عقب اجتماع جمع الرئيسين الأسبقين ميشال سليمان وأمين الجميّل ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة...
دعا رؤساء جمهورية وحكومة سابقون في لبنان، الجمعة، إلى الالتزام بالموعد المحدد لانتخاب رئيس جديد للبلاد، لإنهاء الفراغ الرئاسي المستمر منذ أكثر من عامين.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيسان الأسبقان للبلاد ميشال سليمان وأمين الجميّل، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، في منزل سليمان بمنطقة اليرزة قرب بيروت، لمناقشة التطورات في لبنان بعد وقف إطلاق النار، إلى جانب مستجدات الأوضاع في سوريا.
وفي بيان عقب الاجتماع، أكد المجتمعون "أهمية الحفاظ على الاستقرار في الداخل اللبناني، والالتزام بالموعد الذي حدده رئيس البرلمان نبيه بري لعقد جلسة انتخاب الرئيس" المقررة في 9 يناير/ كانون الثاني المقبل.
وشددوا على ضرورة تجنب "أي أعذار قد تؤدي إلى تأجيل الجلسة أو عرقلتها".
ولفتوا إلى أهمية "البدء بإعادة تشكيل المؤسسات الدستورية، وفي مقدمتها تأليف الحكومة الجديدة".
يذكر أن لبنان يشهد فراغا رئاسيا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
فعلى الرغم من عقد 12 جلسة برلمانية، كان آخرها في 14 يونيو/ حزيران 2023، لم يتمكن البرلمان من انتخاب رئيس جديد للبلاد جراء خلافات سياسية بين الأحزاب اللبنانية.
أيضا، تطرق سليمان والجميل والسنيورة، خلال اجتماعهم، إلى الأوضاع الحرجة التي يشهدها لبنان بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي هذا الصدد، شدد المجتمعون على "أهمية تعزيز وحدة اللبنانيين وتضامنهم من أجل تحقيق إنقاذ لبنان".
كما أكدوا "أهمية تعزيز قدرات الجيش اللبناني ورفع جهوزيته وجهوزية القوى الأمنية للقيام بالمهمات الكبرى المناطة بها (بعد وقف الحرب)، بما في ذلك ضرورة استدعاء الاحتياط من أجل الحفاظ على الأمن في الداخل اللبناني وعلى الحدود".
كما لفتوا إلى "ضرورة المسارعة لتأمين جميع المستلزمات من عدة وعتاد ودعم معنوي ومادي ليتمكن الجيش والقوى الأمنية اللبنانية من تأدية واجباتها الوطنية والأمنية".
وأوضحوا أن موقفهم هذا يأتي "انطلاقا من إدراك أهمية ما يواجهه لبنان بأكمله من تحديات خطيرة، وما يعنيه ذلك من مهمات تقع على عاتق الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في الجنوب اللبناني".
ومن أبرز بنود اتفاق وقف النار بين إسرائيل و"حزب الله" انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل بين لبنان وإسرائيل خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
وبدعوى التصدي لـ"تهديدات من حزب الله"، ارتكبت إسرائيل نحو 150 خرقا لوقف إطلاق النار في لبنان حتى مساء الجمعة، ما أدى إجمالا إلى سقوط 14 قتيلا و18 مصابا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى إعلانات رسمية لبنانية.
كما تطرق سليمان والجميل والسنيورة، خلال اجتماعهم، إلى التطورات الراهنة في سوريا، وشددوا في هذا الصدد على "ضرورة المسارعة إلى ضبط كامل الحدود اللبنانية وتعزيز الأمن والاستقرار الداخلي أينما كان".
وأكدوا ضرورة "الحؤول دون حصول أي تورط في الأحداث الجارية في سوريا الشقيقة، وذلك لحماية لبنان واللبنانيين من أي تداعيات سلبية قد تنجم عن ذلك".
ومنذ 27 نوفمبر الماضي، تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام، وفي 29 من الشهر نفسه دخلت مدينة حلب، وفي اليوم التالي بسطت سيطرتها على محافظة إدلب، قبل أن تسيطر الخميس على مدينة حماة.
وبجانب حلب وإدلب حماة سيطرت فصائل المعارضة، صباح الجمعة، على مدينتي الرستن وتلبيسة بمحافظة حمص وسط البلاد، وتقول إن هدفها هو الإطاحة ببشار الأسد.