يني شفق

عائلة من جنين: نعيش رمضان الأصعب وقوات الاحتلال أفقدتنا كل شيء

08:2113/03/2025, الخميس
الأناضول
عائلة من جنين: نعيش رمضان الأصعب وقوات الاحتلال أفقدتنا كل شيء
عائلة من جنين: نعيش رمضان الأصعب وقوات الاحتلال أفقدتنا كل شيء

- عائلة الناطور لجأت إلى منزل في حي مجاور لمخيم جنين بعدما دمر الجيش الإسرائيلي منزلها ومصدر رزقها - ميساء الناطور: خرجنا دون أن نحمل معنا شيئا، الوضع صعب للغاية ومأساوي، لا نملك أي مقتنيات لا نعلم أين نذهب - محمد الناطور: أعيش أصعب أيام حياتي بعدما فقدت منزلي ومصدر رزقي - الناشطة عضو لجنة خدمات مخيم جنين فرحة أبو الهيجاء: النازحون لديهم احتياجات كبيرة بعدما فقدوا ممتلكاتهم


وسط معاناة مستمرة، تعد النازحة الفلسطينية ميساء الناطور إفطارا رمضانيا لعائلتها داخل منزل بسيط لجأت إليه بعدما دمر الجيش الإسرائيلي منزلها في مخيم جنين شمال الضفة الغربية المحتلة ضمن عمليته العسكرية المتواصلة منذ أكثر من شهر.

تستعين الناطور، التي نزحت وعائلتها بملابسهم فقط، بأدوات منزلية بسيطة ومحدودة تبرع لها بها أهالي حي "جبل أبو ظهير" القريب من المخيم.

وجبة الإفطار المتواضعة المكونة من حساء عدس وطبق من الطماطم المقلية والقليل من السلطة والحمص، تعكس الواقع الإنساني الصعب للنازحين الفلسطينيين الذين أفقدتهم إسرائيل كل ممتلكاتهم.

هذه المائدة غابت عنها تفاصيل شهر رمضان التي اعتادت عليها العائلة سنويا والتي كانت تجمع أفرادها وسط البهجة والأنس وأجواء تحفها السكينة والهدوء اللذين أعدمتهما إسرائيل بعمليتها العسكرية.

كما فقدت عائلة الناطور إلى جانب منزلها المكون من 3 طوابق، مصدر رزقها الذي كانت تعتاش منه، حيث دمرت الجرافات الإسرائيلية المركبة التي كان يعمل عليها رب الأسرة.

الظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها عائلة الناطور تعكس حال نحو 40 ألف نازح من مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين.

النازحون الذين يندرج نصفهم من مخيم جنين تشردوا في عدة بلدات وأحياء فلسطينية، فبعضهم لجأ إلى مراكز نزوح والبعض توجه لمنازل بسيطة مؤقتة قدمت لهم كمساعدات طارئة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في مخيمات شمال الضفة الغربية منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.


"نزحنا بلا شيء"

بينما تجهز الإفطار، قالت الناطور إنها نزحت من حي الحواشين بالمخيم منذ بدء العملية العسكرية حيث استهدفه الجيش الإسرائيلي بشكل كبير ما خلف أوضاعا صعبة للغاية.

وأضافت للأناضول: "خرجنا دون أن نحمل معنا شيئا، الوضع صعب للغاية ومأساوي، لا نملك أي مقتنيات لا نعلم أين نذهب".

وأردفت قائلة: "سكنت في بيت والدي ثم عند شقيقي، وضع صعب وضغوط نفسية، روتين حياتي وعائلتي مختلف عن بيت أخي وكذلك الأمر لهم".

وتوضح أن منزل شقيقها الذي لجأوا إليه كان فارغا إلا أن الجيران وأهالي الحي تبرعوا ببعض المقتنيات بما ساعدهم في تسيير أمور حياتهم.

وذكرت أن شهر رمضان يمر هذا العام "صعبا عليهم"، في ظل الاختلافات التي فرضتها عملية النزوح بعد تدمير منزلهم وفقدانهم كافة مقتنياتهم.

وبيّنت أن الأوضاع الاقتصادية والإنسانية الصعبة أفقدتهم "رفاهية اختيار وجبات الإفطار التي يرغبون بها"، مضيفة: "لكننا ندبر أمورنا بأي شيء والحمد لله".

وأشارت إلى أنها خاطرت بنفسها وزوجها وعادت للمخيم من أجل جلب بعض مقتنياتهم إلا أن ذلك لم يكن ممكنا جراء تدمير المنزل بشكل شبه كامل.

عائلة الناطور تفقد منزلها للمرة الثانية، فسبق أن دمره الجيش الإسرائيلي في العام 2002.


"مصير مجهول"

بدوره، يقول الزوج محمد الناطور إنه يعيش أياما هي الأصعب في حياته بعدما فقد منزله ومصدر رزقه بالعملية العسكرية المتواصلة في جنين.

ويقارن الناطور بين رمضان ونظيره بالسنوات السابقة، قائلا: "كنا نعد ولائم إفطار جماعية، تجتمع العائلة الكبيرة فيها، اليوم العائلات مشتتة بين ضواحي المدينة والبلدات المجاورة لجنين".

ويشير إلى أن الأصعب من ذلك هو "المصير المجهول" الذي يتربص بهم بعد انتهاء العملية العسكرية بجنين، وأنهم لا يعلمون إن كانوا سيعودون إلى المخيم أم لا وإن كان سيتاح لهم إعادة بناء منزلهم من جديد أم لا.

وتراود هذه الأسئلة مئات النازحين الذين يتخوفون من استمرار اجتياح مخيماتهم حتى نهاية العام الجاري.

والجمعة، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم"، إن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أوعز لقوات الجيش بمواصلة احتلال مخيمات للاجئين الفلسطينيين شمال الضفة حتى نهاية العام الجاري.


احتياج كبير للنازحين

الناشطة الفلسطينية عضو لجنة خدمات مخيم جنين فرحة أبو الهيجاء، قالت للأناضول، إن "أصعب ما يمر به المرء هو النزوح".

وأوضحت أن نحو 20 ألف فلسطيني نزحوا من مخيم جنين وحده يعانون من واقع نفسي ومادي صعب.

وتابعت: "العائلة الواحدة باتت مشتتة، لا مكان آمن يجمعها، فقد أصبحت بلا تعليم ولا صحة ولا رعاية، تفتقد كل شيء".

وذكرت أن العائلات النازحة التي خرجت بملابسها فقط، لديها احتياجات كبيرة بعدما فقدت منازلها وكل ممتلكاتها وأصبحت بلا مقومات للحياة.

وتعمل أبو الهيجاء ضمن مؤسسات مجتمع مدني على توفير بعض الاحتياجات، من بينها تقديم وجبات طعام، لكنها تقول إنهم غير قادرين على توفير "20 ألف وجبة يوميا بالإضافة إلى الدواء والكثير من المستلزمات".

وتشير إلى أن بعض النازحات يبكين من حالة العجز بعدما فقدن القدرة على توفير الطعام ومستلزمات التدفئة من ملابس شتوية وأغطية لأطفالهن.

وتتابع بحسرة: "الناس شبه موتى دون مساندة ودعم، نحن في خطر، ومستقبلنا ومستقبل أولادنا في خطر".

وتصف الحال بأنه أصعب ما مر به الشعب الفلسطيني، إذ يجهل النازحون مصيرهم بعدما دمر الجيش الإسرائيلي المخيم وسوّى أحياءً بالأرض.

وعن ذلك تضيف: "أصعب شيء أنك لا تعلم أين أنت ذاهب، هل ستبقى مكانك، فيما يكون خيار البقاء في ذات المكان صعب لأنه غير مناسب".

وختمت حديثها بالإعراب عن حزنها الكبير عندما تسمع كلمة "نازح"، لكن رغم ذلك فإنها تؤكد وجود أمل بالعودة ليس إلى المخيم فقط بل لبلادهم التي هجروا منها في نكبة عام 1948، مضيفة: "لن نسكت عن حقوقنا".

ومنذ بدئه حرب الإبادة على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل نحو 934 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و640، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

#إسرائيل
#فلسطين
#مخيم جنين
#نازحون
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية