- دمار كبير في حيي الخالدية وجورة الشياح بحمص، وهما من الأحياء التي استهدفتها قوات النظام السابق بقصف عنيف - مازن المصري من سكان حي الخالدية: بعد سقوط النظام بدأ السكان في العودة إلى منازلهم في حمص وإصلاح أماكن عملهم - محمد إبراهيم أبو ياسر من سكان الخالدية: إذا تكاتف أهالي المنطقة، فإن هذه الأماكن ستعود كما كانت
نالت أحياء مدينة حمص السورية نصيبا كبيرا من الدمار، إبان سنوات الثورة، جراء القصف الشديد الذي استهدفها به نظام الأسد المخلوع، حتى بدت خاوية على عروشها.
وكانت حمص التي تعتبر البوابة الاستراتيجية للعاصمة دمشق، واحدة من المحافظات الأكثر تعرضا لقصف نظام الأسد في سعيه للقضاء على المعارضة.
وشهدت أحياء حمص مظاهرات مناهضة لنظام الأسد منذ 2011، وهذا ما دعا قوات النظام إلى استخدام كل أنواع الأسلحة لقمع هذه المظاهرات.
وفي السنوات الأولى من الثورة، تعرضت بعض الأحياء وسط المدينة للقصف، ودُمرت البنية التحتية بالكامل، مما أدى إلى تعذر عودة النازحين من السكان المحليين إليها.
وفي مايو/ أيار 2017، انتهت عملية إخلاء حي الوعر آخر الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في حمص، ليتجه أهله نحو الشمال السوري.
مدينة أشباح
الأناضول رصدت صورا للدمار في حيي الخالدية حيث يقع مسجد الصحابي خالد بن الوليد، وجورة الشياح، وهما اثنان من الأحياء التي تعرضت لقصف عنيف من قوات النظام السابق.
وأظهرت الصور الملتقطة بالدرون أن أكثر من نصف المباني في الحيَّين تضررت، وأن معظم المباني باتت غير صالحة للسكن، وكثير منها تحتاج إلى إعادة بناء.
وفي الصور، تبدو المساجد والمدارس غير صالحة للاستخدام في الأحياء التي بدت كأنها مدينة أشباح، كما هو الحال في العديد من المناطق في سوريا.
استتباب الأمن
وفي حديث مع الأناضول، قال مازن المصري (40 عاما)، وهو من سكان حي الخالدية: "في السابق كانت المحلات التجارية مفتوحة في هذا الشارع، ولما بدأت الأزمة عام 2011 نزح الكثير من الناس، والآن بدأ الناس في العودة وإصلاح أماكن أعملهم لكسب لقمة العيش".
وذكر المصري أنه أعاد إصلاح دكانه لبيع الخضراوات والفواكه بعد نحو 14 عاما من إغلاقه بسبب الغارات الجوية التي كان النظام السوري يشنها قبل سيطرته على حمص.
وأضاف أن الأمن استتب في المدينة وأصبح بإمكانه مزاولة عمله بحرية.
واشتكى المصري من ضعف البنية التحتية في المنطقة، وذكر أنهم ينتظرون عودة الكهرباء والماء والخدمات الأساسية الأخرى.
عودة الأهالي
من جانبه، قال محمد إبراهيم أبو ياسر وهو من سكان الخالدية: "إذا تكاتف أهالي المنطقة، فإن هذه الأماكن ستعود كما كانت".
وأضاف أبو ياسر: "(بعد انهيار النظام) بدأ كثير من الأشخاص من خارج سوريا بالعودة إلى ديارهم. عاد جاري إلى هنا من ألمانيا. وجاء ابني من لبنان. وهناك أشخاص عادوا من تركيا والأردن والعراق وإدلب".
وأردف: "غادر بعض الناس البلاد لتجنب الخدمة العسكرية (في جيش النظام)، لكنهم عادوا الآن ليستقروا هنا".
وأشار إلى أن أهالي المنطقة اضطروا إلى ترك منازلهم بسبب هجوم نظام الأسد، وأنه بعد سيطرة النظام على حمص لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم خوفا من الاعتقال.
وتابع: "فليتوكلوا على الله وليعودوا، يجب أن يتمكن الجميع من العيش في هذا البلد، ويجب أن يعود الذين عاشوا هنا من قبل".
وأكد أبو ياسر أهمية الوحدة والتضامن، وأن المتورطين في ارتكاب جرائم في البلاد يجب أن يحاسبوا لضمان العدالة.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق عقب السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبتكليف من قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، تدير حكومة برئاسة محمد البشير، مرحلة انتقالية بدأت في اليوم التالي للإطاحة بنظام بشار (2000-2024).