
وعندما قدم أحدهما شكوى لعناصر من الشرطة العسكرية سخروا منه..
كشفت صحيفة "هآرتس" أن جنودا إسرائيليين "اعتدوا جنسيا" على شقيقين فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، وتعرض أحدهما للسخرية من عناصر الشرطة العسكرية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية اليسارية في وقت متأخر من مساء الأربعاء: "اعتدى جنود إسرائيليون بعنف وأهانوا شقيقين فلسطينيين في الضفة الغربية في يناير/ كانون الثاني" 2025.
وأضافت أن "الشقيقين أفادا بأن الاعتداء شمل الإساءة اللفظية والبصق والاعتداء الجنسي، وأصيب أحدهما بكسر في اليد وإصابات في أعضائه التناسلية".
و"عندما قدّم أحدهما شكوى لعناصر الشرطة العسكرية، سخروا منه"، وفق الصحيفة.
وتابعت: "عندما اتصلت محاميتهما بالشرطة العسكرية للاحتجاج على معاملته، قيل لها إن المحققين جنود شبان لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم". وقد قُدّمت شكوى رسمية بشأن سلوك المحققين إلى المدعي العام العسكري".
ووقع الاعتداء، حسب الصحيفة، بحق الشقيقين منتصف يناير الماضي، عندما كان أفراد من عائلة من قرية المغير في قطعة أرض قريبة من خيمة العائلة، برفقة نشطاء أجانب وإسرائيليين.
وقال ربيع (34 عاما)، أحد الشقيقين وأب لثلاثة أطفال، للصحيفة: "فجأة، وصلت سيارة تويوتا بيضاء تحمل لوحات عسكرية وعلى متنها جنود".
وذكرت الصحيفة أنه "وفق الشقيقين وناشط إسرائيلي آخر، لم يحدث أي شيء غير عادي قبل الاعتداء، باستثناء سيارة كانت تراقبهم من موقع استيطاني قريب".
وأردفت: "تُظهر لقطات فيديو من بداية الحادثة ثلاثة جنود ملثمين ورابع يرتدي نظارة شمسية يصلون إلى المكان، فيما يُظهر فيديو آخر جنديا يرقص ويغني أمام الكاميرا ويسخر من ناشط كان يصوره ويرفض الابتعاد".
"ثم أبرز الجنود أمر إغلاق المنطقة باعتبارها عسكرية، وطالبوا النشطاء الإسرائيليين والأجانب بالمغادرة، وبينما كان ربيع يقود النشطاء للمغادرة احتجز الجنود شقيقه محمد"، وفق "هآرتس".
وقال محمد للصحيفة: "ضربوا رأسي بنافذة السيارة، وألقوا بي أرضا، وجروني إلى الخيمة، حيث ضربوني بأيديهم وأسلحتهم".
وذكرت الصحيفة أنه في تلك اللحظة وصلت سيارة جيب عسكرية إسرائيلية أخرى.
وقال ربيع: "عندما اقتربت بسيارتي، بدأ الجنود بالصراخ.. أطفئها!. ثم أخذ جندي مفاتيح السيارة من النافذة، وفتح آخر الباب وأمسك بي من رقبتي. فتشني الجنود بعنف ودفعوني إلى الخيمة وألقوا بي أرضا".
وتابع: "داخل الخيمة، وجدت أخي مستلقيا على وجهه. كان الجندي يدوس على رأسه، وكلما حاول أخي تحريك رأسه كان الجندي يضربه. كان وجهي على الأرض، وكلما حاولت تحريك رأسي، كان يركلني في وجهي ويسبني بشدة".
ربيع استطرد: "رفع الجندي رأسي وأنا ملقى على الأرض وبصق في وجهي. داس على يدي بقوة لفترة طويلة حتى سمعت صوت طقطقة"، وهو ما تبين لاحقا أنه كسر في العظم، وفق الصحيفة.
وأضاف: "تعرضت لضربة قوية في أعضائي التناسلية، ما تسبب في نزيف وفقدان الإحساس في المنطقة لمدة عشرة أيام".
وردا على طلب للتعليق، قالت وحدة متحدث الجيش الإسرائيلي للصحيفة إن "الشرطة العسكرية فتحت تحقيقا في الحادثة. ونظرا لاستمرار التحقيق، لا يمكن حاليا تقديم مزيد من التفاصيل".
ويبدو الاعتداء الجنسي أسلوب إسرائيلي ممنهج بحق فلسطينيين، سواء أثناء فترات تحقيق واحتجاز قصيرة أو في السجون الإسرائيلية، حيث يقبع أكثر من 9500 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لمقتل أكثر من 934 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 14 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وترتكب بدعم أمريكي إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.
كن أول من يترك تعليقًا.