المحلل العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: - الجهود الأمريكية لوقف الحرب بغزة ولبنان ستستمر بين انتخابات الثلاثاء وتنصيب الرئيس في يناير - إذا قرر الإيرانيون الرد خلال الانتخابات على هجوم إسرائيل فسيكون رد تل أبيب قويا وبدعم أمريكي
تجري الولايات المتحدة الثلاثاء 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري انتخاباتها الرئاسية، فيما تواصل حليفتها إسرائيل حرب الإبادة على قطاع غزة ولبنان، وتخشى ردا انتقاميا من إيران.
وقبل الانتخابات، قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مرارا في العلن إنها تسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في كل من غزة ولبنان.
ومنذ بدء إبادة غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تقدم إدارة بايدن (ديمقراطي) لإسرائيل دعما عسكريا ومخابراتيا وسياسيا، لم تكن لتستمر الحرب من دونه.
وتتجه الأنظار إلى الانتخابات الأمريكية، الثلاثاء، مع تقارب فرص كل من نائبة بايدن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب (2017-2021).
ويؤكد كل من هاريس وترامب استمرار دعم واشنطن لما يعتبرانه حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وإن أطلقا تصريحات عن إنهاء الحرب لمغازلة ناخبين بينهم الأمريكيون من أصول عربية وإسلامية.
وبينما ينشغل الأمريكيون بانتخابات ساخنة، تخشى إسرائيل أن تستثمر إيران هذا الظرف وترد على ضربات جوية وجهتها لها تل أبيب في 26 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل الاثنين: "الثلاثاء تجري الولايات المتحدة انتخاباتها الرئاسية. وفي الأيام المحيطة بالانتخابات، قبل وبعد اليوم نفسه، يبدو أن الإيرانيين يخوضون المزيد من المجازفات".
وأضاف: "وإذا قرروا التحرك، فمن المرجح أن يكون الرد الإسرائيلي قويا، والإشارات من واشنطن تشير إلى أن الرد سيكون بدعم أمريكي".
وتابع: "تعتقد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن طهران تلتزم بالرد في تاريخ غير محدد بسبب شدة الضربة التي تلقتها في 26 أكتوبر، وخوفها من أن يفسر الشعب الإيراني عدم الرد على أنه علامة ضعف".
هارئيل اعتبر أنه "من المفترض أن يضمن الانتشار الإسرائيلي- الأمريكي (للمنظومات الدفاعية والقطع العسكرية) اعتراض الهجوم الإيراني بنجاح نسبي".
واستدرك: "المخاطر كبيرة. فالرد الإسرائيلي الذي سيستغل الفرصة لضرب المزيد من الأصول الاستراتيجية الإيرانية قد يطيل ويكثف الصراع، الذي استمر بشكل متقطع لأكثر من شهر".
وتطرق هارئيل إلى "فشل" الإدارة الأمريكية في التوصل إلى تفاهم إسرائيلي- لبناني لوقف إطلاق النار قبيل الانتخابات الرئاسية.
وقال: "أرسلت إدارة بايدن مبعوثين إلى المنطقة وأصدرت توقعات وردية عن نجاح (محتمل)، لكن من الواضح أن الاختلافات في مواقف الأطراف المعنية لا تزال كبيرة".
و"لم يتم الاتفاق بعد على تفاصيل كثيرة، ولكن العقبة الرئيسية هي أن إسرائيل تطالب بمنحها حق فرض الاتفاق عسكريا في حال انتهاكه من جانب اللبنانيين، كأن ينشر "حزب الله" مسلحين جنوب نهر الليطاني (جنوبي لبنان)"، كما زاد هارئيل.
وأردف: "رغم اعتقاد القادة العسكريين أنهم اقتربوا من تدمير البنية الأساسية لحزب الله في الخط الأول من القرى الحدودية، فمن المشكوك فيه التوصل إلى وقف لإطلاق النار قريبا".
ومشيرا إلى غزة ولبنان، رجح هارئيل أن "تستمر الجهود لوقف لإطلاق النار خلال فترة "البطة العرجاء" في واشنطن، أي بين انتخابات يوم الثلاثاء وتنصيب الرئيس الجديد في 20 يناير/كانون الثاني (2025)".
وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها "حزب الله"، بدأت غداة شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 145 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و986 قتيلا و13 ألفا و402 جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار مخابراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
كما سعت واشنطن، حسب المعلن، للتوصل إلى اتفاق، ولو مؤقت، لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى، ولكن هذا لم يحدث.
ويقول فلسطينيون إن الولايات المتحدة تمنح إسرائيل وقتا لاحتلال شمال قطاع غزة وتهجيره من المواطنين وتحويله إلى منطقة عازلة، عبر قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية لمئات آلاف الفلسطينيين.
وسافر مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز مؤخرا إلى قطر، والتقى كلا من نظيره الإسرائيلي دافيد برنياع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
فيما زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى والسعودية وقطر، لكن حرب الإبادة الإسرائيلية لا تزال مستمرة على غزة.
وأسفرت حرب الإبادة على غزة عن أكثر من 145 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضٍ عربية في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.