مع الساعات الأولى من العيد، ازدهرت الشوارع والأحياء المغربية بحركة المواطنين وأسرهم، مغتنمين الفرصة لتجديد صلة الرحم وتعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية، بينما تنتظر أطباق الحلوى في المنازل ضيوف العيد القادمين من كل مكان، وسط أنغام الموسيقى التقليدية.
على أنغام موسيقية أندلسية وغرناطية، استقبل المغاربة عيد الفطر، تزينهم الأزياء التقليدية ومظاهر الابتهاج التي تعم مختلف تفاصيل الحياة اليومية.
ومع الساعات الأولى من العيد، ازدهرت الشوارع والأحياء المغربية بحركة المواطنين وأسرهم، مغتنمين الفرصة لتجديد صلة الرحم وتعزيز العلاقات الأسرية والاجتماعية، بينما تنتظر أطباق الحلوى في المنازل ضيوف العيد القادمين من كل مكان، وسط أنغام الموسيقى التقليدية.
وقال هشام الأحرش الباحث المغربي في التاريخ والحضارة المغربية، إن عمق مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في المملكة "يعود لارتباط الدين بالفرح والكرم والتسامح، وكأنه احتفاء بعد شهر من العبادة في رمضان".
وأوضح الأحرش للأناضول أن "المغاربة تاريخيا حرصوا على استقبال العيد باللباس التقليدي لإعادة الاعتبار للموروث الديني والحضاري رغم مظاهر الحداثة الطاغية".
وأشار إلى أن "الأعياد في المغرب مناسبة لإظهار الفرحة بكل مظاهر الأبهة التي تشمل اللباس والطعام والموسيقى".
احتفالات أمازيغية
وفي اليوم الثاني من العيد، ما زالت المناطق الأمازيغية تمارس احتفالها بالعيد عبر تقاليدها الخاصة التي انطلقت في اليوم الأول باجتماع الرجال بمسجد الدوار (القرية) قبل أن تنطلق الجماعة إلى مصلى العيد بقيادة إمام المسجد، مرددين تكبيرات الفرح بالعيد.
وطيلة أيام العيد، تجتمع أفراد العائلة بمنزل الجد والجدة إحياء للروابط الأسرية والاجتماعية، كما تكون الأسر على أهبة الاستعداد لاستقبال وفود الزوار والضيوف.
وتظل أبواب البيوت في الأحياء الشعبية مشرعة حتى تستمر زيارات الأقارب والجيران لتبادل التهاني طيلة أيام العيد.
أطباق العيد
تتميز موائد العيد عن باقي الأيام الأخرى في المغرب، من حيث تنوع الحلويات والأطباق حسب القدرة المادية للأسر.
ومن أهم الحلويات التقليدية التي تزين مائدة العيد في المغرب حلوى "كعب الغزال"، و"الفقاص"، و"الغريبة"، و"الكعك الوجدي"، وهي حلويات تختلف مكوناتها بين اللوز أو السمسم أو الطحين.
ويستمتع ضيوف العيد بتذوق فطائر العيد المعسلة التي تعد في البيوت مثل "المسمن" و"البغرير" و"رزة القاضي" التي لا تخلو موائد العيد منها، بجانب الشاي المغربي والحلويات التقليدية والعصرية.
وفضلا عن الحلويات، فإن لوجبات العيد المغربية مذاقا مختلفا، حيث تتنوع الأطباق بين "الدجاج المحمر" أو "اللحم بالبرقوق" أو "الكسكس" أو "الرفيسة"، أما في المناطق الأمازيغية، فنجد طبق "تاكلا" أو "العصيدة" المكون من سميد الذرة، ويرافقه زيت أركان والعسل.
هدايا الفرح
لا تكتمل طقوس العيد في المغرب دون تقديم الهدايا، حرصا على تعزيز قيمة العطاء والكرم وبث أجواء الفرح في المناسبة الدينية من خلال إبهاج الأطفال والنساء.
وتشتهر بالمغرب عادة "حق الملح" وهي عادة دأب عليها المواطنون بتقديم الزوج هدية لزوجته بعيد الفطر، اعترافا منه بجميل صنع النساء خلال شهر رمضان.
وتعليقا على هذه العادة، قال الباحث المغربي هشام الأحرش إن "حق الملح نوع من إعادة الاعتبار للزوجة والتسامح مع المرأة".
وأضاف: "حينما تصبح العادة ضاربة في التاريخ، يصعب الحديث على الحقبة الزمنية التي ابتدأت منها، أما بخصوص الأطفال فيتم منحهم فلوس العيد وهي العيدية بالشرق الأوسط".
ومع الأطفال والنساء، تبرز أيضا تقاليد "التفكورة" أو "التفكيدة"، من "التفقد" وتعد من أبرز العادات التي دأبت عليها الأسر المغربية في الأعياد الدينية، حيث تقوم أسرة العريس بتقديم هدية لخطيبة ابنها، وتكون عبارة عن "شربيل" وهو نعل تقليدي أو قطعة قماش أو مجوهرات من الذهب أو الفضة.