بسبب الكيميائي.. سوريون بالغوطة الشرقية يطالبون بمحاكمة الأسد

16:399/01/2025, الخميس
الأناضول
بسبب الكيميائي.. سوريون بالغوطة الشرقية يطالبون بمحاكمة الأسد
بسبب الكيميائي.. سوريون بالغوطة الشرقية يطالبون بمحاكمة الأسد

خالد محيي الدين قال للأناضول: أطالب المجتمع الدولي بمحاسبة بشار الأسد ورجاله وضباطه. الأسد نفذ هذا الهجوم الكيميائي وما زال يتمتع بالحماية

طالب سوريون المجتمع الدولي بمحاكمة بشار الأسد وأزلامه بسبب الهجوم الكيميائي الذي نفذوه على الغوطة الشرقية لدمشق عام 2013.

وفي 21 أغسطس/ آب 2013، نفذ نظام الأسد هجوما على الغوطة الشرقية لدمشق مستخدما أسلحة كيميائية، ما أسفر عن مقتل 1400 مدني.

وبحسب تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" ومقرها في نيويورك، شن نظام الأسد هجوما كيميائيا على الغوطة الشرقية، لا سيما منطقة زملكا، حيث أطلق ما لا يقل عن 8 صواريخ أرض ـ أرض، وتبين أنه استخدام فيها غاز السارين أو مادة سامة مماثلة.

وقال سوريون في الغوطة الشرقية إن المنطقة تعرضت لقصف بـ12 صاروخا محملة برؤوس كيميائية.

وأكد أهالي المنطقة أن النظام حاول السيطرة على زملكا التي تعد بوابة الغوطة الشرقية عبر هجوم بالأسلحة الكيميائية.

** نظام الأسد حرمه أهله وذراعيه

الأناضول التقت ذوي ضحايا وشهود عيان على الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية عام 2013، وهو أحد أخطر الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد ضد شعبه، وأخفق المجتمع الدولي في ضمان العدالة للشعب السوري.

خالد محيي الدين فقد زوجته وطفله البالغ من العمر عامين و19 فردا من عائلته، بمن فيهم والداه وإخوته وأخواته وأبناء إخوته في الهجوم بالأسلحة الكيمائية عام 2013.

وقال محيي الدين للأناضول، إنه فقد ذراعيه في هجوم البراميل المتفجرة الذي استخدمه نظام الأسد وحلفاؤه في غارة جوية عام 2014 أثناء ركوبه دراجة نارية بالمنطقة.

وذكر أن المنطقة تعرضت لهجوم بالأسلحة الكيميائية في الساعة 2:15 فجرا في 21 أغسطس 2013، وأن أسرته بكاملها قُتلت.

وأضاف: "أطالب المجتمع الدولي بمحاسبة بشار الأسد ورجاله وضباطه. نفذ هذا الهجوم الكيميائي ولم يحدث له شيء، وما زال يتمتع بالحماية".

وأردف: "في تلك الفترة، كانت روسيا تقف إلى جانبه، وهي تحميه اليوم أيضا. أما الذين نفذوا هذا الهجوم فقد فروا إلى لبنان".

ولدى سؤاله عن مشاعره في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، حين فر بشار الأسد من دمشق، قال محيي الدين إنه "اليوم الذي يحمل أحلى المشاعر لي ولجميع السوريين. السوريون لم يناموا في تلك الليلة".

وأضاف: "كانت خسارتنا كبيرة جدا، فقدتُ كل أهلي. هذه المشاعر والسعادة لا يمكن وصفها. لقد نسيت كل شيء".

** إبادة نساء وأطفال ومسنين

من جانبه، قال عبد الله دحلة الذي كان يعمل إعلاميا بمنطقة زملكا في الغوطة إنهم عندما خرجوا لتوثيق الهجوم تلك الليلة، تركوا واجبهم وتحولوا إلى مسعفين لإنقاذ الضحايا.

وأشار دحلة للأناضول، إلى أنهم "شهدوا إبادة كاملة للنساء والأطفال وكبار السن".

وأكد أن الفرق الطبية ذات الإمكانات المحدودة لم تكن مستعدة بأي شكل من الأشكال لمواجهة هجوم بالأسلحة الكيميائية.

وعن التضليل الذي ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذه الفترة، والذي زعم أن صور الهجوم مفبركة، قال دحلة: "كنا من الناجين من الكيميائي، فنحن شهود على ذلك، ومسؤولون عن هذه الشهادة أمام الله والشعب، والنظام لا يحترم حقوق الإنسان".

وأضاف: "المجرمون لم ينالوا عقابهم، وروسيا تعطيهم حصانة عسكرية وسياسية إلى الآن، نطالب المجتمع الدولي أن يأخذوا بحق الضحايا وذويهم الذين قتلوا في أبشع مجزرة على مر العصور".

** 1500 قتيل في ليلة

أما الطبيب محمد حسن إدلبي، فقال إن المستشفى الميداني الذي عمل فيه خلال تلك الفترة، كان ورشة في المنطقة الصناعية.

وأشار إدلبي إلى أن الغارات الجوية نُفذت أيضا لجعل الوضع "معقدا" بعد استخدام الأسلحة الكيميائية.

وذكر في حديث للأناضول، أنهم شهدوا أكثر من 1500 قتيل وما يفوق 10 آلاف جريح في تلك الليلة.

وأوضح أن مئات المرضى نقلوا إلى المستشفى واحدا تلو آخر ثم أخرجوا لتلقي الأكسجين بعد الإنعاش.

وقال: "حين خرجنا للاطمئنان عليهم بعد مدة رأينا أن أكثر من مئة رضيع وطفل صغير ماتوا بسبب غاز السارين".

وأضاف: "ماتوا جميعا لأننا كنا نملك أدوات قليلة جدا وخبرة قليلة للتعامل مع هذا العدد الكبير من الحالات في الوقت نفسه".

ولفت الطبيب السوري إلى أنه واجه أيضا عدة حالات لم يدرك فيها أن بعض المصابين كانوا على قيد الحياة.

وذكر أن غاز السارين كان يسبب نبضات قلب منخفضة جدا فيصعب معرفة حالة المصاب.

وبيّن أنه شهد حالات وُضع فيها مصابون في القبور على أنهم موتى، وفي اللحظات الأخيرة حركوا أيديهم أو أرجلهم بالصدفة.

** إخفاء الجريمة

وقال إدلبي إن الهدف الأول للنظام كان "إخفاء الجريمة" عقب الهجوم، لذلك أرادوا احتلال المنطقة والتخلص من الأدلة.

ومعلقا على الادعاءات التي روجت بأن الهجوم بالأسلحة الكيميائية كان "مفبركا" بعد انتشار صور الضحايا على وسائل التواصل الاجتماعي، قال: "بالنسبة للمجتمع الدولي، إنكار الجريمة أسهل من قولهم إنها وقعت ولم نفعل شيئا".

وأشار إلى أن العديد من المنظمات الدولية جاءت إلى المنطقة بعد الهجوم، لكن تحركاتها كانت محدودة بسبب مرافقة مسؤولين من نظام الأسد لها.

ورأى أن الأدلة التي جُمعت لم تكن كافية، "لهذا السبب لم يتمكنوا أو لم يقولوا إن هناك أدلة كافية للقول بأن النظام كان مجرم حرب".

ودعا إدلبي المجتمع الدولي للقدوم إلى المنطقة بعد سقوط نظام الأسد والاستماع إلى ما حدث من ذوي الضحايا.

جدير بالذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان سجلت أكثر من 200 هجوم بالأسلحة الكيميائية شنها نظام الأسد بين ديسمبر 2012 وأغسطس 2023.

وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها على مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.

#الغوطة الشرقية
#المجتمع الدولي
#الهجوم الكيميائي
#روسيا
#سوريا
#نظام الأسد