إمام سابق للمسجد الأموي: حلب حرة بقلبي ولم أفقد أمل العودة إليها

09:328/01/2025, الأربعاء
الأناضول
إمام سابق للمسجد الأموي: حلب حرة بقلبي ولم أفقد أمل العودة إليها
إمام سابق للمسجد الأموي: حلب حرة بقلبي ولم أفقد أمل العودة إليها

الشيخ محمد مكي الحلبي للأناضول: - الأسد وأزلامه دمروا حلب وسوريا بكاملها للحفاظ على سيادتهم والعالم كله يشاهد الآن ما كان يحدث في السجون - إلى جانب السعادة التي نعيشها في دمشق نتابع ببالغ الحزن المأساة الإنسانية التي تحدث في غزة - لم أنسَ قول الرئيس أردوغان إن "السوريين والأتراك إخوة، نحن أنصار وأنتم مهاجرون" ونترقب صلاته بالمسجد - بدعم إخواننا الأتراك بقينا صامدين حتى النهاية، وما زلنا نشعر أنهم معنا وهذا الدعم له قيمة كبيرة عندنا

قال الشيخ محمد مكي الحلبي، الإمام السابق للمسجد الأموي في حلب شمال سوريا، إن المدينة ظلّت "دائما حرة" بقلبه، ولم يفقد أمل العودة إليها بإسقاط نظام عائلة الأسد الذي استمر لنحو 53 عاما.

وفي حوار مع الأناضول، أعرب الحلبي عن سعادته بـ"تحرير المسجد الأموي من أَسر نظام بشار الأسد الذي خرب أجزاء من هذا المسجد التاريخي".

وأوضح الشيخ الذي يواصل أداء واجبه في مسجد كتارا بالعاصمة القطرية الدوحة، أن الأعوام التي أمضاها في المسجد الأموي التاريخي كانت "أكثر السنوات سلاما وطمأنينة".

وأضاف: "أدعو الله دائما أن يمكنني يوما ما من العودة إلى المسجد الأموي ولقاء أهلي".

بُني المسجد الأموي نحو عام 716 للميلاد، وتشير مصادر تاريخية إلى أن الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك هو من أمر ببنائه، وتقول مصادر أخرى إن الوليد بن عبد الملك هو من قام بذلك.

عاصر المسجد أحداثا ووقائع وحروبا عاشتها منطقة الشام خلال قرون من الزمن، وتعرض لحرائق وعمليات تخريب كان آخرها على يد نظام الأسد بعد اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، حيث أسقطت مئذنته التاريخية وأُحرقت جنباته وخُرب حرم الصلاة فيه.

وفي أبريل/ نيسان 2013، أسقطت مئذنة الجامع الأموي نتيجة القصف، حيث اتهمت قوات النظام السوري المعارضة المسلحة بهدمها التي نفت مسؤوليتها، وأكدت أن النظام هو المتورط في ذلك.

** الشوق إلى حلب

وأشار الشيخ الحلبي إلى شوقه لوطنه ومدينته حلب التي ولد وترعرع فيها، وإلى أهله ووالدَيه وأساتذته وأصدقائه، موضحا أنه كان دائما لديه أمل بالعودة يوما ما إلى مسقط رأسه.

وقال: "كان قلبي دائما هناك، وعشت على أمل أن أعود يوما ما إلى حلب الحرة. ظلّت حلب دائما حرة في قلبي".

وأضاف الشيخ: "الأسد وأزلامه دمروا حلب وسوريا بكاملها من أجل الحفاظ على سيادتهم، والعالم كله يشهد الآن كان يحدث في السجون".

وأوضح أنه كان في إسطنبول يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، حين انهار نظام البعث الذي حكم 61 عاما في سوريا، واحتفل بذلك النصر مع الشعب التركي.

وفي 8 ديسمبر الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.

** غزة حاضرة في سوريا

وتمنى الشيخ الحلبي أن يعم الفرح الذي يعيشه السوريون حاليا ليصل أيضا إلى الفلسطينيين في غزة "قريبا".

وأردف: "إلى جانب السعادة التي نعيشها في دمشق، نتابع ببالغ الحزن المأساة الإنسانية التي تحدث في غزة"، جراء الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها للشهر الـ16.

وتابع: "أدعو الله أن ينصرهم على هذا العدو الإسرائيلي الغاشم الذي يقتل الأطفال والنساء ويدمر البيوت".

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 155 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

** أُخوّة شعبين

وذكر الحلبي أن الشعب التركي بقيادة رئيسه رجب طيب أردوغان، كانوا "من أكبر الداعمين للسوريين في ثورتهم".

وأردف: "بدعم إخواننا الأتراك بقينا صامدين حتى النهاية، وما زلنا نشعر أنهم معنا وهذا الدعم له قيمة كبيرة عندنا".

وأشار الشيخ الحلبي إلى أنه "لم أنسَ الأيام التي أعلن فيها أردوغان أن السوريين والأتراك إخوة بقوله: "نحن أنصار وأنتم مهاجرون".

وقال الحلبي: "نحن إخوة لتركيا، وهذه الأُخوّة ليست شيئا يمكن تفسيره بالكلمات".

وأضاف: "أسأل الله أن يحمي أردوغان وجميع إخواننا في تركيا. ننتظر السيد أردوغان للصلاة في المسجد الأموي، وسنتشرف بذلك".

وفي 2012، أعرب الرئيس أردوغان عن تطلعه لزيارة دمشق وضريح صلاح الدين الأيوبي فيها، وأداء الصلاة في المسجد الأموي بحلب.

#الجامع الأموي
#المسجد الأموي
#حلب
#دمشق
#سقوط نظام الأسد
#سوريا