نساء سوريا بعد الأسد.. تفاؤل بالمستقبل وتطلع للمشاركة في بناء الوطن

13:256/01/2025, Pazartesi
الأناضول
نساء سوريا بعد الأسد.. تفاؤل بالمستقبل وتطلع للمشاركة في بناء الوطن
نساء سوريا بعد الأسد.. تفاؤل بالمستقبل وتطلع للمشاركة في بناء الوطن

نساء سوريات عبرن للأناضول على تطلعاتهن لمستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد الطالبة أنجيلا السحوي: - في ظل نظام الأسد لم أشعر يوما بأني مواطنة حقيقية وأنا سعيدة بسقوط النظام ويجب محاسبة الأسد على جرائمه - السوريون قادرون على إدارة المرحلة الانتقالية، ولسنا بحاجة إلى موافقة الغرب فنحن نعرف ما يجب علينا فعله - قدمنا أطفالنا وإخوتنا وأصدقاءنا على مذبح الحرية لجعل سوريا مكانا أفضل، لذلك لدينا الحق لنكون أصحاب قرار الناشطة سيلين قاسم: - خلال 14 عام لم نُعامَل كبشر بل تحولنا إلى أرقام وإحصائيات وقصص يكتبها الآخرون أو مشاهد تُعرض للمتفرجين - نتطلع إلى حياة مدنية توفر احتياجاتنا الإنسانية الأساسية والمشاركة في الحكم وكتابة دستور البلاد - الحكومة الانتقالية أظهرت حتى الآن أداء جيدا، وعندما لا تسير الأمور على ما يرام سنعبر عن ذلك

بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وتشكيل حكومة مؤقتة، أصبحت النساء في سوريا أكثر تفاؤلا بمستقبل بلادهن، ويتطلعن للمساهمة بإعادة البناء والمشاركة في الإدارة الجديدة للبلاد.

وفي حديث لمراسل الأناضول بدمشق، قالت أنجيلا السحوي (24 عاما)، إنها استعادت حريتها بعد سقوط نظام البعث في سوريا.

وأضافت: "الآن يمكنني التعبير عن نفسي من خلال الفن، يمكنني قول كل ما كان يجوب في داخلي منذ سنوات الطفولة، وكذلك قول كل ما أراد والديّ قوله".

وأوضحت السحوي أنها كانت في الـ11 من عمرها عند بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظام بشار الأسد في سوريا في مارس/ آذار 2011، إلا أنها كانت تدرك أن هناك "خطبا ما" في البلاد.

وأضافت: "لم يكن بإمكان عائلتي التحدث عن أي شيء. لم نكن نستطيع البوح بمشكلاتنا. كنا نسمع يوميًا أصوات القصف وإطلاق النار. كنا نعرف الأشخاص المفقودين، لكن لم نستطع التحدث عنهم. ولم نستطع عيش حياة طبيعية".

** أموات فوق الأرض

وأشارت السحوي، والتي تدرس حاليا بكلية الفنون الجميلة وتتلقى تعليما في الصحافة عبر التعليم المفتوح، إلى أنها التحقت بالجامعة لتصبح رسامة، لكنها وجدت أن الفنانين أيضَا كانوا محرومين من الحرية.

وأضافت: "كنا نواجه صعوبات كبيرة في التعبير عما نفكر فيه وما نريد قوله حقًا. كنا نخشى دائمًا من التغييب القسري والإخفاء في معتقلات الأسد".

وأكدت السحوي أنها لم تشعر يومًا بأنها مواطنة حقيقية، ووصفت ذلك الشعور بأنه "من أكثر الأمور إذلالًا".

وقالت: "لم نكن نستطيع التصويت في الانتخابات، لم نكن قادرين على اتخاذ قرارات بشأن مستقبلنا، وكنا مضطرين للسير كالأموات في المدينة التي نعشقها".

** المشاركة في إعادة البناء

وشددت على أن نساء سوريا يدركن حاليا حجم المسؤوليات على عاتقهن، ويتطلعن للمشاركة بفعالية من أجل إعادة بناء البلاد من الصفر، معتبرة تلك المشاركة "مصدر فخر كبير".

وأوضحت السحوي أن "الشعب السوري يمتلك اليوم حق التظاهر للتعبير عن مطالبه، ويمتلك فرصة مهمة لاختيار ممثليه في مؤسسات السلطتين التشريعية والتنفيذية" في البلاد، الأمر الذي يجعلها "متفائلة بالمستقبل".

وقالت: "السوريون قادرون على إدارة المرحلة الانتقالية في البلاد، ولسنا بحاجة إلى موافقة الغرب. نحن نعرف ما يجب علينا فعله. قبل نظام الأسد، كانت سوريا دولة متقدمة للغاية".

وأضافت أن السوريين يدركون مسؤوليتهم تجاه وطنهم ويحبونه، مؤكدة: "حتى لو لم يؤمن بنا العالم كله، سنعمل من أجل سوريا".

وأعربت السحوي أيضًا عن ثقتها بأن المجتمعات ذات أنماط الحياة المختلفة في سوريا يمكنها العيش معًا.

وقالت: "جرى اسكاتنا لـ 15 عامًا، لم نتحدث مع بعضنا البعض. كنا نخاف من بعضنا. آلية عمل النظام كانت تركز على إسكات الجميع، لكن حاليا يمكننا العيش معًا".

** دعوة للتحقيق في المقابر الجماعية

ودعت السحوي المجتمع الدولي إلى الوفاء بوعوده والعثور على السوريين المفقودين، قائلة إن "هناك مقابر جماعية ينبغي على المجتمع الدولي التحقيق فيها. النظام سقط. ماذا تنتظرون؟ نريد من الخبراء أن يأتوا ويحققوا في تلك الجرائم".

وتابعت: "نحن بحاجة إلى العثور على جثث الأشخاص الذين قتلهم النظام. يجب أن نعرف مصيرهم. نحتاج إلى فرصة للحزن عليهم، والبكاء من أجلهم، ومعرفة أسماء من قتل على يد النظام".

وأشارت السحوي إلى أن "الجميع في سوريا كان لهم دور في إسقاط النظام".

وأردفت: "قدمنا دماءنا وجهدنا لجعل هذا البلد مكانًا أفضل؛ قدمنا أطفالنا وإخوتنا وأصدقاءنا على مذبح الحرية. لذلك، لدينا الحق اليوم أن نكون أصحاب قرار".

وزادت: "أنا سعيدة، لكن يجب أن نجلب الأسد إلى هنا ونحاسبه على ما اقترف من جرائم".

** "لم نُعامَل كبشر"

بدورها، أشارت الناشطة السورية سيلين قاسم إلى إن "عدد الأقليات العرقية والدينية والطائفية في سوريا لا يُحصى". وتابعت: "لكن علينا اليوم تجاوز كل ذلك، لأننا جميعا في النهاية سوريون، ونؤمن بأن واجبنا هو الاتحاد لإعادة بناء البلد من الصفر بعد ما مر به من أحداث ومآسي".

وأضافت في حديثها للأناضول: "أعتقد أن أسوأ ما مر به السوريون خلال السنوات الـ14 الماضية هو تجريدهم من إنسانيتهم؛ فلم نُعامَل كبشر، بل تحولنا إلى أرقام وإحصائيات وإلى مواضيع لقصص يكتبها الآخرون، أو مشاهد تُعرض للمتفرجين".

وعبّرت سيلين عن تفاؤلها بالوضع الجديد في سوريا قائلة: "لا أعرف ما الذي يمكن أن يكون أسوأ من الأسد. لا أعتقد أن هناك شيئًا أو شخصًا أسوأ من نظام الأسد، الذي حكمنا بالحديد والنار وأساليب تعذيب لم تُسمع حتى في العصور الوسطى".

** حياة مدنية

وأوضحت الناشطة أن نساء سوريا يتطلعن للمشاركة في إعادة بناء بلدهن الذي لم يشهد تطورًا منذ سنوات طويلة، والمشاركة في الحكم وكتابة دستور البلاد.

وقالت: "مهمتنا اليوم هي بناء وطننا الذي نفخر بالانتماء إليه، ونسعد بالعودة إليه من جميع أنحاء العالم".

وأكدت سيلين أن الشعب السوري عاش أسوأ 14 عاما في حياته، مضيفة: "نتطلع جميعا إلى حياة مدنية توفر احتياجاتنا الإنسانية الأساسية مثل المياه والكهرباء والبنية التحتية".

وتابعت: "علينا أن نبني كل شيء من الصفر. أي تقدم أو تحسين يُنجز في هذه الأرض وهذا البلد هو خطوة إلى الأمام وحجر على طريق هدفنا التالي".

وأشارت الناشطة قاسم إلى أن "الجميع متفائل وسعيد بسقوط أسوأ دكتاتور في التاريخ".

وقالت: "أنا شركسية. جاء أجدادي من القوقاز إلى سوريا واستقروا هنا في مرتفعات الجولان، ثم جرى تهجيرهم إلى دمشق عام 1967".

** دعم دولي

وأعربت سيلين عن أملها في أن يقدم المجتمع الدولي الدعم لتوفير الاحتياجات الأساسية والبنية التحتية لإعادة بناء سوريا.

وأشارت إلى أن العديد من السوريين الذين يعيشون في الخيام بحاجة إلى منازل مزودة بالكهرباء والمياه ليعودوا إليها.

وقالت: "لن تنتهي أزمة اللاجئين بين ليلة وضحاها. نحن بحاجة إلى دعم مؤسسي ودولي لتوفير أماكن يمكن للناس العودة إليها، لأنه حاليًا لا يوجد فعليًا مكان للعودة. هذه هي الأولوية الأولى".

ولفتت إلى أن العديد من الأطفال لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة ويُجبرون على العمل، داعية الأمم المتحدة وجميع المؤسسات والدول إلى تقديم الدعم لسوريا.

** فترة انتقالية سلسة

وأشادت الناشطة السورية بأداء الإدارة المؤقتة (حكومة تصريف الأعمال) في سوريا منذ توليها المهام.

وقائلت: "لقد أظهروا حتى الآن أداء جيدا، وعندما لا تسير الأمور على ما يرام، سنعبر عن ذلك، لأن هذا بلدنا، الذي نطمح لأن يكون مكانًا يمكننا جميعًا العيش فيه".

وفي 8 ديسمبر 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق عقب السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير منطقة إدلب (شمال) منذ سنوات، بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.

#أنجيلا السحوي
#الأسد
#بشار الأسد
#سقوط نظام الأسد
#نساء سوريا