كسر الحظر الألماني على محطة أكويو النووية.. التوجه الآن نحو طائرات يوروفايتر

08:5311/10/2024, الجمعة
تحديث: 13/10/2024, الأحد
يحيى بستان

تعد ألمانيا الدولة المحورية في الاتحاد الأوروبي، وهي التي تحدد بدقة معالم العلاقات بين الاتحاد وتركيا. وفي هذا السياق، تعد من أبرز الأطراف التي تفرض عقوبات غير معلنة على تركيا. على سبيل المثال، في عام 2019، كانت ألمانيا هي المحرك الأساسي وراء دفع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات عقابية غير مباشرة ضد تركيا بسبب التوترات في شرق البحر المتوسط. تعتمد ألمانيا في سياساتها الدفاعية على الولايات المتحدة، لكنها تسعى حاليًا إلى تقليل هذه التبعية نتيجة الحرب في أوكرانيا، إلى جانب المخاوف من عودة "خطر" ترامب.

تعد ألمانيا الدولة المحورية في الاتحاد الأوروبي، وهي التي تحدد بدقة معالم العلاقات بين الاتحاد وتركيا. وفي هذا السياق، تعد من أبرز الأطراف التي تفرض عقوبات غير معلنة على تركيا. على سبيل المثال، في عام 2019، كانت ألمانيا هي المحرك الأساسي وراء دفع الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءات عقابية غير مباشرة ضد تركيا بسبب التوترات في شرق البحر المتوسط. تعتمد ألمانيا في سياساتها الدفاعية على الولايات المتحدة، لكنها تسعى حاليًا إلى تقليل هذه التبعية نتيجة الحرب في أوكرانيا، إلى جانب المخاوف من عودة "خطر" ترامب.


موضوعان رئيسيان يخصان ألمانيا

في الفترة الأخيرة، ظهرت قضيتان رئيسيتان على الساحة فيما يتعلق بألمانيا. الأولى هي عدم إرسال بعض المواد اللازمة لبناء محطة أكويو النووية إلى تركيا رغم العقود الموقعة. والثانية تتعلق بطائرات "يوروفايتر". هناك تطورات هامة في كلتا القضيتين، سأوضحها فيما يلي.


الوصول الأول للمعدات من الصين

أول تصريح حول هذه القضية جاء من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث قال: "نواجه مشكلة في أن التوربينات التي من المفترض أن تصل لمحطة أكويو محتجزة في الجمارك الألمانية." بعد ذلك، قدم وزير الطاقة والموارد الطبيعية، ألب أرسلان بيرقدار، توضيحًا أكثر تفصيلًا، مشيرًا بالاسم إلى شركة سيمنز الألمانية. قال بيرقدار: "لا تزال هناك معدات تخص المحطة النووية تنتظر في مخازن سيمنز وكان من المفترض تسليمها. هذا القرار اتخذ بدافع سياسي." وأشار إلى أن الحكومة الألمانية طلبت من سيمنز عدم إرسال هذه المعدات، مما سيؤدي إلى تأخير لمدة عدة أشهر في إتمام محطة أكويو النووية. كما قال بيرقدار: "سيكون لهذا القرار تبعاته."


لحسن الحظ، تم التوصل إلى حل سريع من خلال طلب المعدات البديلة من الصين. وللتأكد من هذه المعلومات، تواصلت مع مصادر رفيعة في وزارة الطاقة، وطرحت عليهم سؤالاً: "هل بدأت المعدات في الوصول من الصين؟" وتم تأكيد أن الدفعة الأولى وصلت قبل بضعة أيام، ومن المتوقع وصول بقية المعدات قريبًا. وعلى الرغم من أن التأخير الذي تسبب فيه الجانب الألماني قد لا يكون من السهل تعويضه، إلا أن العمل في محطة أكويو سيستمر. ومن الواضح أن شركة سيمنز ستواجه تبعات هذه العقوبات غير المعلنة ضد تركيا.


الضغط على دول الناتو لعدم فرض عقوبات

المسألة الثانية تتعلق بطائرات "يوروفايتر". كانت تركيا تسعى لشراء طائرات "يوروفايتر تايفون" من الجيل 4.5 لتعزيز قوتها الجوية، في الوقت الذي كانت تجري فيه مفاوضات مع الولايات المتحدة حول طائرات F-16. وبينما كانت إسبانيا والمملكة المتحدة متحمستين لإتمام الصفقة، كانت ألمانيا ترفض إعطاء موافقتها.

خلال العام الماضي، وخاصة منذ يونيو 2023، شهدت الأمور تغيرات كبيرة. استأنفت تركيا والولايات المتحدة محادثاتهما، وبدأت بروكسل أيضًا في التواصل مع أنقرة في إطار سعيها للتخلص من الاعتماد الدفاعي على الولايات المتحدة. وضمن هذا السياق، تم ضم تركيا إلى مبادرة "الدرع الجوي الأوروبي". كما دُعي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، حيث مارس ضغوطًا على الحاضرين قائلاً: "لا يمكن لأعضاء الناتو فرض عقوبات على بعضهم البعض." ونتيجة لذلك، بدأت العقوبات المفروضة على تركيا في التراجع، بدءًا من السويد، ثم كندا، تلتها هولندا والنرويج. لكن ألمانيا كانت لا تزال متمسكة بموقفها المتحفظ.

حل مسألة يوروفايتر بنهاية العام

من الجدير بالاهتمام ما نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية، حيث أفادت بأن مجلس الأمن الفيدرالي الألماني وافق في اجتماع سري على تصدير أسلحة إلى تركيا بقيمة 336 مليون يورو. ووفقًا للتقرير، ستشمل الصادرات الألمانية صواريخ دفاع جوي (في إطار مبادرة "الدرع الجوي الأوروبي")، بالإضافة إلى غواصات وفرقاطات ومعدات لتحديث الطوربيدات. هذا الإعلان جاء عقب لقاء الرئيس أردوغان بالمستشار الألماني أولاف شولتز في نيويورك، ومن المتوقع أن يقوم شولتز بزيارة إلى تركيا قريبًا.

تواصلت مع مصادر عسكرية للاستفسار عن هذا التقرير، وأفادوا بأنه "حتى الآن لم نتلقَ أي إخطار رسمي بخصوص هذه الصفقة، لكننا توقعنا ظهور تطورات من هذا النوع." هذه التغيرات تشير إلى أن ألمانيا شرعت، بعد مدة طويلة من الممانعة، في التراجع عن العقوبات غير المعلنة. وأوضح لي أحد المصادر أن هذه التحولات ستؤثر أيضًا على قضية "يوروفايتر"، وهناك توقعات قوية في أنقرة بحل هذه المسألة قبل نهاية العام.


الشراء بدون شروط

ونشرت بعض الصحف تقارير تشير إلى أن ألمانيا تسعى لفرض شروط على بيع طائرات "يوروفايتر"، تتعلق باستخدام الطائرات في أماكن محددة (في إشارة إلى مكافحة الإرهاب). استفسرت عن هذه الادعاءات من مصادر موثوقة، وتم نفيها بشكل قاطع. أوضحوا لي أنه إذا قررت تركيا شراء "يوروفايتر"، فسيكون الشراء دون شروط. ستكون الطائرات ملكًا لتركيا بالكامل، وستكون القوات المسلحة التركية هي الجهة الوحيدة التي تقرر مكان وكيفية استخدامها. في الواقع، مجرد الحديث عن هذا الأمر يبدو غير منطقي، لكنني شعرت أنه من الضروري توضيح ذلك.

#ألمانيا
#تركيا
#حظر الأسلحة
#الاتحا دالأوروبي
#الناتو
#محطة أكويو النووية