خلال اتصال هاتفي بين وزيري خارجية البلدين..
حذّر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الاثنين، من خطورة التوغل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان، ودعا إلى "وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
والاثنين يوافق الذكرى السنوية الأولى لبدء إسرائيل، بدعم دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة، حرب إبادة جماعية متواصلة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأسفرت الإبادة عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وأجرى وزير الخارجية المصري اتصالا هاتفيا مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، تناولا خلاله "التطورات المتسارعة والخطيرة في لبنان"، وفق بيان للخارجية المصرية.
وأكد عبد العاطي "خطورة التوغل البري الإسرائيلي في جنوب لبنان".
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، تشن إسرائيل حربا على لبنان، عبر غارات جوية غير مسبوقة كثافة ودموية استهدفت حتى العاصمة بيروت، بالإضافة إلى توغل بري بدأته في الجنوب، متجاهلة التحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
ووفق الأرقام الرسمية، قتلت إسرائيل 2044 شخصا وأصابت 9678 منذ بداية القصف المتبادل مع "حزب الله" في 8 أكتوبر 2023، بينهم 1212 قتيلا و3427 جريحا، منهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأكثر من 1.2 مليون نازح، منذ أن بدأت تل أبيب شن حربها على لبنان في 23 سبتمبر وحتى مساء الأحد.
ويرد "حزب الله" يوميا بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات في أنحاء إسرائيل، وبينما تعلن تل أبيب عن جانب من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتميا صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
عبد العاطي أكد "رفض مصر الكامل المساس بالسيادة اللبنانية والضرورة المُلحة لتحقيق وقف إطلاق النار وتضافر الجهود الدولية لاحتواء الوضع ووقف التصعيد من جانب إسرائيل".
وشدد على "أهمية تمكين الجيش اللبناني ضمانا لاستقرار لبنان في ظل المرحلة الحرجة الراهنة، وأهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره من جانب كافة الأطراف".
وفي 11 أغسطس/ آب 2006، تبنى مجلس الأمن بالإجماع هذا القرار، الذي دعا إلى وقف كامل للعمليات القتالية آنذاك بين "حزب الله" وإسرائيل.
كما دعا إلى إيجاد منطقة بين "الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل ونهر الليطاني جنوبي لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا تلك التابعة للجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان (اليونيفيل).
ومنذ عقود تواصل إسرائيل احتلال أراضٍ عربية في لبنان وسوريا وفلسطين، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وبخصوص فلسطين، أدان عبد العاطي "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة والضفة الغربية".
وبموازاة حرب الإبادة في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 744 فلسطينيا، وإصابة حوالي 6 آلاف و200 واعتقال نحو 11 ألفا و100، وفق معطيات رسمية فلسطينية.
وجدد عبد العاطي الدعوة إلى "وقف إطلاق النار في قطاع غزة وممارسة الضغوط على إسرائيل لنفاذ المساعدات الإنسانية والاغاثية إلى القطاع في ظل المعوقات التي يضعها الجانب الإسرائيلي".
وحوّلت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة الجماعية نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.
عبد العاطي شدد على "موقف مصر الرافض لاستمرار التواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا والجانب الفلسطيني من معبر رفح".
ومنذ مايو/ أيار الماضي، يحتل الجيش الإسرائيلي محور فيلادفيا والجانب الفلسطيني من المعبر مع مصر، وهو ما ترفضه أيضا حركة حماس.