**وزير الخارجية التركي: - نولي أهمية كبيرة لوحدة أراضي سوريا وسيادتها - يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وعلى قوى المعارضة أن تتوحد
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إن الشعب السوري سيعيد رسم مستقبل بلده، وينبغي على المجتمع الدولي دعمه، وأكد ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة، ووحدة أراضي سوريا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لوزير الخارجية التركي في قطر على هامش النسخة الـ22 من منتدى الدوحة، حيث تطرق إلى الأوضاع بسوريا عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأشار فيدان إلى أن الشعب السوري دخل مع صباح الأحد مرحلة جديدة.
وأضاف: "الشعب السوري سيعيد رسم مستقبله، اليوم لدينا أمل، الشعب السوري لا يمكنه لوحده تحقيق ذلك، على المجتمع الدولي دعمه".
وشدد فيدان على إيلاء تركيا أهمية كبيرة لوحدة أراضي سوريا وسيادتها، وأيضا لرفاه الشعب السوري.
وردا على سؤال عن مكان الرئيس المخلوع بشار الأسد قال فيدان :"لا يمكنني التعليق على هذا الموضوع ولا نعلم مكانه من المحتمل أنه خارج سوريا".
- عودة اللاجئين
وبخصوص اللاجئين السوريين ذكر فيدان أنه "يمكن الآن لملايين السوريين الذين اضطروا لمغادرة بلادهم العودة إليها".
وأكد على ضرورة هيكلة الإدارة الجديدة لسوريا بطريقة منظمة، وعدم التنازل أبدًا عن مبدأ احتضان الجميع، قائلاً: " الوقت قد حان لتوحيد وإعادة بناء سوريا".
كما شدد على "ضرورة التعامل بالعدل مع كافة الأقليات، سواء المسيحية أو الكردية أو غير المسلمة".
وفيما يخص ترسانة الأسلحة الكيميائية في سوريا، أكد فيدان على أهمية ضمان أمن مخزون الأسلحة الكيميائية والمواد المتعلقة بها.
ودعا وزير الخارجية التركي كافة الأطراف الفاعلة في المنطقة وخارجها إلى التصرف بحذر وهدوء قائلاً: "ينبغي عدم جر المنطقة لمزيد من عدم الاستقرار".
- الحفاظ على مؤسسات الدولة
وقال فيدان إنه يجب الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وينبغي على قوى المعارضة أن تتوحد فورا.
وأكد أن تركيا ستواصل مع دول الجوار العمل مع الإدارة الجديدة بسوريا مستغلة كل القدرات المتوفرة من أجل إعادة بناء هذا البلد.
وشدد فيدان على ضرورة حماية وحدة أراضي سوريا.
وأردف: "في هذه الفترة الانتقالية ينبغي علينا أن نكون حذرين، نحن على تواصل مع مختلف المجموعات، نعمل ما بوسعنا من أجل عدم استفادة التنظيمات الإرهابية من هذه الأوضاع وخاصة تنظيمي داعش وبي كي كي".
وأكد أن "تركيا ستقدم على كافة الخطوات في مسألة مكافحة الإرهاب".
- أذرع "بي كي كي"
وقال فيدان :"لا يمكن اعتبار أي امتداد لتنظيم بي كي كي طرفا شرعيا بأي شكل من الأشكال في سوريا، ولا يمكن أن يكون طرفا نتفاوض معه في المحادثات المتعلقة بسوريا".
وأشار لوجود أحزاب كردية شرعية تعمل في شمال سوريا وأنها كانت منذ فترة طويلة جزءًا من قوى المعارضة.
ولفت فيدان إلى أن قيادات أذرع تنظيم "بي كي كي" ليست سورية وبينها عناصر من دول المنطقة وأنحاء العالم.
وأكد على أن من يقودون "قسد" (واجهة التنظيم الإرهابي بسوريا) ليسوا سوريين، وإن الجميع يعرف ذلك.
وتابع: "نحن على تواصل مع أصدقائنا الأمريكيين، وهم يدركون مدى حساسيتنا تجاه هذه القضية، خاصة فيما يتعلق بتنظيم بي كي كي/واي بي جي، ويعلمون أننا سنرد على أي تهديد يأتي من هذه الجماعات إلى تركيا".
وأشار فيدان إلى أن الحكومة التركية ستتواصل مع الإدارة الأمريكية الجديدة حول هذا الموضوع.
- مرحلة انتقالية تشمل الجميع
ولفت فيدان إلى أن القوى المعارضة السورية تتألف من مجموعات مختلفة، لكنها تمتلك آلية تنسيق مشتركة بينها.
وأوضح أن هذه الآلية ستشهد تحسنًا في الأيام المقبلة، نظرًا لوجود مهمة أكبر يجب أن تركز عليها جميع الأطراف لتحقيقها في الوقت الحالي.
وأعرب فيدان عن أمله في أن تتمكن هذه المجموعات من الاجتماع والبدء في العمل بشكل منظم، الأمر الذي يتيح إمكانية تحقيق مرحلة انتقالية تشمل جميع الأطراف داخل سوريا.
- النظام لم يستغل فرصة التصالح مع شعبه
وذكر فيدان أن تغيير النظام في سوريا لم يحدث بين عشية وضحاها وأنّ البلاد مرت بتقلبات على مدار السنوات الـ13 الماضية.
ولفت إلى أنه بفضل مسار أستانة (الذي لعب فيه تركيا دور دولة ضامنة بجانب روسيا وإيران) تم خفض التوتر بعد عام 2016.
وأردف: "النظام السوري لم يستغل هذه الفرصة والفترة للمصالحة مع شعبه".
ولفت إلى أنّه عندما فشلت كافة المبادرات مد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يده باتجاه النظام ودعا لتحقيق الوحدة الوطنية والسلام في سوريا.
وأكمل: "كان النظام يتداعى تدريجياً ونحن كنا ندرك ذلك. لذلك حاولنا فعلاً القيام بشيء لمنع هذا الانهيار، لكن الجواب باختصار كان لا، لم نتواصل معه (الأسد) ولم يكن لدينا أي اتصال".
- التنسيق مع دول المنطقة
من ناحية أخرى أشار فيدان إلى أن العراق وتركيا دولتان لهما حدود طويلة مع سوريا، وأكد الأهمية الكبيرة للتنسيق بين أنقرة وبغداد على وجه التحديد.
كما شدد على أهمية وجود شركاء مثل الأردن والسعودية وقطر ومواصلة بلاده العمل مع تلك الدول حول سوريا.
وفجر الأحد 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.