نواف سلام.. من رئاسة محكمة العدل الدولية إلى رئاسة حكومة لبنان

20:4213/01/2025, الإثنين
الأناضول
نواف سلام.. من رئاسة محكمة العدل الدولية إلى رئاسة حكومة لبنان
نواف سلام.. من رئاسة محكمة العدل الدولية إلى رئاسة حكومة لبنان

- استشارات الرئيس جوزاف عون النيابية انتهت إلى تكليف القاضي والدبلوماسي نواف سلام بتشكيل الحكومة - يُعرف سلام (71 عاما) بدعواته إلى الإصلاح في لبنان وله مؤلفات بينها "الإصلاح الممكن والإصلاح المنشود" - يدافع عن سيادة الدولة اللبنانية مع تأكيده على حصر السلاح بيد الأجهزة العسكرية والأمنية - يمتلك علاقات دولية وعربية يعول عليها كثيرون لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية - والده أحد مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط وجده كان نائبا بمجلس "المبعوثان" (البرلمان) العثماني - عمه صائب سلام ترأس الحكومة في 4 مناسبات فيما ترأس ابن عمه تمام سلام الحكومة مرة واحدة


كلَّف الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء الاثنين، رئيس محكمة العدل الدولية القاضي والدبلوماسي نواف سلام، بتشكيل حكومة جديدة للبلاد.

وفي استشارات عون النيابية حصل سلام (71 عاما) على دعم 84 نائبا، مقابل 9 لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في حين لم يُسمِّ 35 نائبا أي مرشح.

وطُرح اسم سلام مرشحا توافقيا لكسر حالة الجمود السياسي، خاصة مع إعلان النائب فؤاد مخزومي سحب ترشيحه لصالح سلام.

وأرجع مخزومي انسحابه إلى رغبته بتوحيد المعارضة والمستقلين، في ظل صراع محموم بين المعارضة ومحور "حزب الله" وحلفائه.


ولد سلام بالعاصمة بيروت في 15 ديسمبر/ كانون الأول 1953 من عائلة سياسية معروفة.

يعد والده عبد الله سلام أحد مؤسسي شركة طيران الشرق الأوسط، الناقل الجوي الوطني اللبناني، ومثّل العائلة في مجلس إدارتها بين 1956 و1983.

وجدّه سليم علي سلام كان رئيسا لبلدية بيروت، ونائبا في مجلس "المبعوثان" (البرلمان) العثماني في إسطنبول.

وترأس عمّه صائب سلام الحكومة في 4 مناسبات، فيما ترأس ابن عمه تمّام سلام الحكومة مرة واحدة.


عام 1992، حاز نواف سلام على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في العاصمة الفرنسية باريس.

كما حصل على شهادة الماجستير في القانون من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، وشهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون.

وسلام متزوّج من سحر بعاصيري، وهي صحفية وسفيرة للبنان لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وله ولدان: عبد الله ومروان.

لدى تكليفه، كان سلام لا يزال يشغل منصب رئيس محكمة العدل الدولية، مقرّها في مدينة لاهاي بهولندا، وذلك منذ تعيينه في فبراير/ شباط 2024، لمدة 3 سنوات.

وانتُخب عضوا في محكمة العدل الدولية منذ 6 فبراير/ شباط 2018، وسبق أن شغل مناصب قانونية عديدة في الأمم المتحدة.

كما شغل منصب سفير لبنان وممثله الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين يوليو/ تموز 2007 وديسمبر/ كانون الأول 2017.

وإثر انتخاب لبنان عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي، مثّل سلام بلاده في المجلس عامي 2010 و2011، وتولى رئاسته الدورية.

وكان سلام أيضا نائب رئيس الدورة الـ67 للجمعية العامة للأمم المتحدة والرئيس بالنيابة بين سبتمبر/ أيلول 2012 وسبتمبر 2013.

وفي 2016، عُيّن ممثلا للبنان في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة.

ولسلام مؤلفات من أبرزها "لبنان في مجلس الأمن 2010-2011 "، و"خيارات للبنان"، و"اتفاق الطائف، استعادة نقدية"، و"الإصلاح الممكن والإصلاح المنشود، بحوث ومقالات في الأزمة اللبنانية".


سبق أن طُرح اسم سلام لتولي رئاسة الحكومة اللبنانية في 2019، ولكن "حزب الله" وحلفاؤه عارضوا الأمر آنذاك.

وفي استشارات 2022 النيابية حصل سلام على دعم واسع، إلا أن الأصوات لم تكن كافية لتكليفه بتشكيل الحكومة.

لكن هذه المرة اتفقت المعارضة بمختلف أطيافها على دعمه، لا سيما مع موقف كتلة التغييريين والمستقلين الذين يلعبون دور "بيضة القبان" المرجحة في الاستشارات.

ويُعرف سلام بدعواته المتكررة إلى الإصلاح في لبنان، وبدفاعه عن سيادة الدولة اللبنانية، مع تأكيده على حصر السلاح بيد الأجهزة الأمنية والعسكرية.

ويمتلك علاقات دولية وعربية يعول عليها كثيرون لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية والسياسية.

وعادة ما يتسبب التباين السياسي العميق بين القوى الرئيسية، مثل "حزب الله" وحركة "أمل" وخصومهما، في تأخير التشكيل الحكومي لأشهر.

غير أن توقعات تفيد بإمكانية تسريع العملية، نظرا للتغيرات الإقليمية الأخيرة، وتراجع نفوذ بعض الأطراف التقليدية.

وجرت العادة في لبنان على أن يتولى رئاسة الوزراء مسلم سُني، ورئاسة الجمهورية مسيحي ماروني، ورئاسة مجلس النواب مسلم شيعي.

ومن المنتظر أن يصبح سلام رئيس أول حكومة في عهد رئيس الجمهورية الجديد جوزاف عون.

وبعد شغور دام أكثر من عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان الخميس عون رئيسا للبلاد بأغلبية 99 نائبا من أصل 128.

وجاء انتخاب عون عقب حرب مدمرة شنتها إسرائيل بين 23 سبتمبر/ أيلول و27 نوفمبر تشرين الثاني الماضيين على لبنان، الذي يعاني من انقسامات سياسية وأوضاع اقتصادية متردية.

#جوزاف عون
#لبنان
#محكمة العدل الدولية
#نواف سلام