تظهر العلاقة الواضحة بين منظمة "بي كا كا" المصنفة إرهابية في أوروبا، وامتدادها في سوريا "ي ب ك"، خلال المظاهرات بمختلف الدول الأوروبية، التي تنفي عواصمها وجود هذه العلاقة.
ومنذ انطلاق "نبع السلام"، دعا "مؤتمر الجمعيات الديمقراطية الكردية الأوروبية"، إلى المظاهرات في أوروبا، ضد العملية التركية، الهادفة لمكافحة الإرهاب، في منطقة شرقي نهر الفرات، شمالي سوريا.
وشهدت معظم تلك المظاهرات، رفع شعارات "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، وإنشاد ما يسمى بنشيد التنظيم، إضافةً إلى التلويح بأعلام حزب الشعوب الديمقراطي، المؤيد للإرهابيين.
وفي حين تتبع ألمانيا، سياسة صارمة تجاه المظاهرات التي تكشف الصلة الواضحة بين الطرفين، لا تفرض دول أخرى قيودا عليها، ومنها فرنسا، وبريطانيا، والنمسا، إضافةً إلى هولندا، وبلجيكا.
ويتمتع إثبات الصلة المباشرة بين إرهابيي "ي ب ك" و"بي كا كا" بأهمية كبيرة جدا، فيما يخص التحقيقات ضد الإرهاب.
من جهة أخرى، أثبتت تقارير دولية واعترافات، أن عناصر "ي ب ك/ ي ب د"، امتداد "بي كا كا" في سوريا، تلقت تدريباتها في جبال قنديل، معقل "بي كا كا" شمالي العراق، على غرار عناصر حزب "الحل الديمقراطي الكردستاني" في العراق، وحزب "الحياة الحرة الكردستاني" في إيران.
كما أظهر تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية، في 4 مايو/أيار 2017، الصلة القوية بين الطرفين، ومحاولة "ي ب ك" تأسيس منطقة حكم فيدرالي، على الحدود التركية.
وأوضح تقرير آخر، صادر عن المجلس الأطلسي، في يناير/ كانون الثاني 2016، أن 49.2 بالمائة من إرهابيي "ي ب ك" الذين تم تحييدهم خلال الفترة ما بين يناير 2013 ويناير 2016، هم في الأصل عناصر "بي كا كا".
وفي نفس السياق، أشار تقرير للشرطة الأوروبية (يوروبول)، تحت عنوان "وضع الإرهاب في أوروبا واتجاهاته 2018"، إلى ارتفاع عدد هجمات "بي كا كا" الإرهابي ضد المؤسسات التركية، خلال عملية "غصن الزيتون" بسوريا.
وعلى غرار ذلك، هاجم مؤيدو الإرهابيين، مسجد "مولانا" في مدينة كونستانس الألمانية، وجمعية "العمال الأتراك" في مدينة فيلينغن-شفنينغن، إضافةً لإضرامهم النار في سيارة ديبلوماسية تركية بالعاصمة برلين، وذلك منذ انطلاق "نبع السلام".
كما استهدف هؤلاء، السفارة التركية في العاصمة الفنلندية هلسنكي، في 14 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وهاجموا مواطنين أتراك بالعصي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، بمجرد اعتراضهم على تظاهرة تؤيد الإرهاب.
وبالرغم من إظهار مختلف الاعترافات، والتحقيقات، والتقارير الأوروبية، الصلة الواضحة بين "ي ب ك" و"بي كا كا"، المصنف على لائحة الإرهاب في الدول الأوروبية، إلا أن الأخيرة تغض الطرف عن هذه الصلة عندما يتعلق الأمر بمخاوف تركيا الأمنية.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
قبل أن تتوصل أنقرة وواشنطن، الخميس الماضي، إلى اتفاق لتعليق العملية العسكرية مؤقتا، يقضي بأن تكون المنطقة الآمنة في الشمال السوري تحت سيطرة الجيش التركي، وانسحاب العناصر الإرهابية من المنطقة، ورفع العقوبات عن أنقرة.
وتهدف العملية العسكرية إلى القضاء على "الممر الإرهابي"، الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا، وإلى إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.