في كلمة بافتتاح اجتماع اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي...
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ما تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة بأنه من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية في القرن الواحد والعشرين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها بافتتاح الاجتماع 40 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (كومسيك) الاثنين، بمدينة إسطنبول.
وأشار الرئيس التركي إلى أنّ جغرافيا العالم الإسلامي أصبحت مرادفة للدم والألم والدموع والعنف كما لم يحدث من قبل في تاريخها.
وقال أردوغان: "النظام الصهيوني وداعموه ارتكبوا كل أنواع المجازر والظلم منذ 13 شهرا، إلا أنهم لم يستطيعوا تركيع إخوتنا الفلسطينيين".
وعلى صعيد المساعدات الإغاثية، أوضح قائلا: "أوصلنا إلى غزة حتى الآن أكثر من 85 ألف طن مساعدات إنسانية، بتسهيل من السلطات المصرية".
وجدد الرئيس التركي تأكيده على أنّ تركيا تعد أكبر مقدم للمساعدات الإنسانية لغزة.
واعتبر أنّ أفضل ردّ على "العدوان الصهيوني" في غزة ولبنان هو اعتراف مزيد من دول العالم بدولة فلسطين.
وشدد الرئيس التركي على أهمية أن يدعم العالم الإسلامي الكفاح العادل لشعبي فلسطين ولبنان، وأن ينحي خلافاته جانبا.
وأكد الرئيس التركي على بسالة وبطولة الشعبين الفلسطيني واللبناني في الدفاع عن أرضه ضد آلة القتل الإسرائيلية.
وأشار الرئيس التركي إلى مقتل 50 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 100 ألف بجروح جراء الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وبين أنّ ثلثي عدد القتلى والمصابين في غزة من النساء والأطفال.
واقتبس الرئيس التركي أبيات من الشاعر الفلسطيني توفيق زياد قائلا: "هنا باقون فلتشربوا البحر.. نحرس ظل التين والزيتون.. ونزرع الأفكار، كالخمير في العجين برودة الجليد في أعصابنا وفى قلوبنا جهنم حمراء... إذا عطشنا نعصر الصخر ونأكل التراب إن جعنا .. ولا نرحل".
ولفت الرئيس التركي إلى حالة غياب الضمير تجاه ما تقوم به إسرائيل في غزة ولاحقا في لبنان وهو ما يعيد إلى الأذهان معسكرات الإبادة التي أنشئت في وسط أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.
وشدد على أنهم لن يستسلموا للتهديدات التي تستهدف شخصه وبلده من قبل "اللوبي الصهيوني"، الذي أخذ المنظمات الدولية ووسائل الإعلام والقوى العالمية كرهائن.
كما أكد على وقف المعاملات التجارية مع إسرائيل بشكل كامل والتضحية بحجم تجارة يبلغ حوالي 9.5 مليارات دولار.
وشدد الرئيس التركي على ضرورة تعزيز التعاون والتضامن بين دول العالم الإسلامي من أجل حل القضية الفلسطينية
وقال في هذا الصدد: "على العالم الإسلامي أن يضع خلافاته جانبًا ويدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في نضالهما وبخلاف ذلك لا نستطيع أن نمنع النار التي أشعلتها إسرائيل في غزة ونقلتها إلى لبنان، من أن تطوق منطقتنا برمتها".
وعلى الصعيد الاقتصادي شدّد الرئيس التركي على أهمية التعاون بين الدول الأعضاء في كومسيك، من أجل تطوير حلول مشتركة لحماية الاستقرار في الاقتصادي العالمي ومنع الأزمات المالية.
وسلط الرئيس التركي على ضوء المرأة في الاقتصاد الأخضر لا سيما مشروع "صفر نفايات"، الذي بدأ بمبادرة من أمينة أردوغان عقيلة الرئيس التركي.
وربط الرئيس التركي تقدم وتطور العالم الإسلامي بزيادة مؤهلات الشباب بما يتماشى مع احتياجات العصر.
وقال: "في عالم يشهد تطور متسارع للتكنولوجيا، من الأهمية بمكان حماية شبابنا يجب أن نكون أكثر يقظة من أي وقت مضى فيما يتعلق بزيادة معارفهم ومهاراتهم حول الهجمات السيبرانية واختراق البيانات، وشهدنا ذلك في الأعمال الإرهابية التي استهدفت لبنان في الأيام الماضية".
وأشاد الرئيس التركي بالتجارة التفضيلية بين الدول الأعضاء في التعاون الإسلامي التي دخلت حيز التنفيذ في 2022.
وعلى صعيد التنمية ضمن إطار كومسيك أكد الرئيس التركي على دعم بلاده لـ 157 مشروعا من أجل تعزيز القدرات البشرية في الدول الأعضاء.