أعلن "حزب الله" أنه يحضر لتنظيم جنازة شعبية لكل من أمينه العام الراحل حسن نصر الله، ورئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، اللذين اغتالتهما إسرائيل خلال عدوانها على لبنان.
جاء ذلك بكلمة لرئيس المجلس السياسي للحزب محمود قماطي، خلال زيارة أجراها لـ"ميدان الشهداء" بضاحية بيروت الجنوبية، بعد ساعات من سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وفي كلمته التي نشرت وكالة الأنباء اللبنانية مقتطفات منها، قال قماطي: "إننا (في الحزب) نحضر لتشييع الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين".
وبينما لم يحدد تاريخا معينا لتلك الجنازة، أكد المسؤول بالحزب أنها "ستكون بمثابة استفتاء شعبي وسياسي لتبني نهج المقاومة".
وبغارتين على ضاحية بيروت الجنوبية، اغتالت إسرائيل نصر الله في 27 سبتمبر/ أيلول، وصفي الدين في 3 أكتوبر/ تشرين الأول.
وفي سياق آخر، اعتبر قماطي أن لبنان "انتصر" بالمواجهة الأخيرة مع إسرائيل؛ "حيث لم يحقق العدو أي هدف من أهدافه، ولم يستطع أن يتقدم عند الحدود الأمامية في الجنوب".
واعتبر أن "صمود المقاومة في الجنوب أفشل العدوان ليس على لبنان فقط بل على الشرق الأوسط".
ووجه تحية إلى "بيئة المقاومة التي سنكون أوفياء لها"، مؤكدا عزمهم "إعادة إعمار ما تهدم في كل لبنان" جراء العدوان الإسرائيلي.
وبخصوص القضايا التي سيتابعها "حزب الله" بعد انتهاء العدوان، لفت قماطي إلى أن "موضوع الأسرى، موضوع جدي وأساسي وسنتابعه باهتمام".
في 22 أكتوبر الماضي، أعلن "حزب الله" وقوع عدد لم يحدده من مقاتليه أسرى بيد الجيش الإسرائيلي، محملا إياها مسؤولية "الحفاظ على حياتهم وصحتهم".
وأضاف قماطي: "نمد أيدينا إلى شركائنا في الوطن لنبني لبنان أجمل مما كان".
وشدد على أن "فلسطين هي قضيتنا الأساسية وقضية العرب، ولن نتركها"، في رده على ما تقوله إسرائيل بشأن تمكنها عبر الاتفاق الحالي من فصل الدعم اللبناني عن غزة.
وبرعاية أمريكية فرنسية، بدأ في الرابعة من فجر الأربعاء بتوقيت بيروت سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" أنهى 14 شهرا من معارك هي الأعنف بين الجانبين منذ حرب يوليو/ تموز 2006.
ومن أبرز بنود الاتفاق، وفق وثيقة حصلت عليها الأناضول، انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (الفاصل بين الحدود) خلال 60 يوما، وانتشار الجيش والأمن اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وستكون القوات اللبنانية الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب لبنان، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، فيما "لا تلغي هذه الالتزامات حق إسرائيل أو لبنان الأصيل في الدفاع عن النفس".
وحتى الساعة، لا تتوفر تفاصيل رسمية بشأن آليات تنفيذ بنود الاتفاق، الذي ستعمل واشنطن وباريس على ضمان الوفاء بها.
كما لم يصدر تعليق من "حزب الله" بشأن الاتفاق، لكن الحزب ملتزم فعليا به؛ حيث لم يشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية منذ سريانه.
وخلّف العدوان الإسرائيلي على لبنان 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن مليون و400 ألف نازح، جرى تسجيل معظمهم بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
في المقابل، قُتل 124 إسرائيليا بينهم 79 جنديا، وتعرض أكثر من 9 آلاف مبنى و7 آلاف سيارة لتدمير شمال إسرائيل بفعل نيران "حزب الله" منذ سبتمبر، وفق القناة "12" وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريتين.
فيما دوت صفارات الإنذار، حسب إذاعة الجيش، 22 ألفا و715 مرة في إسرائيل جراء هجمات "حزب الله"، منها 16 ألفا و198 إنذارا بسبب القصف الصاروخي، و6 آلاف و517 إنذارا نتيجة الطائرات المسيرة.