بساقين صناعيتين.. سوري يتطلع لأن تطأ قدماه أرض بلاده

يستعد السوري إياد قدور الحموش، الذي فقد ساقيه وإحدى عينيه جراء انفجار لغم أرضي في بلاده، للعودة من تركيا إلى وطنه إثر سقوط نظام الأسد، بعد فراق دام 6 سنوات.

لم يغادر الحموش البالغ من العمر 39 عاما، سوريا بعد بدء الحرب، وفي عام 2018 أصيب جراء انفجار لغم أرضي زرعه إرهابيو تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي".

وإثر إصابته نُقل الحموش إلى مستشفى في ولاية كيليس جنوبي تركيا، حيث بُترت ساقاه من أسفل الركبة.

أحيل الحموش بعدها إلى مستشفى بولاية أضنة (جنوب) لعلاج عينه المصابة، وخضع إلى 7 عمليات جراحية، إلا أن التدخلات الطبية لم تسفر عن نتائج وفقد البصر بإحدى عينيه.

وفي عام 2019 التقى مع أسرته في ولاية قيصري وسط تركيا، بعد رحلة علاج اختتمت بتركيب ساقين صناعيتين.

عمل الحموش مع أقارب له في محل بقالة بولاية قيصري، وعندما بلغه نبأ سقوط نظام الأسد يوم 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي شعر بفرحة كبيرة.

سنوات أمضاها الحموش تجرع خلالها مرارة الشوق لمسقط رأسه، وها هو الآن يخطط مع أقربائه للعودة إلى بلادهم في عيد الفطر القادم، ويحلم باليوم الذي تطأ فيه قدماه أرض الوطن بعد فراق دام 6 سنوات.

وفي حديث للأناضول قال الحموش، وهو أب لـ 4 أطفال ولدوا في مدينة الباب شمالي سوريا، إنه بذل قصارى جهده للدفاع عن وطنه وشارك بالمعارك قبل أن ينفجر فيه لغم أرضي.

وأشار الحموش إلى أنه تلقى العلاج في عدة مستشفيات داخل تركيا وفي مارس/أذار عام 2018 تم تركيب ساقين صناعيتين له.

وقال إنه راض عن التضحية بكل شيء من أجل سوريا، لافتا إلى تضحيات الشعب السوري من أجل إسقاط النظام.

وأضاف: "يكفي أننا استعدنا بلادنا من هذه العصابة القذرة التي قتلت أهلنا ودمرت منازلنا وهجرتنا إلى أصقاع الأرض".

من جانبه أفاد أحد أقرباء إياد الحموش، وهو محمد قدور الحموش، بأنه جاء إلى تركيا مع بدء الحرب في سوريا.

وتابع: "جئنا إلى قيصري مع أقربائنا وافتتحنا محل بقالة هنا. وبما أن إياد لا يستطيع العمل في المصانع افتتحنا هذا الدكان وعملنا معا".

وأشار إلى أنهم سيعودون إلى سوريا في غضون 3 -4 أشهر، بعد ترتيب أوضاعهم في تركيا.

وفي 8 ديسمبر الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق عقب السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير منطقة إدلب (شمال) منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية لإدارة المرحلة الانتقالية.