كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي سيبل قولاقسز للأناضول: - زيادة عدد موافقات البنك لتمويل مشاريع متعلقة بتركيا تعد مؤشرا واضحا على زيادة الثقة بسياسات أنقرة الاقتصادية - بعض الدول سجلت معدلات نمو 1 بالمئة أو حتى انكماشا في ظل الظروف الدولية، بينما حققت تركيا 3 بالمئة ما يعد إنجازا - ترامب يركز على الاقتصاد القائم على الاتفاقيات ويمكن لتركيا والولايات المتحدة الوصول إلى اتفاقيات مفيدة للطرفين - تركيا أصبحت أصبحنا أكثر كفاءة وتنافسية في الصناعات التقليدية ولديها القدرة على أن تكون محورا للنمو الاقتصادي بالمنطقة
قالت كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي سيبل قولاقسز إن زيادة عدد موافقات البنك لتمويل مشاريع في تركيا تعد مؤشرا واضحا على زيادة ثقته بسياسات أنقرة الاقتصادية.
وأضافت قولاقسز، في مقابلة مع الأناضول، أن مجلس المديرين التنفيذيين للبنك وافق على تمويل بقيمة إجمالية 910 ملايين دولار، لدعم جهود تركيا في توسيع استخدام السكك الحديدية الكهربائية وتحسين قدراتها في إدارة حالات الطوارئ الصحية العامة.
وأوضحت أن البنك لا ينظر إلى هذه المشاريع من منظور هندسي فقط، بل يتبنى نهجا متعدد الأبعاد، ويضم بين كوادره خبراء من مجالات مختلفة مثل الهندسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، كل منهم يساهم بشكل فعال في إثراء المشاريع الخدمية لصالح السكان.
وحول أهمية مشروع تطوير السكك الحديدية، قالت قولاقسز إن "نفع هذا المشروع لا يقتصر على تركيا فحسب، بل يمتد ليشمل الدول المجاورة أيضا".
وأكدت أن "الزيادة في عدد موافقات البنك الدولي على مشاريع متعلقة بتركيا تعكس زيادة الثقة في السياسات الاقتصادية التي تنتهجها أنقرة".
وتابعت أن "هذا المشروع (تطوير السكك الحديدية) الذي حصل على تمويل حديث هو مثال على ذلك، ونحن على أعتاب مشاريع جديدة في الفترة المقبلة".
** محور للنمو الاقتصادي
وبخصوص تأثير السياسات العالمية، قالت قولاقسز إن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب (يبدأ ولايته في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل) يركّز على السياسات التجارية.
وأضافت أن تركيا قد تجري محادثات مع الولايات المتحدة لتقييم مجالات التعاون الممكنة بينهما، والبلدين يعملان لتحقيق أهداف تجارية مشتركة.
وزادت بأن ترامب يركز على الاقتصاد القائم على الاتفاقيات، ويمكن لقادة البلدين التفاوض على طاولة واحدة والوصول إلى اتفاقيات مفيدة للطرفين.
وأردفت: كما أن لديه (ترامب) نظرة أقرب إلى رجال الأعمال في تقييمه لهذه الأمور، وقد يركز على ملء الفراغ الذي سيتركه تخلي الصين عن بعض القطاعات. لدينا هدف كبير في التجارة بين تركيا والولايات المتحدة وتوجد جهود كبيرة من مؤسسات عديدة لتحقيقه.
قولاقسز أفادت بأن أرقام التجارة بين البلدين على مدى الـ40 عاما الماضية تُظهر نموا سريعا في الصادرات والواردات، لكن تنوع المنتجات ما زال محدودا، مشددة على أن تركيا لديها القدرة على أن تكون محورا للنمو الاقتصادي في المنطقة.
وتابعت: تركيا تركز على تحسين جودة المنتجات التي تصدرها إلى الولايات المتحدة بدلا من تنويعها. هل هذا أمر سلبي؟ لا أعتقد ذلك.
واستطردت: بل يعني أننا أصبحنا أكثر كفاءة وتنافسية في الصناعات التقليدية. لكن كي تدخل (صادرات) تركيا في مجموعة الدول ذات الدخل المرتفع، يجب أن تركز على إنتاج وتصدير منتجات ذات قيمة مضافة عالية.
** رؤوس الأموال الأجنبية
وحول تأثير السياسات النقدية العالمية، قالت قولاقسز إن السياسات النقدية المتشددة بدأت التراجع تدريجيا، وخفض أسعار الفائدة أصبح أمرا متوقعا في دول عديدة، مما يمهد الطريق لزيادة الاستثمارات العالمية والنمو الاقتصادي.
وأضافت: "نأمل أن يؤدي هذا إلى تدفق أسرع لرؤوس الأموال الأجنبية إلى تركيا".
وتابعت: حتى في أصعب الأوقات، سجلت تركيا نموا بنسبة 3 بالمئة وحققت في السابق نموا 8 بالمئة، وهو مستوى سريع للغاية. بالنظر إلى الوضع العالمي، حيث سجلت دول أخرى نموا 1 بالمئة أو حتى انكماشا، فإن 3 بالمئة في تركيا تُعد إنجازا".
قولاقسز شددت على أن تركيا تتمتع بإمكانات اقتصادية مهمة، لكن يجب الاستفادة من الإمكانيات الاقتصادية غير المستغلة، للوصول بتركيا إلى مجموعة الدول ذات الدخل المرتفع.
وختمت قائلة: "بالنظر إلى الأرقام، نرى أن تركيا لديها إمكانيات لتكون محورا للنمو الاقتصادي في المنطقة. لديها موارد بشرية وقوى عاملة قادرة على تحقيق التنمية داخليا وإقليميا من خلال التعاون مع الدول المجاورة".