أكد اجتماع أمني موسع في العراق، الإثنين، على أهمية تكثيف الجهد الاستخباري وتعزيز التنسيق بمجال العمل الأمني المشترك لمجابهة التحديات.
يأتي ذلك مع تصاعد القلق في العراق إزاء تهديدات إسرائيلية بشن اعتداءات على أراضيه، وعقب إعلان الجامعة العربية رفضها "أي محاولات إسرائيلية للمساس بالعراق".
وحسب بيان لخلية الإعلام الأمني، انعقد الاجتماع بمقر قيادة العمليات المشتركة، برئاسة لله رئيس أركان الجيش عبد الأمير رشيد يارا، ونائب قائد العمليات المشتركة قيس المحمداوي.
وحضر الاجتماع قائد القوات البرية قاسم المحمدي وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين من وزارتي الدفاع والداخلية والحشد الشعبي، إضافة إلى وكلاء الأجهزة الأمنية.
كما شارك فيه قادة عسكريون آخرون عبر تقنية الاتصال المرئي.
وأوضح البيان أن الاجتماع تناول مراجعة الخطط الأمنية المرسومة، وتقييم القواطع الأمنية، والجهد الاستخباري.
والقواطع الأمنية هي مناطق جغرافية محددة تُقسَّم بناءً على الحاجة الأمنية، ويُخصص لكل منطقة قوة عسكرية أو أمنية مسؤولة عن حماية المنطقة وضمان الأمن فيها.
وجرى خلال الاجتماع، وفق البيان ذاته، التأكيد على أهمية العمليات الاستباقية (لمواجهة المخاطر الأمنية)، وتكثيف الجهد الاستخباري، وتعزيز التنسيق في مجال العمل الأمني المشترك لمواجهة التحديات.
كما ناقش المجتمعون تقييم العمليات الأمنية السابقة والمقبلة، وبناء قدرات التشكيلات الأمنية بمختلف صنوفها، بالإضافة إلى الاستماع لإيجازات مفصلة حول عمل قواطع العمليات ومهامها الأمنية والاستخبارية.
وتم التطرق إلى مسألة السيطرة على الحدود والتعاون بين قوات الحدود والقوات الأمنية الأخرى في هذا الخصوص.
ويأتي الاجتماع بعد يومين من إعلان الخارجية العراقية السبت، توجيه رسائل إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي "ردا على تهديدات إسرائيل بالاعتداء على العراق".
وفي هذا الصدد، أصدر مجلس الجامعة العربية خلال اجتماع على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم، قرارا يعرب عن رفض "أي محاولات إسرائيلية للمساس بالعراق، محذرا من "اندلاع حرب إقليمية".
وشمل القرار الذي جاء عقب اجتماع طارئ بناء على طلب بغداد "إدانة محاولة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، توسيع ممارساتها العدوانية في المنطقة، بما فيها العراق".
وتصاعدت المخاوف في العراق بعد تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية الخاصة في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، أشار إلى زيادة حادة في الهجمات المنطلقة من العراق ضد إسرائيل، و"تحضيرات للمؤسسة الأمنية للتعامل مع هذا التهديد الناشئ".
وخلال الأشهر الأخيرة، أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" عن تنفيذ هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع داخل إسرائيل؛ ردا على المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق المواطنين في قطاع ولبنان، والمتواصلة للعام الثاني على التوالي.
لكن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أكد الجمعة، أن "القوات المسلحة تلقّت أوامر من رئيس الحكومة (محمد شياع السوداني) بمنع أي هجمات تنطلق من الأراضي العراقية".
وكانت الحكومة العراقية تقدمت بمذكرة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ جراء ما وصفته بـ"خرق" إسرائيل للمجال الجوي العراقي، واستخدامه للهجوم على إيران في 26 من الشهر ذاته.
وآنذاك، قال الجيش الإيراني إن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي المتاح للجيش الأمريكي (وفق اتفاق أمني بين واشنطن وبغداد)؛ "لإطلاق عدد من الصواريخ المحمولة جوا بعيدة المدى والمجهزة برؤوس حربية خفيفة للغاية" نحو إيران.
وإضافة إلى ذلك، نُسبت عدة هجمات جوية في العراق إلى إسرائيل، خلال السنوات الأخيرة، والتي طالت ما وصفها إعلام عبري بفصائل مسلحة مدعومة من إيران.