*فلسطينيون بالشمال يتفقدون الدمار الإسرائيلي في مستشفيات "كمال عدوان" و"العودة" و"الإندونيسي" *فلسطينيون للأناضول: -مصدومون من حجم الدمار الإسرائيلي في مستشفيات محمية وفق القانون الدولي -الاحتلال لم يراع حرمة المستشفيات بل قصفها ودمرها وحولها إلى خراب -إسرائيل تريد قتلنا بطرق متعددة بعد أن فشلت في حرب الإبادة التي دعمتها بها الولايات المتحدة
صُدم فلسطينيون عائدون إلى شمال قطاع غزة، من حجم الدمار الإسرائيلي الهائل الذي ضرب المستشفيات الثلاثة الرئيسية بالمنطقة، في اليوم من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأحد.
وسارع المواطنون وفرق طبية لتفقد مستشفيات "كمال عدوان"، و"الإندونيسي"، و"العودة"، التي تعرضت لهجمات إسرائيلية شرسة منذ بداية حرب الإبادة، وزادت وتيرتها خلال الاجتياح الذي استهدف المنطقة منذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وحوّل الجيش الإسرائيلي المستشفيات الثلاثة إلى خراب، وعاث فساداً بالمباني والأقسام الطبية، كما ظهرت آثار الحرائق والدمار في أجزاء واسعة داخلها، لا سيما مستشفى "كمال عدوان".
ووفق مراسل الأناضول، تعمد الجيش الإسرائيلي تدمير محيط المستشفيات من منازل ومنشآت، ما جعل الوصول إليها صعبا للغاية.
وصباح الأحد، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ بناء على الموعد الذي حدده الوسطاء عند الساعة 6:30 (ت.غ)، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد في بيان لمكتبه، أن وقف إطلاق النار لن يبدأ إلا بعد استلام قائمة الأسيرات الثلاثة المفترض الإفراج عنهن اليوم، حيث قالت حماس آنذاك إن تأخرها بتسليم القائمة جاء لأسباب "فنية ميدانية".
ولاحقا، سلمت حماس قائمة الأسماء للوسطاء فيما نشرت كتائب القسام أسماء الأسيرات الثلاث، ليعلن مكتب نتنياهو عن دخول وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى بقطاع غزة حيز التنفيذ الساعة 11:15 بتوقيت فلسطين (09:15 ت.غ).
*مستشفى "كمال عدوان"
تعرض المستشفى الذي يقع في منطقة مشروع بيت لاهيا لحملة إسرائيلية شرسة، وتعمد الجيش تدمير أجزاء واسعة منه إما بالحرق أو القصف.
ورغم أن بعض المباني لا تزال قائمة إلى هذا الوقت، إلا أن الناظر إلى داخل أروقتها يعاين دمارا كبيرا أتى على كل شيء.
وفي هذا السياق، قال الشاب الفلسطيني حسني الزعانين، الذي وصل إلى المستشفى مع بدء سريان وقف إطلاق النار، إنه صُدم "من حجم الدمار الإسرائيلي في منشأة يفترض أنها محمية وفقاً للقوانين والمواثيق الدولية".
وأضاف الزعانين، للأناضول أن "الجيش الإسرائيلي أراد إعدام كل مناحي الحياة في شمال قطاع غزة، ولهذا أقدم على تخريب المشافي بهذا الشكل".
وأكد أن "مستشفى كمال عدوان كان يعمل بشكل كامل قبل الاجتياح الإسرائيلي الأخير، وكانت عمليات الترميم جارية فيه، لكن جيش الاحتلال (الإسرائيلي) اختار تدمير كل شيء، وأخرج المستشفى عن الخدمة".
وفي 28 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل مدير المستشفى حسام أبو صفية، بمحافظة شمال غزة.
وقبلها بيوم واحد، اقتحم الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان وأضرم النار فيه وأخرجه من الخدمة، واعتقل أكثر من 350 شخصا كانوا داخله، بينهم أبو صفية، الذي لقيت صورته وقتها بردائه الطبي يقتاده الجنود مكبلا وسط الدمار موجة استنكار عربية ودولية.
*المستشفى "الإندونيسي"
في داخل أروقة المستشفى "الإندونيسي" الواقع إلى الشرق من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، يبدو جلياً حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي.
وفي الأسابيع الأخيرة للاجتياح الإسرائيلي، تحول المستشفى لمأوى نازحين ومرضى وطواقم طبية، بعد أن أفرغ الجيش مستشفى "كمال عدوان".
و"عاش المحاصرون داخل المستشفى ظروفاً صعبة جدا، وتعرضوا للاستهداف على مدار اللحظة"، بحسب ما قالت الشابة الفلسطينية رواء شبات، لمراسل الأناضول.
وأشارت إلى أن "الاحتلال لم يراعِ حرمة المستشفى، بل قصفه وخربه، وتمركزت الآليات الإسرائيلية أكثر من مرة داخل ساحته وعاثت فيها فساداً".
وفي تعقيبها على حجم الدمار، قالت رواء: "لا يوجد مبرر لاستهداف المستشفيات، لكن الاحتلال دموي كعادته، ويصر على تدمير كل مناحي الحياة التي تهم الفلسطينيين".
وعن المرحلة المقبلة، دعت الشابة الفلسطينية إلى "تظافر الجهود بأسرع وقت لإعادة إعماد مستشفيات شمال قطاع غزة، لتتمكن من تقديم الخدمة للمواطنين".
*مستشفى "العودة"
في قلب حي "تل الزعتر" شمالي مخيم جباليا يقع مستشفى "العودة" الذي عاش الأطباء والمرضى وبعض النازحين فيه ظروفا صعبة جدا على مدار أيام الاجتياح الأخير.
وتعرض المستشفى للاستهداف الإسرائيلي بصواريخ الطائرات الحربية والقذائف المدفعية أكثر من مرة، ما أدى لدمار واسع في الطوابق العلوية وإصابة بعض المتواجدين داخله.
ووصل فلسطينيون إلى المستشفى لتفقده مع بدء سريان وقف إطلاق النار، وعاينوا حجم الدمار الهائل جراء الاستهدافات الإسرائيلية السابقة.
بدوره، قال الفلسطيني رمضان أبو ربيع، للأناضول، إن إسرائيل جعلت شمال قطاع غزة بلا مستشفيات بعد إخراجها عن الخدمة.
وأضاف الفلسطيني المنكوب أن "إسرائيل تريد قتلنا بطرق متعددة بعد أن فشلت في القضاء علينا في حرب الإبادة التي دعمتها بها الولايات المتحدة الأمريكية".
كما أوضح أن "مستشفى العودة كغيره من المشافي، تعرض لدمار كبير وأصبح شبه خارج عن الخدمة".
وأشار أبو ربيع، إلى أن "الشوارع المؤدية إلى المستشفى كانت ممتلئة بالركام والرماد، والمنازل في محيطه تدمرت بشكل كلي وتحولت إلى أكوام رماد".
ومنذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يستهدف الجيش الإسرائيلي القطاع الصحي في غزة ويقصف ويحاصر المستشفيات وينذر بإخلائها، ويمنع دخول المستلزمات الطبية خاصة في مناطق شمال القطاع التي اجتاحها مجددا في 5 أكتوبر الماضي.
وخلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.