لأغراض مدنية.. نجم "بايبرس" يسطع بسماء المسيّرات التركية

بعد النجاحات التي حققتها تركيا بصناعة الطائرات المسيرة لأغراض عسكرية، توسعت دائرة الاهتمام بهذا القطاع لتشمل صناعة مسيرات لأغراض مدنية، من بينها قطاعا الزراعة والصناعة.

شركة "بايبرس ميكاترونيك للطيران" التركية تعمل على تطوير وإنتاج مسيرات ذات أجنحة دوارة لأغراض مدنية.

وتمكنت الشركة خلال فترة قصيرة من تحقيق نجاحات في تصدير منتجاتها، وجذب مستثمرين دوليين، فيما تستعد حاليا للبدء بالإنتاج خارج تركيا.

الأناضول تستعرض مع مسؤول بالشركة حجم النشاط وخطط الإنتاج، وجانبا من ميزات المسيرات على ضوء الخطط المستقبلية للشركة.

** مسيرات لأغراض زراعية وصناعية

وفي هذا السياق، يقول رئيس مجلس الإدارة جلال تشاغلايان أرغوفان، إن الشركة بدأت نشاطها عام 2015 في منطقة تشوكوروفا بولاية أضنة جنوب تركيا، كشركة متخصصة بإنتاج الطائرات المسيرة ذات الأجنحة الدوارة.

وبدأت الشركة الإنتاج بحسب أرغوفان، في الربع الأول من العام 2021، بصناعة المسيرات المستخدمة في الأنشطة الزراعية.

وفيما يتعلق بالدعم الذي تلقته الشركة، أشار إلى نقطتين: الأولى الدعم الذي تلقته من بنك "إيش" التركي عام 2021، والثانية حصولها على استثمار أجنبي مباشر من اليابان في الربع الأخير من عام 2023.

وأوضح رئيس مجلس الإدارة أنّ هاتين النقطتين ساهمتا في زيادة نسبة المكونات المحلية في المسيرات، وتعزيز القدرات الإنتاجية، ومهدتا الطريق للانفتاح على الأسواق الخارجية.

ولفت إلى أن الشركة تقوم حاليا بإنتاج مسيرات ذات أجنحة دوارة لأغراض زراعية وصناعية وخدمية مثل شحن البضائع.

وعن الفروع الأخرى، أوضح أرغوفان أن هناك شركتين تعملان تحت مظلتها، هما "كيلانك" للطائرات المسيرة التي تقدم خدمات رش المبيدات الحشرية باستخدام مسيرات زراعية، و"تشوكوروفا للطيران" التي تقدم خدمات تدريب والحصول على تراخيص الطيران وأنظمتها.

وفيما يتعلق بالخدمات التي تقدمها الشركة، قال: "لا نكتفي ببيع المسيرات ذات الأجنحة الدوارة، بل نقدم للمستخدم نظاما متكاملا يشمل خدمات التدريب والحصول على التراخيص وتصاريح الطيران، واستخدام الطائرات في الميدان".

** مستقبل واعد

وبشأن الخطط المستقبلية، أشار إلى وجود خطط لإنتاج مسيرات زراعية في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج عام 2025، حيث شارفت المنشأة على الانتهاء من أعمال التشييد والبناء.

وأرجع السبب في ذلك، إلى "وجود طلب كبير على الطائرات المسيرة الزراعية في الولايات المتحدة، خاصة في منطقة الغرب الأوسط التي تشمل ولايات مثل ميشيغان، آيوا، كانساس، ونبراسكا، نظرا لوجود مساحات زراعية شاسعة فيها".

ومعلقا على ميزات المسيرات التي تنتجها شركته، قال إنها "مناسبة جدا للمحاصيل الحقلية، بسبب خفضها لتكاليف الإنتاج، وتمهيدها الطريق للزراعة المستدامة، كما تقلل من استهلاك الكربون، وتوفر كفاءة أكبر في رش المبيدات باستخدام كميات أقل من المياه".

وعن صادرات الشركة أفاد أرغوفان إلى مسيراتها الزراعية تصل إلى 9 دول، بما في ذلك دول متطورة في عالم التكنولوجيا مثل اليابان وإسبانيا والولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، أعرب عن أمله في "تطوير السمعة الإيجابية والتطور التكنولوجي الذي حققناه في تركيا بمجال الطائرات المسيرة".

وعن مواصفات المسيرات الزراعية، أشار إلى أن الحد الأقصى لسعتها يبلغ 70 لترا، وأنهم سيعملون في الفترة المقبلة على تطوير الكفاءة التكنولوجية بدلاً من زيادة السعة.

وفيما يتعلق بالطائرات المسيرة الصناعية، أوضح أرغوفان أنهم يعملون على تطوير الطائرة المسيرة "الجسور" المخصصة لمكافحة الحرائق.

واستطرد في هذا النوع من المسيرات قائلا: "هذه الطائرة لها مستقبل واعد، يمكنها إنقاذ الأرواح، لا تزال هناك بعض المكونات التي لم ندمجها بالكامل بعد، ونواصل العمل عليها لاستكمال تطويرها".

وأضاف: "هدفنا الأساسي هو الوصول إلى أكثر من 70 بالمئة في نسبة المكونات المحلية بكافة منتجاتنا، ونسعى لتصدير التكنولوجيا التركية إلى جميع أنحاء العالم، سواء لتحسين سلسلة التوريد أو للاستفادة من الموقع الجيوسياسي لتركيا في ظل التغيرات العالمية".

** ميزات المسيرات الزراعية

وتفيد المعلومات التي حصلت عليها الأناضول من شركة "بايبارس" عن المسيرة الزراعية من الجيل الجديد التي سيتم إنتاجها في ولاية ميشيغان، بأنها ستساهم في زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف.

وستمتلك هذه المسيرات خزانا بسعة 50 لترا للسوائل، و70 لترا للأسمدة، ما يمكنها من رش قرابة 220 دونما خلال ساعة واحدة.

و تمتلك المسيرات الزراعية نظام الرش بالطرد المركزي ذو التدفق العالي، وتسمح باستهلاك كمية أقل من المبيدات الحشرية، مع تحقيق كفاءة أعلى في عملية الرش.

كما تتميز هذه الطائرات بنظام تتبع الأراضي ونظام الكشف عن العوائق، ما يتيح لها الطيران بأمان في مختلف أنواع التضاريس، مع دعم المستخدم بقدرات مناورة عالية.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الطائرات بمتانة فائقة وقدرة عالية على مقاومة الماء والغبار، مما يجعلها مثالية للعمل في الظروف الصعبة.