- نائب رئيس الموساد السابق رام بن باراك: ما حدث في سوريا مفاجأة كبيرة تغير ميزان القوى بالكامل في الشرق الأوسط. - المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كادوش: إسرائيل فوجئت بالوتيرة السريعة للأحداث خلال الأيام القليلة الماضية. - المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل: الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قدّرت وجود اتجاه لإعادة تأهيل جيش النظام السوري. - المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ناداف إيال: كانت إسرائيل تنوي إشراك روسيا بالتسوية في لبنان وإبرام صفقة يبقى فيها الأسد مستقرا مقابل الحيلولة دون إعادة تأهيل حزب الله.
قال إعلام عبري، الأحد، إن سقوط بشار الأسد صدم الاستخبارات الإسرائيلية والغربية التي "فوجئت" بنجاحات المعارضة السورية المسلحة وإطاحتها بنظام البعث الدموي.
وفجر الأحد 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وقبلها في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الريف الغربي لمحافظة حلب، استطاعت الفصائل خلالها بسط سيطرتها على مدينة حلب ومحافظة إدلب، وفي الأيام التالية سيطرت على مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.
* مفاجأة رغم بوادر صحوة
وبحسب نائب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، رام بن باراك، "إسرائيل فوجئت بتحرك المتمردين في سوريا".
وأضاف في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "ما حدث في سوريا مفاجأة كبيرة تغيّر ميزان القوى بالكامل في الشرق الأوسط".
من جانبه، قال المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كادوش، في تقرير له، إن "إسرائيل لم تكن على علم مسبق" بهجوم المعارضة السورية المسلحة الذي بدأ قبل 11 يومًا في شمال سوريا.
وأضاف: "من المؤكد أن إسرائيل فوجئت بالوتيرة السريعة للأحداث خلال الأيام القليلة الماضية".
واستدرك كادوش بالقول إنه في الأسابيع القليلة الماضية، قبل بدء الهجوم، "ظهرت في إسرائيل إشارات استخباراتية عن صحوة" في قطاع المعارضة المسلحة، "الذي كان يعتبر قطاعا خاملاً نسبيا طوال السنوات الماضية" وفق تعبيره.
وأضاف أن "قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية (أمان) أثار خلال الأسابيع الأخيرة الماضية هذه القضية في تقييمات الوضع المغلقة مع القيادة العسكرية العليا، وأشار إلى بوادر صحوة في هذه الساحة (السورية)".
ومع ذلك، استدرك المراسل العسكري الإسرائيلي، "لم تكن إسرائيل على علم" بنيّة المعارضة المسلحة "شنّ هجوم مفاجئ ضد الأسد، وبالتأكيد ليس بالسرعة والنطاق الذي تم به ذلك".
* فشل استخباراتي
بدوره، المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، قال في تحليل له، إن "مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي تفاجأ".
وأضاف أن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي "نادرا" ما يجمع معلومات عن المعارضة السورية المسلحة، "حيث يتم استثمار معظم موارده في إيران وحزب الله والفلسطينيين، خاصة بعد الفشل في 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)".
وأشار هارئيل إلى أن "الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قدّرت مؤخرا أن هناك اتجاها لإعادة تأهيل جيش النظام السوري".
وقال إنه حتى بعد دخول المعارضة المسلحة إلى حلب، "كان هناك ضباط توقعوا أن فرص النجاح (في إسقاط نظام الأسد) منخفضة".
لكن الفشل في توقّع سقوط النظام في سوريا لم يقتصر على المخابرات الإسرائيلية وحدها، فبحسب هارئيل، "حتى الآن لم يصدر أي تقرير لأي جهاز استخباراتي، في المنطقة أو في الغرب، تنبّأ بما سيحدث في سوريا".
* إجراءات تحذيرية
وحول المخاوف الإسرائيلية بعد سيطرة المعارضة المسلحة وسقوط نظام الأسد، قال هارئيل: "يوم السبت خرج السكان المسلحون من قرى الجولان السوري وأعلنوا أنهم أعضاء في التنظيمات الجهادية وسارعوا لإزالة شعارات الحكومة في منطقتهم".
وتابع: "تشعر إسرائيل بالانزعاج من التحرك الحماسي لهذه الجماعات المسلحة باتجاه الغرب وداخل أراضيها".
ومشيرا إلى الإجراءات الإسرائيلية على الحدود مع سوريا، قال هرئيل: "دفع الجيش الإسرائيلي بقوات مدرّعة ومشاة في الجولان، ووضع بعضها في المنطقة العازلة".
وتابع أن الجيش الإسرائيلي "أطلق النار من هناك على الأراضي السورية، للإشارة إلى المتمردين بعدم الاقتراب، ويمكنه، إذا لزم الأمر، أن يحتل شريطا دفاعيا داخل الأراضي السورية"، وفق قوله.
* تقديرات معاكسة
وبالمثل، قال المحلل في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ناداف إيال، إن "أجهزة الاستخبارات في العالم وفي إسرائيل فوجئت تمامًا بنجاحات المتمردين السوريين الذين أطاحوا بالنظام الوحشي".
وأضاف إيال في تقرير له: "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك استخباراتنا العسكرية بما حدث في سوريا".
واعتبر أن "التطورات كانت بمثابة مفاجأة تكتونية لم تتوقعها أجهزة الاستخبارات في العالم كافة".
وتكتونية كناية عن حركة تقابلية أو تصادمية لطبقات الأرض، وتعرف باسم "الحركة الهدامة" حيث تختفي أجزاء من الألواح المتقابلة وتغوص في العمق إلى نطاق حيث تلقى نصيبها من الانصهار.
وأردف إيال: "في الواقع، بنت إسرائيل تصورا كاملا على افتراض مفاده أن الأسد مستقر، وأن الدعم الروسي له قوي، وأن الجيش السوري يتعافى، وهو التقييم الذي كان سائدا حتى وقت قريب".
وقال إن هذا التصور "دفع إسرائيل إلى التودد إلى روسيا واستكشاف بيئة الأسد، حتى تتمكن من إقناعها بالتخلي عن دعم حزب الله".
وكاشفا النقاب عن مخططات إسرائيلية لإدامة الوضع، قال إيال: "كانت إسرائيل تنوي إشراك روسيا في التسوية في لبنان وإبرام صفقة يبقى فيها الأسد مستقرا في مقابل الحيلولة دون إعادة تأهيل حزب الله. كانت محاولة لدق إسفين في محور المقاومة".
ومضى المحلل الإسرائيلي بقوله: "كانت الجهود قائمة على سلسلة من الافتراضات، والتي جاءت من معلومات تبدو راسخة، حيث بدا أن الأسد أصبح أكثر شرعية وقوة"، وفق قوله.
وأضاف: "حققت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية نجاحات لا توصف في الأشهر الأخيرة في لبنان، ومع ذلك، لم تتوقع الانهيار السريع للنظام (السوري)، وتقدم المتمردين".
* منطقة عسكرية مغلقة
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي مناطق عسكرية مغلقة في منطقة الجولان السوري المحتل، على وقع التطورات في سوريا وسقوط نظام بشار الأسد.
وقال الجيش في بيان نشره المتحدث باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي الأحد: "بناء على تقييم الوضع في القيادة الشمالية تقرر أنه في 4 سلطات محلية درزية في شمال هضبة الجولان هي بقعاتا وعين قنية ومسعدة ومجدل شمس ستكون الدراسة اليوم عن بعد".
وأضاف: "كما وفي ضوء تقييم الوضع تقرر فرض منطقة عسكرية مغلقة ابتداء من اليوم في المناطق الزراعية في منطقة ماروم جولان-عين زيفان وبقعاتا-خربة عين حور".
وقال إنه "سيتم تقييد دخول المزارعين (الإسرائيليين) إلى مناطق معينة وفق حاجات الجيش الإسرائيلي وذلك لعدة ساعات وبتنسيق كامل مع لواء 474 الإقليمي".
وأوضح المتحدث باسم الجيش أن "الدخول إلى هذه المناطق ممنوع".
* قوات إضافية بالجولان المحتل
وفي وقت سابق الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي نشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة مع سوريا وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية في ضوء إمكانية دخول مسلحين إلى المنطقة ولضمان أمن سكان الجولان (السوري المحتل).
وقال الجيش: "في ضوء الأحداث في سوريا وبناء على تقييم الوضع وإمكانية دخول مسلحين إلى المنطقة الفاصلة العازلة قام الجيش الإسرائيلي بنشر قوات في المنطقة الفاصلة العازلة وفي عدة نقاط دفاعية ضرورية".
وزعم الجيش الإسرائيلي أن هذه الخطوة جاءت "لضمان أمن سكان بلدات هضبة الجولان ومواطني دولة إسرائيل".
وأكد في بيانه أنه "لا يتدخل في الأحداث الواقعة في سوريا".
وقال الجيش الإسرائيلي إنه "سيواصل العمل وفق ما تقتضيه الضرورة للحفاظ على المنطقة الفاصلة العازلة وحماية إسرائيل ومواطنيها".
من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش "يعزز قواته مجددا بالجولان بشكل كبير، وينقل الفرقة 98 مع لواءي المظليين والكوماندوز إلى الحدود السورية".