وإلا ستتخذ أنقرة الإجراء اللازم ضد التنظيم في سوريا..
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، توجيه إنذار نهائي لتنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، وإلا ستتخذ أنقرة الإجراء اللازم ضد التنظيم في سوريا.
وقال فيدان في مقابلة على شاشة قناة "سي إن إن" التركية: "إذا لم يتصرف التنظيم وفقا للإنذار النهائي، فسيتم اتخاذ الإجراء اللازم، و(الإجراء) هو عملية عسكرية".
وأضاف "دمشق تتحدث معهم، سبق وتحدثت معهم وستتحدث مرة أخرى".
وأكد فيدان أن ليس لدى تركيا عداء مع أي فئة، مشيرا إلى أن التنظيم المذكور منخرط بأنشطة إرهابية ولا ينكر ذلك.
وأضاف أن التنظيم جلب أشخاصا من جميع أنحاء العالم، واحتل أرض أشخاص آخرين، كما ينهب النفط ويعمل كحرس لسجون الآخرين.
- زيارة سوريا
وحول زيارته إلى دمشق في ديسمبر/ كانون الأول الفائت، أشار فيدان إلى الدمار الذي شاهده هناك، مبينا أنه توجه إلى دمشق برًا بسبب توقف عمل المطار.
وأضاف أن الوضع في منطقة إدلب جيد نسبيا، لكنه لاحظ وجود دمار كبير في حماة، وحمص، ودمشق.
وأشار إلى نظام بشار الأسد لم يتخذ أي خطوة لإزالة هذا الدمار.
وأردف: "في الأساس، النظام هو من مهد لنهايته. مسار أستانة الذي أطلقناه من خلالها هدنة في التصريحات ووقف إطلاق نار، حيث لم تشهد البلاد أية معارك لمدة 6-7 سنوات، كان يمكن استغلاله لتضميد جراح الشعب والمدن. ولكن عدم استغلال هذه الفترة يظهر نوايا النظام وقدراته".
وفيما يتعلق بلقائه بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق، قال الوزير التركي إنه أجرى معه مباحثات مطولة ناقشا فيها كل القضايا ذات الصلة، أبرزها ما يجب القيام به خلال المرحلة الجديدة.
وأوضح أنه استمع لآراء الشرع حول هذه القضايا وإدارة العملية، ونقل إليه كذلك توصيات تركيا بهذا الشأن.
- إجماع دولي على 4 بنود
فيدان أفاد بأن زيارته إلى سوريا سبقتها جولة دبلوماسية على الصعيد الدولي استغرقت قرابة 11 يوما، بهدف تحديد مطالب المجتمع الدولي من الإدارة السورية الجديدة.
وأكد أن المجتمع الدولي أجمع على 4 بنود متعلقة بسوريا، هي: ألا تشكل سوريا تهديدا لجيرانها؛ وألا تكون بأي شكل من الأشكال مأوى للإرهاب، وخاصة تنظيم داعش و"بي كي كي"، وضمان حقوق الأقليات وأمن الأرواح والممتلكات لديهم وعدم تعرضهم لسوء المعاملة، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية.
وأضاف أن تركيا اقترحت (على المجتمع الدولي) في هذا الإطار، "خطابا مقبولا من الجميع، سواء من الناحية الأخلاقية أو العقلانية أو القانونية، وقد لاقى هذا الخطاب قبولا عاما".
وأشار إلى أنهم نقلوا تطلعات الفاعلين الإقليميين والمجتمع الدولي في هذا الخصوص، إلى الشرع الذي "أبدى موافقته ولم يعترض عليها".
وشدد فيدان على وجود نقطتين من بين هذه البنود الـ 4، لهما أهمية خاصة بالنسبة لتركيا، "وهما: أولا، تركيا تستضيف 3.5 مليون من أشقائنا السوريين، أي أن أوضاع هؤلاء الإخوة هي قضية هامة. ثانيا، مسألة إنهاء وجود تنظيم "بي كي كي" الإرهابي في سوريا. وقد ناقشنا هذين الموضوعين بالتفصيل".
- الشرع قائد عقلاني
ولدى حديثه عن انطباعاته حول قائد الإدارة السورية الجديدة خلال لقائه به في دمشق، قال فيدان إنه وجده "بحالة جيدة".
وأضاف: "يبدو أن السنوات التي قضاها في إدلب كانت مفيدة له. لديه خبرة طويلة الأمد، وأنا لدي ملاحظات حوله أقوم بتحديثها من حين لآخر".
وتابع: "في الوقت الراهن، أرى أنه يدرك جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويتفهم توقعات سوريا والمنطقة منه، وكذلك الفرص والقيود المتاحة. إنه قائد عقلاني ومتزن".
وعبر فيدان عن تفاؤله وأمله حول مستقبل الأوضاع في سوريا.
وبالنسبة إلى الأقليات، قال فيدان إنه "لا توجد مشكلة بهذا الخصوص حاليا، لكون الإدارة الجديدة ضامنة لحقوق الأقليات"، إلا أن الوزير التركي لم يستبعد حدوث مشاكل مستقبلا حول ضمان الأمن القومي ووحدة سوريا.
وتابع: "هل يمكن أن تحدث نزاعات في المنطقة؟ هذا وارد. هل يمكن أن يكون هناك من يتلاعبون بسوريا لحسابات ومصالح خاصة؟ نعم، هذا احتمال قائم".
وأردف: "يجب أن نكون على دراية بكل ذلك. ولكن الجانب الإيجابي هو أن الشعب السوري تبنى الإدارة الجديدة التي تضم أبناء الشعب، وعلق آماله عليها. دورنا هو دعم هذه الآمال وتعزيزها وتقديم النصيحة الصحيحة".
- أولوية تشكيل الحكومة
وبحسب فيدان فإن "الأولوية القصوى" حاليا في سوريا، هي تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، بحيث تقدم هذه الحكومة الخدمات للشعب وتُحقق التمثيل الدولي.
وأضاف أن قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع لا يحمل حاليا صفة الرئيس الرسمي للدولة، "بل ما زال قائد هيئة الثورة".
وأوضح أن الشرع عيّن ثلاثة وزراء حتى اليوم، "ولكن هناك حاجة لتعيين حكومة أساسية ودائمة، لأن المجتمع الدولي ينتظر ذلك لتقديم المساعدات وإطلاق التعاون التقني".
وأشار فيدان إلى أن المجتمع الدولي بحاجة إلى محاور يُمثل سوريا، مبينا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أصدر بدوره تعليمات لاستنفار قدرات بلاده لتقديم المساعدات، "ولكن الوزراء ينتظرون جهة رسمية ومحاورا لهم للتعامل معها في سوريا".
يتبع///