بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة المحاذية للخرطوم
تعهد رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان، مساء السبت، أن يسترد الجيش "كل شبر" في البلاد سيطرت عليه قوات الدعم السريع.
جاء ذلك في أول تعليق للبرهان، على استعادة الجيش السيطرة على "ود مدني" عاصمة ولاية الجزيرة، المحاذية للعاصمة الخرطوم، من ناحية الجنوب، في وقت سابق السبت.
وفي منشور عبر حسابه على منصة إكس، قال البرهان: "عهد القوات المسلحة السودانية لشعبها أن تسترد وتطهر كل شبر دنسته مليشيا الدعم السريع".
وأضاف: "التحية لشعبنا الذي صبر على أذى المليشيا الإرهابية (الدعم السريع)".
وأردف البرهان: "والتحية لشركاء معركة الكرامة (الحرب ضد الدعم السريع) من القوات المشتركة (حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام) وقوات الأمن والشرطة والمقاومة الشعبية ومجموعات الإسناد الشعبي (المتطوعون)".
والسبت، أعلن الجيش السوداني، دخول ود مدني، بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات "الدعم السريع".
ولاحقا أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عبر تسجيل صوتي، بفقدان السيطرة على "ود مدني"، لكنه اعتبر ذلك "مجرد خسارة لجولة وليست خسارة للمعركة".
وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2024، اندلعت اشتباكات جديدة بين الجيش و"الدعم السريع" في ولاية الجزيرة، وذلك عقب انشقاق أبو عاقلة كيكل، الذي ينحدر من الولاية، عن قوات "الدعم السريع" وإعلانه الانضمام إلى الجيش.
وحاليا، مازالت تسيطر "الدعم السريع" على أجزاء من ولاية الجزيرة، باستثناء ود مدني ومدينة المناقل والمناطق المحيطة بهما، الممتدة جنوبا حتى حدود ولاية سنار (جنوب شرق الجزيرة)، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع"، حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما يؤكد بحث لجامعات أمريكية أن إجمالي القتلى يصل إلى نحو 130 ألف شخص قتلوا بشكل مباشر وغير مباشر.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.