الصحيفة العبرية نقلت عن مصادر سياسية مطلعة إن "90 بالمئة من تفاصيل اتفاق صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس تم الاتفاق عليها"
ادعت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية الخاصة، السبت، التوصل إلى اتفاق شبه مكتمل بين إسرائيل وحركة حماس لتبادل الأسرى.
فيما لم يصدر حتى الساعة 17:30 ت.غ تأكيدات رسمية بالخصوص عن حماس أو إسرائيل أو الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة).
وقالت "يديعوت أحرنوت"، نقلا عمّا وصفته بمصادر سياسية مطلعة دون الكشف عن هويتها، إن "90 بالمئة من تفاصيل اتفاق صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس تم الاتفاق عليها".
وأضافت المصادر أن نقطة الخلاف الأساسية العالقة بين الطرفين تكمن في ضمانات تريدها حماس، بتنفيذ إسرائيل المرحلة الثانية من الصفقة وربطها بالمرحلة الأولى منها.
إذ تخشى حماس، حسب ما ذكرت مصادر عبرية في وقت سابق، من عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للحرب على غزة بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، وإنجاز أهداف سياسية لمصلحته.
ورغم أنّ المعالم الكاملة للمرحلتين الأولى والثانية من الصفقة المحتملة لا تزال غير معلنة، ذكرت مصادر "يديعوت أحرنوت"، أن المرحلة الأولى تشمل الإفراج عن كبار السن والمرضى لأسباب إنسانية، فيما المرحلة الثانية تتضمن الإفراج عن عسكريين.
وقالت الصحيفة إنه "على إثر التقدم في محادثات صفقة التبادل، قام ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، السبت، بزيارة مفاجئة إلى إسرائيل، حيث التقى نتنياهو".
وأضافت: "أكد ويتكوف، لنتنياهو، تفاؤله بإمكانية التوصل إلى صفقة قريبا".
وبحسب الصحيفة، أشار ويتكوف، إلى أن "العقبة الأساسية تكمن في شكوك حماس تجاه الالتزامات الأمريكية، خاصة مع اقتراب تغيير الإدارة الأمريكية" في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، حين يتولى ترامب منصبه.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أنه من المتوقع أن تُكثف الجهود بين كافة الأطراف خلال الأيام المقبلة بهدف التوصل إلى اتفاق قبل تولي ترامب منصبه، خاصة في ظل تهديداته المتكررة، والتي أعاد التأكيد عليها قائلا: "إذا لم يعد الأسرى (الإسرائيليين) إلى منازلهم، فإن الشرق الأوسط سيشهد تداعيات غير مسبوقة".
والجمعة، نقلت قناة "كان" العبرية الرسمية عن مصادر أجنبية مطلعة لم تسمّها، قولها إنّ "تل أبيب وافقت على التقدم في المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الأسرى بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف ضمان استمرارية العملية حتى إطلاق سراح جميع الأسرى".
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، التي تجري بوساطة قطرية مصرية أمريكية، بسبب شروط جديدة يطرحها نتنياهو أو تراجعه عن تفاهمات سابقة، في وقت تواصل فيه إسرائيل دون هوادة حرب الإبادة الجماعية على غزة.
وبينما يطلق مسؤولو الحكومة الإسرائيلية تصريحات بشأن اعتزامهم احتلال مناطق بغزة وإعادة المستوطنات إليه، وجعل مناطق أخرى بمثابة مساحات عازلة، تصر حركة حماس، على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام لحرب الإبادة بغية القبول بأي اتفاق.
وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق للحفاظ على منصبه، إذ يهدد وزراء متطرفون بينهم وزيرا الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، بمغادرة الحكومة وإسقاطها إذا قبلت إنهاء الإبادة بغزة.
وتحتجز تل أبيب في سجونها أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني، فيما تقدر وجود 98 أسير إسرائيلي بقطاع غزة، في حين أعلنت "حماس" مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات عشوائية إسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 156 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.