الاحتفالات داخل كنيسة القديس "برفيريوس" بغزة اقتصرت على الشعائر الدينية وسط حالة من الحزن في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 16 شهرا
بالاقتصار على الشعائر الدينية والصلاة من أجل السلام، أحيا المسيحيون الأرثوذكس في قطاع غزة عيد الميلاد الذي يمر للعام الثاني على التوالي وسط إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل منذ 16 شهرا.
ووسط أجواء حزينة، أقام المسيحيون قداسا بمناسبة عيد الميلاد وفق التقويم الشرقي داخل كنيسة القديس "برفيريوس" بمدينة غزة، ثالت أقدم كنيسة في العالم حيث يعود البناء الأصلي فيها لعام 425 للميلاد.
فأصوات أجراس الكنائس التي تقرع إيذانا ببدء الصلوات يرافقها دوي انفجارات قنابل إسرائيلية، كما قال مسيحيون.
بينما يبدد أصوات الترانيم والصلوات ضجيج طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي لا تفارق سماء قطاع غزة، وكأنها تذكر باستمرار الحرب والحزن.
ويفقد العيد بهجته وسط ذكريات مؤلمة يعيشها مسيحيون قتلت إسرائيل أبناءهم وأصدقاءهم في مجزرة ارتكبها الجيش في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بقصف أحد مباني الكنيسة ما أسفر حينها عن مقتل 18 شخصا بينهم مسيحيون ومسلمون كانوا قد لجأوا إليها هربا من الموت.
ويحتفل المسيحيون الكاثوليك بالعيد ليلة 24 - 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام بحسب التقويم الغربي، فيما تحتفل الطوائف الشرقية في 7 يناير/ كانون الثاني.
** فرحة غائبة
الفلسطيني رامز الصوري، يؤدي طقوس العيد وهو مثقل بالألم بعد أكثر من عام على مقتل 3 من أبنائه في تلك المجزرة.
ويقول للأناضول، إن أعيادهم تفتقد بهجتها وفرحتها للعام الثاني على التوالي مع استمرار الإبادة الجماعية.
وتابع: "في 19 أكتوبر 2023، قُصفت الكنيسة ما أدى لاستشهاد 18 شخصا، 13 منهم أبناء عائلة الصوري، بينهم 3 من أبنائي".
وأوضح أن الاحتفالات بالأعياد غائبة وسط الحزن الذي يلف الطائفة المسيحية على فقدان الأبناء والأصدقاء.
وأكمل أن هذا العيد الثاني الذي يمر على المسيحيين وسط حرب تزداد ضراوة، فأصوات أجراس الكنائس يصاحبها دوي انفجارات القنابل.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي منذ بدئه حرب الإبادة على القطاع استهدف متعمدا المدنيين الآمنين في منازلهم وكنائسهم وجوامعهم.
وفي ختام حديثه، أعرب الصوري عن أمنياته بانتهاء الحرب المتواصلة على قطاع غزة.
** صلوات من أجل السلام
بدوره، يقول ميلاد عياد، إن هذا العيد يمر وسط حالة من الحزن الشديد على قطاع غزة كاملا بسبب الإبادة المتواصلة منذ أكثر من عام.
وتابع للأناضول، أن الاحتفالات للعام الثاني مقتصرة على الشعائر الدينية وصلوات تدعو لأجل أن يعم السلام على كامل فلسطين.
من جانبه، يقول فؤاد عياد إنهم استقبلوا عيد الميلاد عام 2023 بحزن شديد بعد مقتل 18 فلسطينيا بقصف إسرائيلي استهدف الكنيسة بمن فيها.
وأوضح أنهم استقبلوا العيد الثاني وسط حالة من الألم بعدما قُتل وأُصيب بعضهم نهاية عام 2024؛ دون ذكر تفاصيل.
وأشار إلى أن الطائفة المسيحية حُرمت جراء الإبادة الإسرائيلية من أبسط حقوقها خلال الأعياد خاصة زيارة الأقارب والوصول إلى كنيسة المهد بالضفة.
وأعرب عياد عن أمنياته بأن يكون 2025 عام التحرر من الظلم الإسرائيلي وأن تنتهي الحرب.
وطالب الأمة العربية والإسلامية والدول المسيحية الأوروبية بـ"الإسراع بإنهاء الحرب" حيث لا تفرّق الإبادة الجماعية المتواصلة بين أحد.
وعلى مدى عقود تناقصت أعداد المسيحيين في غزة بفعل الهجرة، وقبل الإبادة الجماعية كان عددهم لا يزيد على 2000 شخص، حسب مؤسسات مسيحية.
ويتبع نحو 70 بالمئة من مسيحيي قطاع غزة طائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.
وخلال الإبادة الإسرائيلية المستمرة بالقطاع تضررت 3 كنائس بشكل كبير، كذلك استهدف الجيش الإسرائيلي المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي غرب مدينة غزة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.