بمجرد سريان وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، فجر الأربعاء، بدأ اللبنانيون الذين تعتلي وجوههم فرحة وقف القتال وتعتصر قلوبهم غصة فراق ذويهم القتلى، بالعودة لمنازلهم في جنوب البلاد وشرقها.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل عند الرابعة فجر الأربعاء بتوقيت بيروت (+2 ت.غ)، لينهي معارك بين الجانبين استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها في الشهرين الأخيرين.
وعقب ذلك، أعلن الجيش اللبناني أنه يتخذ الإجراءات اللازمة لاستكمال انتشاره في الجنوب، موضحا أن هذه الخطوة تأتي "وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ مهماته (الجيش) بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701".
وهذا القرار تبناه مجلس الأمن الدولي في 11 أغسطس/ آب 2006، ودعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين "حزب الله" وإسرائيل آنذاك.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و823 قتيلا و15 ألفا و859 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لبيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الثلاثاء.
العودة للضاحية
مشاهد مدمجة بالفرح ومظاهر الاحتفال ظهرت على النازحين العائدين لمنازلهم في مختلف المناطق، رغم الدمار الكبير الذي لحق بها.
وطغت على اللقاءات بين الأهالي العناق وكلمة "الحمد لله على السلامة"، لعودتهم سالمين.
وشهدت مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت زحمة سير بسبب مواكب السيارات التي تنقل العائلات النازحة نتيجة القصف الإسرائيلي.
وظهرت مواكب السيارات التي ترفع أعلام "حزب الله" وحركة "أمل" وصور كل من الراحلين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وجابت شوارع الضاحية الجنوبية احتفالا بالعودة.
وباشر أصحاب المباني والمحال إزالة الردم والركام من أمام ممتلكاتهم، وفق الوكالة اللبنانية الرسمية.
وظهرت آلاف السيارات محملة بالفرش والأغراض التي كانت مع النازحين العائدين.
العودة للجنوب والبقاع
وفي بعلبك شرقا لم يختلف المشهد، حيث بدأت منذ الصباح الباكر قوافل سيارات العودة بالتوافد من مناطق النزوح والإيواء والاستضافة إلى مدن وبلدات المنطقة، بعدما تعرضت ليلا لغارات إسرائيلية عنيفة وتدمير الأبنية السكنية المأهولة والخالية.
جنوبا، شهد أوتوستراد صيدا باتجاه الجنوب زحمة سير، حيث يتوجه الأهالي منذ الفجر إلى قراهم وبلداتهم، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
كما بدأت قوافل النازحين بالعودة منذ الرابعة فجرا إلى النبطية حاملين الأعلام اللبنانية ورايات "حزب الله"، علماً أن النبطية مختلفة تماما عما قبل العدوان، حيث يطغى عليها دمار الأبنية والطرق والبنى التحتية وانقطاع المياه والهواتف الأرضية وكذلك أسلاك الكهرباء مقطعة على الطرق.
وأظهر النازحون العائدون معنويات عالية، معتبرين أنهم "انتصروا" على إسرائيل بالعودة إلى مناطقهم ووقف الحرب.
وخلال الـ 24 ساعة الماضية، شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة طالت عشرات البلدات والمدن والقرى، بينها العاصمة اللبنانية بيروت، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى.
حتى أن الغارات الإسرائيلية طالت الحدود مع سوريا في عكار شمال لبنان، مستهدفة معابر العبودية والعريضة ووادي خالد، وذلك بعدما كانت قد استهدفت الطرق البرية المؤدية لسوريا.
وصباح اليوم، كتب وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني علي حمية، في منشور على منصة إكس، أن "ورش متعهدي وزارة الأشغال العامة والنقل، بدأت العمل على ترميم وفتح طريق المصنع المعبر الحدودي اللبناني السوري".