أثار مقتل الرائد بقوات الاحتياط، باحث الآثار الإسرائيلي زئيف إرليخ، بجنوب لبنان، جدلا في الإعلام العبري، بشأن طريقة دخوله مع الجيش إلى مناطق القتال خارج أوقات خدمته.
وقالت هيئة البث العبرية، الخميس، إن الباحث زئيف إرليخ (71 عاما)، المتخصص بدراسات "أرض إسرائيل"، قتل أمس الأربعاء مع جندي إسرائيلي في اشتباك بجنوب لبنان.
ونقلت عن الجيش الإسرائيلي أن "قوة عسكرية دخلت الأربعاء موقعا أثريا مع إرليخ، وعندها قام عنصران من حزب الله كانا يتحصنان بالمكان بإطلاق النار عليهم ما أدى لمقتل اثنين وإصابة آخرين بينهم رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم، بجروح متوسطة"، دون الإشارة إلى مصير المقاتلين اللبنانيين.
وأضافت أن "دخول إرليخ الأراضي اللبنانية لم يتم حسب الأنظمة المتبعة ويجري التحقيق في الأمر".
وطوال الإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ظهرت حالات عديدة من إهمال الجنود باللوائح المعتادة في الجيوش النظامية، وارتكب عدد كبير منهم مخالفات أغلبها جرائم تحاكم عليها القوانين.
وقبل مقتله بساعات، نُشرت صورة للباحث الإسرائيلي وهو بالزي العسكري داخل قرى لبنانية، رغم أنه ليس مجندا بالوقت الراهن.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يعد إرليخ "شخصية بارزة في دراسة أرض إسرائيل، وأحد مؤسسي المدرسة الميدانية في عوفرا (مستوطنة وسط الضفة الغربية كان يسكن فيها)، وهو محرر سلسلة كتب: السامرة وبنيامين، وأبحاث يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية)".
وذكرت أن "إرليخ رائد في قوات الاحتياط، لكنه دخل لبنان كمدني. ورغم ذلك، تقرر في الجيش الاعتراف به كشهيد عسكري وإقامة مراسم عسكرية له".
وفي التفاصيل، قالت الصحيفة إن المعركة دارت حوالي الساعة 15:00 في نقطة عميقة نسبيًا من العملية البرية للجيش الإسرائيلي، على بعد 5-6 كيلومترات من الحدود، في منطقة تطل على مدينة صور اللبنانية.
وأضافت: "يبدو أن هدفه كان اكتشاف منطقة ذات قيمة تاريخية في الحصن الواقع على الأراضي اللبنانية، لكن من الواضح أن ظروف دخوله إلى هذه النقطة مخالف للأوامر، وتم تعريف ما حدث على أنها عملية خطيرة وغير لائقة".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، أبرزها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 148 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و558 قتيلا و15 ألفا و123 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية حتى مساء الأربعاء.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.