الفلسطيني أبو حرارة الذي نزح قسرا من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، يقضي لياليه مستيقظا يحرس خيمته خشية أن تقتلعها الرياح أو تغمرها مياه الأمطار في محاولة لحماية أطفاله من مصير مأساوي..
في ظل الأمطار الغزيرة والرياح التي ضربت قطاع غزة خلال اليومين الماضيين، عاش النازح الفلسطيني أبو حرارة وأطفاله مأساة داخل خيمته الهشة التي لجأ إليها بسبب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا.
وعلى مدار الوقت، كان الأب يحاول البقاء مستيقظا، متغلبا على التعب الذي يثقل جفنيه، خشية أن تقتلع الرياح خيمته وتترك أطفاله بلا مأوى يحميهم من قسوة الطبيعة، بعد نزوحه القسري من منزله الدافئ في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وداخل الخيمة الباردة، يعاني الأطفال من صقيع الشتاء القارس، وهم يتلحفون بقطعة فراش رقيقة لا توفر لهم الدفء الكافي، ما يدفعهم إلى الالتفاف حول بعضهم البعض في محاولة يائسة لكسب القليل من الدفء وسط الأجواء القاسية.
حال أطفال أبو حرارة ليس استثناء، بل يعكس معاناة آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية تفتقر لأبسط مقومات الحياة سببتها الإبادة الإسرائيلية.
وبالقرب من خيمة أبو حرارة، وفي العراء خارج الخيام، يقف الأطفال النازحون بعدما أغرقت الأمطار الغزيرة خيامهم جراء المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة، بأقدامهم العارية وملابس خفيفة بالكاد تستر أجسادهم.
ومساء الثلاثاء، انحسر منخفض جوي ضرب الأراضي الفلسطينية مساء الأحد، وكان مصحوبا بأمطار غزيرة وكتلة هوائية باردة، فيما تبقى الأجواء باردة إلى شديدة البرودة.
و مع بداية عام 2025، وانحسار المنخفض يكافح النازحون في غزة لإعادة ترميم خيامهم التي غرقت بالمياه نتيجة المنخفض الجوي، يحاولون شق مسارات لتصريف المياه التي غمرت أماكن إقامتهم المؤقتة.
وقال أبو حرارة للأناضول: نزحت إلى المحافظة الوسطى، وهنا نحن بلا طعام أو شراب أو أغطية أو ملابس كافية".
وأشار إلى أن أطفاله بلا أحذية ولا ملابس ويعيشون في ظل برد قاسي وسط أمطار غزيرة.
وأوضح أنه يحاول تأمين الدقيق بصعوبة لتوفير الحد الأدنى من الطعام لأطفاله.
و أعرب الفلسطيني عن "خوفه الشديد" على أطفاله من الموت بسبب البرد، بعد سماعه عن وفيات بين الأطفال نتيجة الأحوال الجوية القاسية.
و يقضي الأب لياليه مستيقظا ليحرس خيمته من الرياح التي قد تقتلعها أو تغرقها المياه، في محاولة لحماية أطفاله من مصير مأساوي.
والاثنين، أعلن المكتب الحكومي بغزة ارتفاع عدد الوفيات من النازحين داخل الخيام إلى 7 بينهم 6 أطفال بسبب موجات الصقيع، وسط تحذيرات أممية من زيادة عدد وفيات لذات السبب ولنقص المأوى في ظل استمرار التدمير الإسرائيلي للمنازل.
ويواصل الجيش الإسرائيلي قصفه لمناطق مختلفة من قطاع غزة ما يسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية، في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.