- يجذب الجامع الذي بني فوق أعلى نقطة بإسطنبول، الاهتمام بروعة التفاصيل المدروسة التي يحتويها في كل ركن من أركانه، وحجمه المهيب الذي يحتوي على العديد من الأرقام القياسية- يحتوي الجامع، على 6 مآذن تمثل أركان الإيمان الستة، أربعة مآذن منها يبلغ طولها 107.1 مترًا- ترمز القبة الرئيسية للمسجد، والتي يبلغ ارتفاعها 72 مترًا، إلى 72 عرقية مختلفة تعيش في إسطنبول- جامع "تشاملجه"، تبلغ مساحته 57500 متر مربع، ويستطيع استضافة 63 ألف مصلي- الجامع قادر على إيواء ما يقرب من 100 ألف شخص في الحالات الطارئة وعند حدوث الزلازل
يستقطب جامع "تشاملجه"، أكبر مسجد بني في عهد الجمهورية التركية بمدينة إسطنبول، زوارًا من شعوب مختلفة، يتملكهم لحظة دخوله شعور بأن هذا الصرح هو امتداد للصروح العظيمة التي بنيت زمن السلاطين.
لا يقتصر جامع "تشاملجه" على كونه دار عبادة وحسب، بل يعتبر أحدث مجمع وكلية إسلامية في تركيا، ويحتوي على معرض وورشة للفنون ومكتبة وقاعة مؤتمرات ويشهد قريبًا افتتاح متحف للحضارة الإسلامية.
ويجذب الجامع الذي بني فوق أعلى نقطة بإسطنبول، الاهتمام بروعة التفاصيل المدروسة التي يحتويها في كل ركن من أركانه، وحجمه المهيب الذي يحتوي على العديد من الأرقام القياسية.
يحتوي الجامع، على 6 مآذن تمثل أركان الإيمان الستة، أربعة مآذن منها يبلغ طولها 107.1 مترًا، إجلالًا لذكرى معركة ملاذكرد التي فتحت الطريق أمام دخول الأتراك لمنطقة الأناضول، فيما يبلغ طول المئذنتين الأخريين 90 مترًا.
ترمز القبة الرئيسية للمسجد، والتي يبلغ ارتفاعها 72 مترًا، إلى 72 عرقية مختلفة تعيش في إسطنبول، فيما يبلغ قطر القبة 34 مترًا ترمز لإسطنبول. ويعلو القبة جامورٌ (هلال المئذنة أو القبة) يبلغ عرضه 3 أمتار و12 سم، وارتفاعه 7 أمتار و77 سنتيمترا، ووزنه 4.5 طنًا.
يبلغ عرض الباب الرئيسي للجامع 5 أمتار، فيما يبلغ ارتفاعه 6 أمتار ونصف، ووزنه 6 أطنان، ويعتبر بذلك واحدًا من أكبر أبواب دور العبادة حول العالم.
ويتميز الجامع أيضًا بأنظمة متطورة للصوت والإنارة والتدفئة والتهوية والأمان.
كما يعتبر جامور المئذنة الملون باستخدام تقنية النانو والمتكون من 3 أجزاء، أكبر هلال لمئذنة في العالم. فيما يحتوي الجامع على معرض للفنون بمساحة 3500 مترًا مربعًا، ومكتبة تبلغ مساحتها 3000 مترًا مربعًا، وقاعة مؤتمرات تتسع لـ1071 شخصًا، و8 ورش فنية، وموقف داخلي للسيارات بسعة 3500 سيارة.
** 5 ملايين زائر في 7 أشهر
وقال أركين كولونك، رئيس جمعية بناء وحماية المساجد ووحدات الخدمات الثقافية في إسطنبول، إن أعمال البناء في الجامع بدأت في هضبة "تشاملجه" التاريخية بمنطقة أسكودار عل الشطر الآسيوي من مدينة إسطنبول، في 29 مارس/ آذار عام 2013.
وأضاف كولونك للأناضول، أن جامع "تشاملجه"، تبلغ مساحته 57500 متر مربع، ويستطيع استضافة 63 ألف مصلي.
وأشار أن أول صلاة أقيمت في الجامع، كانت في ليلة الرغائب (أول ليلة جمعة من شهر رجب)، في 7 مارس من العام الجاري، بمشاركة 50 ألف مصلي إلى جانب الرئيس رجب طيب أردوغان، فيما تم الافتتاح الرسمي في 3 مايو/ أيار الماضي.
ولفت كولونك، بأن "تشاملجه" ليس مجرد جامع كبير بتصميم حديث وحسب، بل هو مجمع علمي بالمعنى الحديث والتقليدي معًا، حيث يتكون الجامع من قاعة للمؤتمرات ومعرض وورشة فنية ومكتبة ومتحف ومواقف للسيارات، فضلًا عن كونه يتمتع بموقع ممتاز يطل على المضيق وكامل مدينة إسطنبول.
وأشار كولونك أن حشود الزوار تتوافد إلى الجامع باستمرار، خاصة في أشهر الصيف، حيث يستمر التوافد كل يوم حتى الساعة 01:00 ليلًا، وأن عدد الزوار، اعتبارًا من 7 مارس الماضي وحتى الآن، بلغ حوالي 5 ملايين شخص.
** الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة
وقال كولونك إن القائمين على بناء الجامع استفادوا من الابتكارات التكنولوجية من أجل خدمة المصلين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسهيل تنقلهم خلال وجودهم في الجامع والمجمع.
وأضاف: تم تجهيز الجامع بإشارات تساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على السير بأمان، ونظام ترددات للأصوات تساعد الأشخاص ضعاف السمع على سماع الصوت بشكل أفضل.
وأردف، كما تم تزويده بنظام إضاءة يسمح للصم بأداء الصلاة خلف الإمام، فضلًا عن أنظمة الكراسي المتنقلة التي تيسر الحركة للمصلين من ذوي الاحتياجات الخاصة .
** الجامع قادر على إيواء 100 ألف شخص في حالات الطوارئ
ولفت كولونك، أن أحدث التقنيات جرى استخدامها خلال بناء الجامع، كما جرى تجهيز البناء بأنظمة لحمايته في حال تعرض المنطقة لهزات زلزالية.
وأشار أن الجامع قادر على إيواء ما يقرب من 100 ألف شخص في الحالات الطارئة وعند حدوث الزلازل، ويعتبر الجامع من أكثر المباني المقاومة للزلازل حول العالم.
وذكر كولونك أن المعمار سنان، أشهر المعماريين العثمانيين، الذين عاشوا في القرن العاشر الهجري (أوج العصر الذهبي للعمارة العثمانية)، قام بعمل خاص جدًا لتحسين انعكاس الصوت عن طريق القباب في مسجد السليمانية، وأن قبة مسجد السليمانية هي قبة مزدوجة الجدران تحتوي على 200 مكعب توفر انعكاس الصوت في عموم الجامع، وأن فريق العمل المشرف على البناء بذل جهودًا كبيرة من أجل نقل هذه التقنية الخاصة بالصوت إلى جامع تشاملجه.
وأضاف أن فريق العمل فتح ما يقرب من 800 ثقب بقطر 8 سم وعمق 10سم، وتم استخدام محقنة كيميائية خاصة لتوفير الصوتيات في المسجد، وأن هذا العمل جاء نتيجة جهود كبيرة لخبراء الصوت لتأمين الانعكاس بنفس الجودة في جميع أنحاء الجامع.
وأفاد كولونك، أن جامع "تشاملجه" يستقبل زوارًا من جميع شعوب العالم، لاسيما تنزانيا وأستراليا وتشيلي وبيرو وروسيا، وأن الزوار يأتون للاطلاع على أكبر جامع بني في الجمهورية، بعد مشاهدتهم للأخبار التي تتناقلها المؤسسات الإعلامية الوطنية والدولية حول الجامع ومميزاته.
ونفى أن يكون المسجد أكبر من الحاجة، قائلا: إن الشطر الآسيوي في إسطنبول بحاجة لمثل هذا المسجد. البعض ينتقد كبر حجمه ويعتقد أنه أكبر من الحاجة. لكن في في الأمس استقبل الجامع 70 ألف شخص جاؤوا لأداء صلاة الصبح. إن مدينتنا تحتاج لمثل هذا الصرح. مشيرًا أن حوالي 50 ألف مصلي يشاركون في أداء صلاة الجمعة كل أسبوع.
وحول افتتاح متحف للحضارة الإسلامية، قال كولونك إن أعمال تأسيس المتحف لا تزال جارية على قدم وساق، مشيرًا أن المتحف سيكون تابعًا لمتحف قصر "طوب قابي" التاريخي، الذي هو بدوره تابع لرئاسة الجمهورية.
وأضاف أن المتحف سوف يعرض أعمالًا فنية نادرة، كما سوف يكون متحفًا رقميًا أيضًا، وأن الداخل إلى هذا المتحف سوف يشعر بأنه يتمشى في دهليز يمكنه استعراض المراحل التاريخية لمدينة إسطنبول.