يني شفق

"حكومة غزة": العائدون للشمال قضوا ليلة مأساوية وبعضهم نام بالعراء

10:5428/01/2025, الثلاثاء
الأناضول
"حكومة غزة": العائدون للشمال قضوا ليلة مأساوية وبعضهم نام بالعراء
"حكومة غزة": العائدون للشمال قضوا ليلة مأساوية وبعضهم نام بالعراء

إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي للأناضول: ـ أكثر من 300 ألف فلسطيني عادوا إلى محافظتي غزة والشمال ـ الليلة الأولى للنازحين كانت مأساوية بكل المقاييس، العديد منهم قضوا الليل في العراء دون مأوى ـ بعض الأسر العائدة لجأت لما تبقى من مساجد ومدارس حتى المدمرة منها والتي أصبحت مكتظة ـ قطاع غزة بحاجة لما لا يقل عن 250 ألف خيمة أو بيت متنقل لإيواء مئات آلاف النازحين مؤقتا ـ بحسب تقديرات فإن أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني داخل قطاع غزة أصبحوا دون مأوى ـ المساعدات الواصلة تكفي 5 بالمئة من احتياجات الفلسطينيين والقطاع بحاجة لـ600 شاحنة يوميا

قضى النازحون الفلسطينيون العائدون إلى محافظتي غزة والشمال ليلتهم الأولى وسط ظروف وصفها مسؤول حكومي بـ"المأساوية"، حيث نام بعضهم في العراء بينما اضطر آخرون للجوء إلى ما تبقى من مساجد ومدارس مدمرة.

والاثنين، بدأ نازحون فلسطينيون العودة من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظتي غزة والشمال من محور "نتساريم" عبر شارعي الرشيد الساحلي للمشاة، وصلاح الدين للمركبات بعد خضوعها لتفتيش أمني وفق ما قضى به اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ورغم حجم الدمار الكبير جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل على مدى نحو 16 شهرا، وقدره المكتب الإعلامي الحكومي بنحو 90 بالمئة، استقبلت المحافظتان في أول أيام السماح لهم بالعودة ما يزيد على 300 ألف فلسطيني.

وفي مقابلة مع الأناضول، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة: "أكثر من 300 ألف فلسطيني من أبناء شعبنا عادوا من مخيمات النزوح من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظتي غزة والشمال بعد تدمير منازلهم".

وتابع: "ليلتهم الأولى كانت مأساوية بكل المقاييس، فقد قضى العديد منهم الليل في العراء دون مأوى بسبب عدم وجود الخيام، بينما لجأت بعض الأسر إلى ما تبقى من المساجد والمدارس وحتى المدمرة منها، والتي أصبحت مكتظة بشكل كبير".

وأوضح أن النقص الحاد في المياه والغذاء والظروف الصحية والصعبة إضافة لانعدام الخصوصية جعلت "المبيت الأول للنازحين مليئا بالمعاناة، خاصة في ظل الطقس البارد وعدم وجود أبسط مقومات الحياة".

وذكر أن قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 250 ألف خيمة أو بيت متنقل (كرفان) بشكل عاجل لتوفير مآوٍ مؤقتة لمئات آلاف النازحين الفلسطينيين.

وأضاف: "هذا العدد يغطي جزءًا من الاحتياجات الفعلية، إذ يقدر أن هناك أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني أصبحوا دون مأوى".

وأشار الثوابتة إلى أن "الكرفانات" ستكون دعما من دول ومنظمات إنسانية دولية "لكن حتى الآن لم يتم إدخال شيء منها".

وتابع: "سمعنا بوعود دولية بإرسال كرفانات وخيام إلى قطاع غزة خلال المرحلة القادمة، ونأمل أن يتم تسريع هذه العملية لتخفيف معاناة أبناء شعبنا الفلسطيني".

وعن تداعيات تأخر وصول الخيام والكرفانات إلى القطاع، قال الثوابتة: "ستزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية".

وأردف: "ستزداد حالات التكدس في المدارس والمساجد، ما سيؤدي إلى أوضاع صحية وبيئية كارثية، خاصة مع محدودية الموارد والخدمات الأساسية".

وحذر من أن استمرار هذه الحالة من شأنها أن تهدد "بارتفاع الإصابات بالأمراض المعدية وزيادة التوترات الاجتماعية".

** خيار مؤقت وخطير

وكأحد الحلول الاضطرارية، يلجأ فلسطينيون عائدون إلى نصب خيامهم على ركام منازلهم حيث اعتبر الثوابتة أن "هذا الأمر يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون بغزة في ظل شح البدائل".

وإلى جانب ذلك، فإن هذا الأمر يعود أيضا إلى "الارتباط العاطفي بالأرض والمنازل التي هُجروا منها قسراً، وكذلك رغبتهم في الحفاظ على ممتلكاتهم المتبقية وسط الدمار".

وفي ظل عدم وجود بدائل، فإن حياة الفلسطينيين على أنقاض منازلهم المدمرة تحمل مخاطر مختلفة أبرزها، بحسب الثوابتة، "وجود جثامين متحللة تحت الأنقاض، ما يهدد بتفشي الأمراض والأوبئة".

وتابع في حديثه عن المخاطر: "احتمال سقوط الجدران المتهالكة أو الركام على رؤوس النازحين، أو وقوع حوادث مؤلمة للأطفال بسبب الركام المكشوف، وقد سجلت بالفعل حالات إصابات وصلت إلى المستشفيات".

ولفت إلى أن "عدم توفر بيئة آمنة للحياة (على أنقاض المنازل المدمرة)، يجعل هذا الخيار مؤقتا وخطيرا في آن واحد".

** متابعة أحوال النازحين

وقال الثوابتة إن "حكومة غزة" أطلقت بالتنسيق مع المؤسسات الأهلية والفصائلية "غرفة عمليات متابعة أحوال النازحين" مع بداية النزوح الجماعي عام 2023 جراء حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل.

وأوضح أنه تم "تعزيز هذه الغرفة فور الإعلان عن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لتعزيز عودة النازحين".

وذكر أن دور الغرفة يتمثل في "متابعة احتياجات النازحين والعمل على تخفيف معاناتهم في أسرع وقت ممكن، إلى جانب تنسيق الجهود لتوفير المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، فضلا عن توفير بيانات محدثة عن أعداد النازحين وأماكن تواجدهم".

وبيّن أن الجهات المختصة أعدت خلال الأيام الماضية نحو 50 مركز إيواء عاجلا ومؤقتا في محافظتي غزة والشمال، دون ذكر مزيد من التفاصيل عنها.

ومن جانب آخر، قال الثوابتة إن المساعدات الإغاثية التي وصلت إلى قطاع غزة "قليلة ولا تكفي لما نسبته 5 بالمئة من احتياجات الفلسطينيين".

وطالب في ختام حديثه بـ"إدخال آلاف الشاحنات من المواد الغذائية والطبية والإيوائية"، لافتا إلى أن القطاع بحاجة إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة يوميا لتغطية الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين.

وفي 19 يناير الجاري، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة.

ويتكون الاتفاق من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 159 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

#إبادة
#إسرائيل
#المكتب الإعلامي الحكومي
#خيام
#عودة نازحين
#غزة
#فلسطين
التعليقات

مرحبًا، تشكل التعليقات التي تشاركها على موقعنا مصدرًا قيمًا للمستخدمين الآخرين. يرجى احترام المستخدمين الآخرين والآراء المختلفة. تجنب استخدام لغة نابية أو مسيئة أو مهينة أو عنصرية.

لا توجد تعليقات حتى الآن

كن أول من يترك تعليقًا.

انقر هنا لتلقي أهم الأخبار في اليوم عبر البريد الإلكتروني. اشترك هنا.

بعد إنشاء العضوية تكون قد وافقت على تلقي الإشعارات من مواقع مجموعة ألبيرق الإعلامية وعلى شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية