سفير السودان: تركيا تواصل دعمها الثابت لنا بأوقات الأزمة

15:2231/12/2024, الثلاثاء
الأناضول
سفير السودان: تركيا تواصل دعمها الثابت لنا بأوقات الأزمة
سفير السودان: تركيا تواصل دعمها الثابت لنا بأوقات الأزمة

- رغم أن العديد من السفارات أغلقت خلال الأسابيع الأولى من الحرب إلا أن تركيا بقيت - كفاح السودان من أجل الاستقلال يمثل قيمة كبيرة لشعبنا، ونحن فخورون جدًا بتجربتنا

أعرب سفير الخرطوم لدى أنقرة، نادر يوسف الطيب، عن تقديره العالي لتركيا التي تقدم دعما مستمرا للسودان في أصعب الأوقات، مشيرا إلى تحسن الوضع تدريجيا شمال العاصمة الخرطوم التي تأثرت جراء الحرب.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها السفير للأناضول، بمناسبة يوم استقلال السودان الموافق الأول من يناير/ كانون الثاني، والتطورات الأخيرة في البلاد التي تشهد حربا منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش و"قوات الدعم السريع".

وقال الطيب: "نقدر دائمًا الدور التركي الداعم للسودان، فرغم أن العديد من الدول أغلقت سفاراتها خلال الأسابيع الأولى من الحرب، إلا أن تركيا بقيت في السودان".

وأكّد الطيب أن تركيا لعبت دورًا مميزًا خلال الأزمات التي مرت بها بلاده، مشيرًا إلى أن الأول من يناير 2025 سيشهد حلول الذكرى 69 لاستقلال السودان "الذي جاء بعد كفاح طويل ضد الاستعمار البريطاني".

وأضاف أن السودان تمكن من تحقيق استقلاله، وألهم الدول الإفريقية الأخرى للسير في طريق الاستقلال، وأن السودان كان أول دولة في إفريقيا جنوب الصحراء تعلن استقلالها، ما أشعل لهيب حركات الاستقلال في المنطقة.

وشدد الطيب على أهمية تكريم الأجداد الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحرير السودان، قائلًا: "هذا الكفاح يمثل قيمة عظيمة لشعبنا، ونحن سعداء وفخورون بتجربتنا التي كانت مثالًا يحتذى به في إفريقيا".

وفي حديثه عن التحديات الحالية، أفاد بأن السودان يواجه "مؤامرة" تهدف إلى تدميره وزعزعة استقراره، موضحًا أن هذه المؤامرة بدأت في أبريل/ نيسان 2023.

وأضاف: "هناك خونة ينفذون أجندات أجنبية تهدف إلى تدمير السودان وإضعاف استقراره"، وفق تعبيره.


وأشار السفير إلى أن الحرب أجبرت العديد من السودانيين على ترك منازلهم، قائلًا: "أعتقد أن أحد أسباب هذه المؤامرة هو محاولة تغيير التركيبة السكانية للسودان. فقد أُجبر 13 مليون شخص على مغادرة منازلهم، وهم الآن داخل السودان أو خارجه".

وأضاف: "هذه الحرب ألحقت ضررًا بالغًا بالاقتصاد والشعب ومستوى الرفاهية، بل إنها تمثل إهانة للناس. فقدوا كرامتهم ونظام حياتهم".

وتابع قائلًا: "أود أن أشيد باحترام بأبطال القوات المسلحة والحركات المسلحة المشتركة، والمقاومة المدنية التي تصدت لهذا الانقلاب والمؤامرة".

وأكد الطيب أن النضال الحالي هو من أجل كرامة السودان واستقلاله، مشيرًا إلى أنهم يحاربون "أعداء خارج السودان" يحاولون تدمير البلاد باستخدام أسلحة حديثة وآلاف المرتزقة.


وأعرب الطيب عن فخره بالشعب السوداني، مشيدًا بالتقدم الذي أحرزه الجيش على أرض المعركة.

وأوضح أن ولاية سِنّار الواقعة جنوب شرق السودان أصبحت تحت سيطرة الجيش، متوقعًا أن يتمكن الأخير قريبًا من استعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد، من "قوات الدعم السريع".

وأشار إلى أن السيطرة شبه الكاملة قد تحققت في العاصمة الخرطوم، وأن السكان بدأوا بالعودة إلى منازلهم من شمال السودان ومصر.

وأضاف أن الوضع شمال الخرطوم يتحسن يومًا بعد يوم، مع عزل قوات الدعم السريع بشكل متزايد.

وفي دارفور، قال الطيب إن الأسبوع الماضي شهد تطورات كبيرة، حيث نجح الجيش بتدمير أكبر قاعدة عسكرية تابعة للدعم السريع، والتي كانت تُستخدم لتخزين جميع الأسلحة.

وتحدّث الطيب عن شركة الذهب المعروفة باسم "الجُنيد" التي تنشط في دارفور، موضحًا أنها كانت متورطة في تهريب الذهب وتوفير السلاح.

وأضاف: "تم تدمير هذه الشركة أيضًا التي سبق أن أُدرجت ضمن العقوبات الأمريكية بتهمة تأجيج الصراع".

كما لفت الطيب في حديثه إلى أن تقدم الجيش بالمواجهات سيؤدي تدريجيًا إلى تحسين وضع البلاد، مما يسمح للسكان بالعودة إلى ديارهم واستعادة حياتهم الطبيعية.


وتحدث السفير عن الوضع الإنساني، مؤكدًا أنهم يشجعون أنشطة تقديم المساعدات الإنسانية ويسمحون للمنظمات غير الحكومية، ومؤسسات الأمم المتحدة، والدول الشقيقة بإرسال المساعدات للشعب السوداني.

وأشار إلى أن الوضع في السودان ليس بالسوء الذي قد يتصوره البعض، موضحًا أن تقرير وزارة الزراعة أشار إلى أن تقييمات المجاعة ونقص الغذاء لم تشمل المحاصيل التي جرى حصادها هذا الموسم.

وأوضح أن السودان زرع الذرة البيضاء والدخن على مساحة تبلغ 16 مليون هكتار، وأن أكثر من 80 بالمئة من المزارعين أنجزوا ذلك خلال موسم الأمطار الممتد بين يونيو/ حزيران ونوفمبر/ تشرين الثاني.

ولفت إلى أن الأنشطة الزراعية للموسم المذكور كانت ناجحة، وأنهم يتوقعون موسم حصاد عالي الإنتاجية في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني.

وأكد أن هذه المحاصيل ستساعد في تقليل النقص الموجود في المواد الغذائية، مضيفًا: "هناك نقص، لكنه ليس مقلقًا. الإنتاج مستمر، خصوصًا شمال ووسط السودان".

كما أشار إلى وجود حاجة ملحة في مجال المعدات الطبية والأدوية، مشيدًا بالدعم الكبير الذي تلقته بلاده من الدول الصديقة، خصوصًا قطر وتركيا، لافتًا إلى أن الوضع لا يزال تحت السيطرة.


ووجه الطيب شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مبادرته للوساطة بين السودان والإمارات لتحقيق الأمن والسلام.

وقال: "تركيا دائمًا كانت على دراية ووعي كبيرين بما يحدث في السودان. الرئيس أردوغان كان دائمًا مهتمًا بالأوضاع في السودان".

وأكّد السفير على حكمة وتجربة الرئيس أردوغان، مشيرًا إلى نجاح تركيا في وساطات مشابهة في الصومال وإثيوبيا وأذربيجان، وقال: "تركيا لديها خبرة كبيرة، ونحن نثق بها تمامًا وندرك حياديتها".

وتحدث عن الدعم الإنساني التركي للسودان منذ اليوم الأول للنزاع، لافتًا إلى قيام تركيا في مايو/ أيّار 2023 بإرسال رحلتين جويتين خاصتين لنقل الأدوية في وقت كان السودان في أشد الحاجة إليها.

وأعرب السفير الطيب عن شكره للمنظمات القطرية والتركية التي ساعدت في توفير الأدوية للشعب السوداني، مشيرًا إلى تلقيهم 8 آلاف طن من المساعدات الإنسانية، خلال الأشهر الثلاثة الماضية عبر هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، ومنظمات المجتمع المدني.

كما وجه الطيب الشكر لمؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية، التي قدمت مساعدات مهمة ساهمت بشكل فعّال في تخفيف صعوبات فصل الشتاء.


وأعرب السفير الطيب عن أمله في أن تؤدي المساعدات الزراعية إلى زيادة الإنتاج وتقليل نقص الغذاء.

وقال: "نحث المنظمات غير الحكومية التركية على تقديم مساعدات تنموية مثل توفير البذور. نحن دائمًا ممتنون لتركيا لأن سفارتها ظلت دائمًا في السودان. رغم أن العديد من الدول أغلقت سفاراتها خلال الأسابيع الأولى من الحرب، إلا أن تركيا بقيت".

وأضاف أنهم سعداء بإعادة افتتاح مكتب وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" في بورتسودان، حيث تعمل السفارة التركية حاليًا، وإرسالها ممثلًا للعمل هناك.

كما أشار إلى أن بنك الزراعة التركي سيستأنف أنشطته قريبًا في بورتسودان، مشددًا أن تركيا كانت دائمًا داعمًا كبيرًا لبلاده.

وختم السفير حديثه بالقول: الدعم والمساعدة التي قدمتها تركيا للسودان في هذا الوقت العصيب والمهم هو شيء لن ننساه أبدًا".

#السودان
#تركيا
#سفير السودان