الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري دعا لبدء عهد جديد وشدد على "أهمية إقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار ودول العالم والجهات الأممية التي ساندت الشعب السوري في محنته"
هنأ الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، الأحد، الشعب السوري على تحرير وطنهم مما وصفه "النظام الفاسد والحاقد".
ودعا الهجري، في كلمة مصورة، جميع السوريين لبدء عهد جديد، و"العمل معا على بناء دولتهم المدنية الحديثة المبنية على أسس العدل والمساواة".
وتعليقا على سقوط نظام البعث في سوريا، شدد على "أهمية إقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار ودول العالم والجهات الأممية التي ساندت الشعب السوري في محنته".
وقال في كلمته "من موقعنا في الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين نتوجه إلى كل السوريين الأبطال حماة الوطن وبناة سوريا المستقبل على اختلاف انتماءاتهم وتلاوينهم بالتهنئة والمباركة مع كل الاحترام والتقدير بعد أن وقفوا وقفة عز وإباء بإرادة شعبية حرة من أجل تحرير وطنهم سوريا".
وأضاف "نطلب من الله الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم ودمائهم على مدار سنوات من النضال والتضحيات لتحقيق غاية سامية بالحصول على الحرية والكرامة".
كما أعرب عن شكره "العميق للدول الشقيقة والصديقة وكل الجهات الإقليمية والدولية التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في محنته واحتضنت المهجرين وساهمت بدعم نضاله ضد الظلم والطغيان والتي أدركت أن مصالحها الحقيقية تكمن مع شعب سوريا المعطاء وإرادته الحرة".
ولفت زعيم الدروز إلى أن "الشعب السوري واجه الويلات والمعاناة تحت حكم نظام فاسد حاقد".
وأضاف "بعد أن قدمتم الضحايا وتحملتم المآسي والويلات حققتم نصركم في نهاية المطاف بسلمية أداء وسلام نهج".
وقال الهجري: "آن الأوان لطي تلك الصفحة السوداء وبدأ عهد جديد تحت ظلال الوطن السوري الواحد الجديد ليكون رمزا للسلام والأمل وليبقى وطنا يحتضن جميع أبنائه دون تمييز ضمن دولة منفتحة حضارية إنسانية مضيافة في رحاب شعب قوي مقاوم محب للحياة والعالم".
ودعا "جميع السوريين في الداخل والخارج للعمل معا على بناء دولتهم المدنية الحديثة المبنية على أسس العدل والمساواة وفي ظل قوانين وأنظمة متينة شاملة تحمي حقوق الجميع وتطبق على الجميع".
وأكد على أهمية أن تبدأ الدولة "بإدارة انتقالية تدير المؤسسات والمرافق لتجنب الفوضى وتنتهي بصياغه دستور جديد يؤسس لحكم وقيادة شعبية تقدمية يصوت عليه السوريون بملء إرادتهم مستفيدين من التجارب القاسية التي مررنا بها لتكون درسا تقودنا إلى تقليل الأخطاء إلى أدنى حدودها".
كما ناشد الهجري، السوريين بتجاوز الضغائن ونشر روح التسامح وطي صفحات الماضي.
وشدد على أن "الإرادة الوطنية هي الأساس المتين لبناء سوريا العظيمة".
وقال "بلدنا يتسع للجميع بمختلف انتماءاتهم وأفكارهم، ونؤكد على أهمية إقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار ودول العالم والجهات الأممية، التي ساندت الشعب السوري في محنته".
والطائفة الدرزية، طائفة دينية عربية معروفة بتماسكها الداخلي، تعيش في سوريا بنواحي دمشق وجبل حوران، وفي لبنان وفلسطين المحتلة، وأسسها محمد بن إسماعيل الدرزي -المعروف بأنوشتكين- في القرن الـ11 ميلادي، ولهم راية خاصة، وسعى الدروز منذ بداية النزاع في سوريا إلى اتخاذ موقف محايد لكن تصاعدت مشاعر العداء ضد النظام نتيجة ممارساته.
وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.