في مدينة طولكرم شمال الضفة، وفق رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم نهاد الشاويش في حديث للأناضول..
هدم الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) خلال اقتحامه مخيم نور شمس بمدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 3 أيام من إقرار تشريع يحظر أنشطتها.
والخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل طفل وشاب بقصف إسرائيلي على نور شمس، وذلك بعد ساعات من مقتل شاب بالرصاص في مخيم طولكرم.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم نور شمس نهاد الشاويش للأناضول إن الجيش الإسرائيلي "يواصل اقتحام المخيم ودمر مقر أونروا في المخيم بالجرافات".
ويأتي تدمير المقر بعد يومين من إقرار الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بشكل نهائي تشريعا يحظر عمل الوكالة الأممية في إسرائيل والقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما أثار انتقادات دولية واسعة.
وأضاف الشاويش: "جرافات الاحتلال دمرت مقر أونروا ومساحته تقريبا 200 متر مربع، وهذا المقر تدار من خلاله شؤون السكان واحتياجاتهم".
وتابع أن "المقر كان مدمرا جزئيا في اقتحامات إسرائيلية سابقة، واليوم أكمل جيش الاحتلال تدمير المقر بالكامل".
وأفاد بأن "المكتب كان يضم مكتب إدارة المخيم والخدمات الصحية وقسم الصحة، والآن لا يصلح للاستخدام".
ووفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، توجد في مخيم نور شمس مدرستان تابعتان لـ"أونروا"، واحـدة للإناث وأخرى للذكور، وتقدم كلتاهما خدمات تعليمية لألف و536 طالب وطالبة.
كما يحتوي المخيم على مركز صحي يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتشمل خدمات الصحة الإنجابية ورعاية الرضع والأطفال، والتطعيمات والفحوصات الطبية، وعيادة أسنان، وكلها يديرها مكتب "أونروا"، حسب الوكالة.
والأربعاء، حذر أعضاء مجلس الأمن الدولي، في بيان، من "أي محاولة لحل أو تقليص عمليات الأونروا وصلاحياتها".
وتزعم إسرائيل أن موظفين في "أونروا" ساهموا في هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأن "جهاز التربية التابع للوكالة يدعم الإرهاب والكراهية".
وفي ذلك اليوم، هاجمت حماس 11 قاعدة عسكرية و11 مستوطنة بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.
ونفت "أونروا" صحة ادعاءات إسرائيل، وأكدت الأمم المتحدة أن الوكالة تلتزم الحياد وتركز حصرا على دعم اللاجئين.
وأُسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس: الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.
ويتعاظم احتياج الفلسطينيين إلى خدمات "أونروا" في ظل حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين 2023.
وأسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 144 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وبموازاة هذه الإبادة صعّد الجيش والمستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم في الضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 766 فلسطينا وإصابة نحو 6 آلاف و 300 جريح واعتقال حوالي 11 ألفا و500، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.