تظاهر أهالي أسرى إسرائيليين، الأربعاء، أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الكنيست، للمطالبة بالتوصل لصفقة تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة.
وقالت عائلات الأسرى بمنشور على منصة إكس: "احتج أهالي المختطفين بالكنيست (البرلمان)، وطرحوا سؤالا واحدا بسيطا: إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بالشمال (لبنان)، فلماذا لا يتم التوصل إلى اتفاق بالجنوب (غزة)؟ فإذا كان من الممكن العودة إلى لبنان، فمن الممكن العودة إلى غزة".
وأضاف البيان: "نطالب بالتوصل إلى اتفاق يعيد أحباءنا الذين لم يعودوا إلى منازلهم منذ 418 يوما"، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.
ونشر مقطع فيديو يظهر عددا من أفراد العائلات وهم يجلسون أمام مكتب نتنياهو في الكنيست مرتدين قمصانا تحمل صورا لأسرى.
في السياق ذاته، قالت هيئة البث الإسرائيلية: "يطالب الأهالي الحكومة بالتوصل إلى اتفاق مع حماس لإعادة جميع المختطفين دفعة واحدة وإنهاء الحرب".
ونقلت عن شارون شرابي، شقيق أحد الأسرى، قوله بالتظاهرة: "حزب الله لديه قدرات لم يدمرها الجيش الإسرائيلي بعد، نحن نفهم أنه من الممكن مغادرة لبنان ويمكن العودة إلى لبنان".
وأضاف: "في نفس الوقت، وبطريقة مماثلة، يمكننا أن نخرج من غزة ونعود إلى غزة عندما نحتاج إلى ذلك، ولكن قبل كل شيء، يجب أن يكون المختطفون لدينا في المنزل".
كما نقلت عن إيلي ألبيغ، والد أحد الأسرى، قوله إن "على نتنياهو التوصل لاتفاق في غزة كما توصل لاتفاق مع لبنان".
وأضافت: "نحن نثق بك، يمكنك ذلك إذا أردت من فضلك، نتوسل من قلوبنا من أجل أحبائنا".
واتهمت عائلات الأسرى في وقت سابق نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى لأسباب تتعلق بحسابات سياسية خاصة ببقائه بالسلطة.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل عند الرابعة فجر الأربعاء بتوقيت بيروت، لينهي معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها في الشهرين الأخيرين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الثلاثاء.
يأتي ذلك بينما تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي خلفت نحو 149 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ووصلت مفاوضات تبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل إلى مرحلة متعثرة، جراء إصرار نتنياهو على وضع شروط جديدة تشمل "استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر، ومعبر رفح بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع)".
من جانبها، تصر حركة "حماس" على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق.
وتقدر إسرائيل وجود 101 أسيرا بقطاع غزة، بينما أعلنت "حماس" مقتل عشرات منهم بغارات إسرائيلية عشوائية.