تشاووش أوغلو: أكبر بلدين في العالم قبلا بشرعية "نبع السلام"

10:5123/10/2019, Çarşamba
تحديث: 23/10/2019, Çarşamba
الأناضول
تشاووش أوغلو: أكبر بلدين في العالم قبلا بشرعية "نبع السلام"
تشاووش أوغلو: أكبر بلدين في العالم قبلا بشرعية "نبع السلام"

وزير الخارجية التركي:- التاريخ سجل اتفاقيتي تركيا مع أمريكا وروسيا بخصوص سوريا على أنهما نجاح سياسي- الجهود التي تبذلها تركيا منعت الإرهابيين من إقامة دولة لهم شمال سوريا

شدّد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، على أن أكبر بلدين في العالم روسيا وأمريكا، قَبِلا بشرعية عملية "نبع السلام" التي نفذتها تركيا شرق نهر الفرات.

جاء ذلك خلال استضافة وزير الخارجية على طاولة الاجتماع الصباحي لمحرري وكالة الأناضول، الأربعاء.

وقال تشاووش أوغلو إن "التاريخ سجل اتفاقيتي تركيا مع أمريكا وروسيا بخصوص سوريا على أنهما نجاح سياسي ودبلوماسي".

وأضاف: "إرهابيو ي ب ك/ بي كا كا سينسحبون 30 كيلومتر من الحدود التركية نحو الجنوب بما في ذلك القامشلي".

وبيّن أن "الجهود التي تبذلها تركيا منعت الإرهابيين من إقامة دولة لهم شمال سوريا".

وقال: "تمكنت تركيا في غضون 5 أيام من إبرام اتفاقين مع أكبر قوتين في العالم، يعدان مهما جدًا لأمننا القومي".

وأشار إلى أهمية الاتفاقين المبرمين مع واشنطن وموسكو في إطار المطالب المشروعة لأنقرة، وذلك لتبديد المخاوف الأمنية لبلاده.

وتابع: "تم قبول شرعية عملية نبع السلام من جانب كل من الولايات المتحدة وروسيا في غضون 5 أيام".

وتطرق إلى ردود الأفعال السلبية على العملية بقوله: "ردود الأفعال على نبع السلام كانت أكثر من تلك التي استهدفت عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون ونحن قمنا بالرد عليها".

وأضاف: "تزايدت تلك الردود بسبب إحباطنا مكيدة كبيرة حيكت ضدنا ومنعنا الإرهابيين من إقامة دولة".

وتابع قائلًا: "منعنا للإرهابيين من إقامة دولة أزعج دولا على رأسها إسرائيل وفرنسا".

وخاطب الذين يقولون إن لدى تركيا مخاوف مشروعة، وإنهم يدركون ذلك، فقال: "بما أنّ مخاوفنا مشروعة فإن العملية التي أطلقناها بموجب حقوقنا النابع عن القانون الدولي أيضا مشروعة".

وأكد على التزام بلاده باحترام وحدة الأراضي السورية أكثر من أي بلد آخر، وأضاف: "سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في هذا الوقت، حتى تحقيق حل سياسي".

وأشار إلى إعلان الجانب الأمريكي، مساء الثلاثاء، انسحاب تنظيم "بي كا كا/ي ب ك" من منطقة عملية "نبع السلام"، وقال: "سنقوم بتحييد أي عنصر إرهابي إذا وقف في طريقنا".

ولفت إلى عودة 365 ألف سوري إلى مناطق محررة من إرهابي تنظيمي "ي ب ك/بي كا كا"، و"داعش" شمالي سوريا.

وبخصوص الاتفاق التركي الروسي المبرم بسوتشي، الثلاثاء، أوضح تشاووش أوغلو: "وفقًا للاتفاق فإن المنطقة الآمنة تبدأ من نهر الفرات بما فيها عين العرب وشرقي القامشلي وتمتد حتى الحدود العراقية".

وأضاف: "سيتم إخراج الإرهابيين وأسلحتهم حتى عمق 30 كم خلال 150 ساعة (من الحدود السورية التركية)".

ووأوضح أن تركيا وروسيا ستبدآن بتسيير دوريات مشتركة غرب وشرق منطقة عملية "نبع السلام" بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي عقب انتهاء مهلة الـ 150 ساعة.

وأكد أن عملية نبع السلام "خطوة مهمة بخصوص عودة السوريين إلى بلادهم".

وفي رده على سؤال، بيد من ستكون السيطرة على المناطق التي سينسحب منها تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي خارج نبع السلام، قال تشاووش أوغلو: "تركيا ستقوم بذلك مع السكان المحليين في المنطقة الموجودة فيها، والآن ستكون روسيا هناك، وحرس الحدود للنظام السوري، وستشكل إدارات محلية بمشاركة كافة أطياف الشعب، فليس لدينا مخاوف أو تردد بهذا الصدد".

وأكد أن المهم هو اختفاء الكيانات الإرهابية من هناك.

ولفت إلى أن المناطق التي تتواجد فيها القوات التركية شمالي سوريا معظم سكانها من العرب الذين يشكلون نحو 80 بالمئة من السكان.

وأضاف: "هناك أيضَا التركمان والمسيحيين وأقليات أخرى، ولكن الإعلام الغربي والسياسيين يعتبرون أنها مناطق كردية بشكل كامل لأن ي ب ك، هو من يسيطر عليها، ويقولون هاجموا الأكراد، مع الأسف هؤلاء غير صادقين".

وشدد الوزير التركي أن غالبية السكان شمالي سوريا من العرب، مبينًا أنهم سيكونون ضمن الإدارت في المناطق ذات الأغلبية العربية، وكذلك سيكون الأكراد في المناطق ذات الأغلبية الكردية ضمن إدارات تلك المناطق بشكل أكبر.

وأوضح أن نحو 350 ألف من الأكراد السوريين الموجودين في تركيا يرغبون بالعودة إلى المنطقة الأمنة، مؤكدًا أن هؤلاء لا يستطيعون العودة لأن "ي ب ك" لا يسمح لهم بذلك.

وأردف: "التاريخ سيسجل الاتفاقات وعملياتنا، بسبب فوائدها لمستقبل سوريا وليس لنا فقط، فضلًا عن نقاط التحول التي أحدثتها".

وحول اتفاقية أضنة، شدد تشاووش أوغلو أن تركيا تقوم لوحدها بما يلزم من أجل القضاء على الإرهابيين في حال عدم قدرة سوريا على منع التهديدات الإرهابية ضد تركيا.

وأكد عدم وجود اتصال مباشر بين تركيا والنظام في سوريا، وأضاف: "قد تكون هناك اتصالات على مستويات الاستخبارات، هذا طبيعي، وخاصة بمكافحة الإرهاب، كما أن النظام في سوريا غير قادر على تطبيق اتفاقية أضنة حتى لو أراد ذلك، فلا سلطة له هنا".

وأشار إلى أن النظام السوري حاليًا ليس في وضع يسمح له بإدارة كامل البلاد، قائلًا: "النظام لا ينفذ التزاماته المنصوص عليها باتفاقية أضنة، لذلك فإن روسيا ضامنة النظام ستلعب دورا لتسهيل تطبيق الاتفاق".

وحول عودة السوريين، أفاد تشاووش أوغلو إلى أنهم يقومون بالعودة عندما يشعرون أنهم في أمان.

وأضاف: "نحن دول الجوار لسوريا، تركيا ولبنان والأردن والعراق، نريد استضافة مؤتمر حول عودة اللاجئين، لهذا أبعاد كثيرة".

وأكد ضرورة تلقي ضمانات من النظام في سوريا في مناطق سيطرته كي يشعر المهاجرون السوريون بأنهم في أمان، مشددًا على أهمية مراقبة ذلك.

وأوضح أن تركيا ستعمل مع روسيا بخصوص عودة المهاجرين، مضيفًا: "قد يتطلب عقد اجتماع مانحين من ناحية تهيئة البنية التحتية الضرورية من أجل اللاجئين، لأن هذا ليس بالأمر الذي تقوم به تركيا وروسيا لوحدهما".

تشاووش أوغلو قال إن دوريات مشتركة تركية - روسية ستبدأ وفق اتفاق سوتشي في عمق 10 كيلومترات غرب وشرق منطقة عملية "نبع السلام"، ما عدا "القامشلي".

وأضاف: "سيتم إجراء دوريات مشتركة حسب الحاجة، دون قيود زمنية، داخل أو خارج المدن على عمق 10 كيلومترات".

ولفت الوزير التركي إلى ضرورة استمرار هذه الدوريات لغاية التوصل إلى حل دائم في سوريا، بما في ذلك الانتخابات.

وأكّد أن تركيا ستواصل مكافحة الإرهابيين الذين لا زالوا يتواجدون على الأرض.

وقال إن فكرة المنطقة الآمنة في سوريا، طرحها الرئيس رجب طيب أردوغان، مرارًا منذ بدء الأزمة السورية، ولكنها قوبلت بالرفض، وفي النهاية اقتراحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح أن التوازنات في سوريا تغيرت بالكامل من خلال عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، و"نبع السلام"، وأن هذا نتاج قوة تركيا ميدانيا وفي طاولة المفاوضات.

وشدّد على أن الأطراف كلها، بما في ذلك البلدان الأوروبية، اعترفت بشرعية العملية التركية رغم انتقاداتها.

واستدرك: "إذا كنتم موجودون على الأرض فأنتم موجودون أيضًا في الطاولة.. وإذا كنتم أقوياء في الطاولة فإنكم لا تخسرون مكتسباتكم الميدانية".

وفيما يخص حملة التشويه التي تعرضت لها تركيا بسبب "نبع السلام"، قال الوزير التركي إن بلاده تتصرف بدقة متناهية حيال المدنيين.

وأشار إلى أن مسرحية "استخدام الأسلحة الكيميائية" تعد دليلًا على عجز الجهات التي تقود حملة التشويه.

وقال إنه لا يتحدث هنا عن تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي فقط، وإنما الدول الغربية أيضًا بسبب ازدواجية المعايير والنفاق.

من جهة أخرى، أفاد الوزير التركي أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، وأن الأخير أكّد مغادرة إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" المنطقة.

ولفت إلى أن تركيا ستتابع التطورات في إطار الاتفاق التركي - الأمريكي.

واستدرك: "نحن نقبل هذا الضمان المكتوب من قبل الولايات المتحدة، ولكن إذا ظهر في طريقنا عناصر من "ي ب ك/ بي كا كا" فإننا سنعمل على تطهيرها".

وأكّد على استمرار الإجراءات اللازمة بالأسلحة والذخائر التي تركها الإرهابيون خلفهم.

كما شدّد الوزير التركي على أن بلاده ستقوم بما يلزم مهما كان الطرف الذي يتعامل معه التنظيم الإرهابي، وأن تطهير هؤلاء الإرهابيين وعد قطعوه للشعب التركي ودين في أعناقهم.

واستطرد: "هل يمكن للنظام أن يتعاون مع ي ب ك؟ نعم يمكن.. وقد حاول ذلك مرارًا خلال الأعوام الـ9 الأخيرة".

وأشار إلى أن رئيس الوزراء السوري في السابق رياض حجاب، يشرح كيف كان النظام يدعو صالح مسلم من قنديل لدعمه ومطالبته ببدء الهجمات الإرهابية ضد تركيا.

وتابع: "رياض حجاب كان يشرح جيدًا طبيعة هذا التنظيم الإرهابي".

ونقل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله للجانب التركي "نحن سنوجه إنذارًا قويًا لـ(ي ب ك/ بي كا كا) وإذا لم ينسحب أنتم تقومون بما يلزم".

ورحّب بتصريح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأنه في حال عدم انسحاب "ي ب ك/ بي كا كا" فإنه سيواجه ضربات الجيش التركي.

وحول مستقبل الدور الأمريكي بالمنطقة، قال تشاووش أوغلو إنه يبدو بأن الولايات المتحدة تنسحب من كامل هذه المنطقة، وأنها ستتجه إلى المنطقة الجنوبية أو غرب العراق.

وأضاف: "لديهم أصلًا تمركز داخل الحدود العراقية، وقد منحوا ي ب ك الأسلحة عبر العراق".

كما أشار إلى أن حماية الأمريكيين للتنظيم الإرهابي، تأتي من منطلق عدم السماح لإيران بالقدوم إلى تلك المنطقة.

وأضاف: "من الذي يريد هذا الأمر؟ إنها إسرائيل التي تعد البلد الأكثر إصابة بخيبة أمل في هذه المرحلة.. فترامب يقول إنهم سينسحبون بالكامل".

وتابع: "هناك حملة مكثفة تجري في الصدد، ومن الواضح أنهم لن يستطيعوا مواصلة التعاون المكثف مع ي ب ك/ بي كا كا" بعد اليوم".

وفي رده على ادعاءات "بأن الجيش الوطني السوري هو من بقايا داعش"، قال تشاووش أوغلو: "حينما يحاربون عناصر داعش كانوا جيدون، وحينما بدأوا بمحاربة ي ب ك/بي كا كا فجأة أصبحوا من بقايا داعش".

وتابع: "في الأصل هؤلاء الناس يكافحون من أجل العودة إلى أراضيهم".

واعتبر تشاووش أوغلو ادعاءات إعادة إحياء "داعش" بمثابة "ورقة لاستخدامها".

وأكد أن تركيا من أكثر الدول التي لا ترغب بظهور "داعش" مجددا، وأضاف: "إعادة إحياء داعش يشكل أكبر تهديد لتركيا".

وعبّر عن استعداد بلاده للقيام بما يلزم من أجل مكافحة "داعش".

وبخصوص مصير عناصر "داعش" التي جرى القبض عليها في منطقة "نبع السلام"، أوضح قائلا: "بينهم عدد قليل من المواطنين الأتراك، سيجري نقلهم إلى السجون التركية. أما المقاتلين الإرهابيين الأجانب فينبغي على بلادانهم جلبهم وإخضاعهم للمحاكمة".

وتابع: "المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين القينا القبض عليهم (منذ سنوات) ينتمون لأكثر من 125 دولة".

ولفت إلى أهمية الجهود التي ستبذل من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المحررة من الإرهاب في سوريا.

وأكمل: "عقد اجتماع المانحين أمر هام. هذه مسؤولية لاتقع على عاتق تركيا فقط، ينبغي تلبية الاحتياجات الأساسية لهؤلاء الناس".

وأشار إلى أن أهم مسألة هي تلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص العائدين.

وتابع: "حتى الآن هناك عدد من الوعود الشفهية من السعودية ودول أوروبية، ولكن في النهاية لم يتم اتخاذ أي خطوة ملموسة حتى الآن. ربما نتخذ أول خطوة مملوسة في هذا الصدد عبر مؤتمرالمانحين".

ووصف موقف دول وزعماء أوروبيين من عملية نبع السلام، بـ "بعدم الصدق والابتعاد عن الحقيقة والنفاق".

وأضاف: "وعلى وجه خاص فرنسا، حيث نعلم أنها تبذل جهودا كبيرة لإنشاء دولة (ي ب ك/بي كا كا) هنا، ونعلم أنهم أصيبوا بخيبة أمل وباؤوا بالفشل مع إطلاقنا للعملية".

وأشار إلى حملات "دعاية سوداء" نُفذت بطريقة بعيدة عن الواقع ضد بلاده، وتابع: "وبشكل خاص، استضاف ماكرون (الرئيس الفرنسي) قيادات الإرهابيين في قصر الإليزيه كما فعل ذلك في السابق. ماكرون اغلق مكتب الصحفيين في قصر الإليزيه ، لكنه يستضيف الإرهابيين".

واستطرد: "أود أن استثني رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، حيث اتخذت الحكومة البريطانية موقفا في غاية التوازن. رأينا هذا خلال جهودهم في الأمم المتحدة وأماكن أخرى".

وبين أنه بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف موضوع اللجنة الدستورية لسوريا أمس الثلاثاء.

ولفت أنه في حال اتخذ النظام السوري خطوات صادقة لكتابة دستور جديد، فإن اللجنة الدستورية ستكون نقطة تحول حاسمة فيما يتعلق بالحل السياسي.

#تركيا
#سوريا
#نبع السلام