشكل لا يليق بسيادة بلادنا بعيدا عن صلاحياته والمهام المنوطة به".
وتابع أن السبب في الموقف التي يتحدث عنه هو رسالة لا تبدو مناسبة تلقاها وزير الأمن الصومالي من المبعوث الأممي، وصيغت وكأن الوزير تحت إمرة هايسوم، وهذا مرفوض ويعد "تعد صارخ على سيادة بلادنا".
كما أن المبعوث الأممي، وفق الوزير، "طلب توضيحات حول سبب اعتقال إرهابي معروف (أراد الترشح للانتخابات المحلية)، وهذا ليس من شأنه، فالحكومة الصومالية هي من تقرر بهذا الصدد".