زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي أكد خلال جتماع الكتلة البرلمانية لحزبه في البرلمان التركي أنه قد يسمح لزعيم تنظيم "بي كي كي" الإرهابي، عبد الله أوجلان، بالتحدث أمام البرلمان وأنه قد يتم إطلاق سراحه إذا أعلن تفكيك الحزب.
تصريح مثير للجدل من دولت بهجلي: "على أوجلان أن يعلن حل التنظيم"
أعلن زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي أنه سيدلي بتصريحات مهمة، مؤكداً أنه سيتحدث بوضوح تام دون ترك أي مجال للتأويل.
جاء ذلك خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه في البرلمان التركي.
وفي هذا السياق بدأ بهجلي خطابه قائلاً: "اليوم سأكشف الستار عن المخططات الأجنبية التي تحاول تغطية مشاعر الوحدة الوطنية والأخوة" مشيراً إلى أن هذا هو الوقت المناسب للتخلص من الخطابات التقليدية والبدء في اتخاذ خطوات عملية لحل مشاكل البلاد، وأن الخطوة الأولى في هذا الصدد قد يكون هو أول من يتخذها.
الاقتصاد التركي يسير على الطريق الصحيح
وقبل التطرق إلى الموضوع الرئيسي، أشار بهجلي إلى أن الاقتصاد التركي يتعافى من الأزمات، قائلاً: "لا توجد مشكلة لا يمكن لتركيا حلها. كل ما نحتاجه هو الإرادة والعزيمة. لقد تجاوز الاقتصاد التركي العاصفة، وأثبت خطأ المشككين الذين كانوا يروجون للانهيار.
وأضاف بهجلي: لقد تجاوز الناتج القومي الإجمالي حاجز 1.1 تريليون دولار، وتقلص العجز التجاري، ونما الاقتصاد بنسبة 5% سنويًا.
وأردف بالقول: "كما تجاوزت صادراتنا 260 مليار دولار. وعلى الرغم من التوترات العالمية والإقليمية، يواصل الاقتصاد التركي نموه وتطوره، ولا يقتصر على المخططات النظرية القديمة."
بهجلي: "المشكلة ليست في الأكراد بل في التنظيم الإرهابي الانفصالي"
أشار زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، إلى الجدل الذي أثير حول مد يده لنواب الديمقراطية والمساواة للشعوب، مؤكدًا أن الشائعات والتكهنات انتشرت على نطاق واسع.
وأوضح بهجلي قائلاً: "رغم أنني أوضحت أفكاري ومقاصدي بشكل واضح خلال الأسبوعين الماضيين، إلا أن البعض لا يزال يبحث عن إبر في كومة قش، ويحاول إلقاء الحجارة من الظلام نحو النور.
كما تطرق إلى الشائعات حول بدء عملية حل جديدة، قائلاً: "تركيا لا تحتاج إلى عملية حل جديدة، بل إلى استخدام العقل الجماعي واتخاذ خطوات صادقة ونزيهة، ورفض الضغوط الخارجية، وتعزيز الأخوة التي تمتد لألف عام. فمشكلة تركيا ليست في الأكراد، بل التنظيم الإرهابي الانفصالي."
لا حل دون استخدام السلاح
وفي معرض الإشارة إلى أن مشكلة الإرهاب الانفصالي كلفت تركيا الكثير من الوقت والموارد والأفراد والطاقة، قال بهجلي موضحًا: "الإرهاب هو عنف منظم وممنهج. وفي الهجمات الإرهابية، تكون العواقب النفسية أكثر أهمية من الأهداف المادية.
وأكد أن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه من خلال الحلول العسكرية وحدها، قائلاً: "على الرغم من أن الحل العسكري بمفرده لا يمكنه إنهاء الإرهاب، إلا أن الحل بدون السلاح أيضًا غير ممكن. معللاً بأنه لن يُرضي أي تنازل أو تراجع الإرهابي ولن يشبع طموحاته، ولكن من الممكن التأثير على الإرهابيين بشكل فردي وتعجيل تفكك التنظيم عبر التوضيح بوسائل مشروعة أن الخيانة لا مستقبل لها.
لا يمكن تحقيق أي شيء بالإرهاب
أكد رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، أن الاستجابة لمطالب التنظيمات الإرهابية تعني الرضوخ للتهديد، مشيرًا إلى أن "أعمال العنف المسلحة التي ينفذها تنظيم "بي كي كي" الإرهابي الانفصالي محكوم عليها بالفشل".
وأضاف: "لا يمكن التوصل إلى أي نتيجة عبر الإرهاب، ولن يتمكن أحد من تحقيق أي شيء من خلاله. تركيا لن تقبل مطلقًا بالإرهاب الانفصالي، ولن تجدي محاولات المفاوضة أو التهدئة. السبيل الوحيد أمام جميع الإرهابيين هو النزول من الجبال وتسليم أنفسهم للدولة التركية، ليخضعوا لحكم العدالة.
وتابع: "لا يمكن لأي دولة، سواء كانت الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو العراق أو سوريا، ولا لأي جهة داخلية أن تكون ممثلة أو وصية على إخوتنا الأكراد. الحل لجميع القضايا في تركيا يجب أن يتم عبر مناقشتها في البرلمان التركي، وحلها بالعقل الوطني المشترك".
"إخراج قضية الإرهاب من جدول أعمال البلاد بشكل كامل"
وأشار بهجلي إلى خطابه الأسبوع الماضي حين قال: "أدعو زعيم الإرهابيين، الذي قال إنه مستعد لتقديم جميع أنواع الخدمات أثناء تسليمه إلى تركيا، أن يعلن بنفسه نهاية الإرهاب وحل التنظيم بشكل أحادي."
وأضاف: "هناك الكثيرون الذين لم يفهموا بعد مغزى هذا النداء، أو أنهم فهموه لكنهم يسعون لتحريفه بما يتناسب مع مصالحهم. في "قرن تركيا"، هدفي هو القضاء على الإرهاب تمامًا وتعزيز الوحدة الوطنية."
وتابع: "إذا كان البعض يعتقد أنه لا يمكن تحقيق شيء بدون تدخل زعيم الإرهاب، فإنني أوجه إليهم هذا النداء: إذا تم رفع الحظر عن زعيم الإرهاب، فليأتِ إلى البرلمان التركي وليعلن بصوت عالٍ عن نهاية الإرهاب وحل التنظيم. إذا أظهر هذه الشجاعة والعزم، فسيتم فتح الطريق أمام تعديل قانوني يسمح له بالاستفادة من قانون "الأمل".
وأكد أن مكانه لن يكون حينها في قانديل أو أدرنة، بل في البرلمان التركي، وأن مشكلة الإرهاب الكبيرة ستختفي تمامًا عن جدول أعمال البلاد. مضيفاً: نحن مستعدون لذلك، من أجل الوطن والشعب والدولة والراية والمستقبل المشترك والاستقلال التام".
واختتم بالقول: "إن الدولة التركية قادرة على القضاء على التنظيم الإرهابي الانفصالي وأهدافه. أدعو الإخوة الأكراد إلى الوحدة والتكاتف، وطرد كل من يحاول زرع الفتنة بيننا".
لا مكان في تركيا لدفن هذا الإرهابي
وفي تعليقه على وفاة زعيم تنظيم "غولن" الإرهابي، أكد بهجلي أنه لن تمر أي خيانة أو شر دون عقاب، وأنه لا توجد أرض في تركيا لدفن هذا الإرهابي.
وشدد على أنه يجب أن يتعفن في المكان الذي أساء منه إلى تركيا، معرباً عن أمله في أن يتلقى هذا الإرهابي عقابه في الآخرة وأن يلقى جزاء خيانته.
نحن مستعدون لأي خطوة
أفاد النائب عن حزب "هدى بار"، سركان رامانلي، في المؤتمر الصحفي الذي عقد في البرلمان، بدعمه لدعوة بهجلي، مؤكداً على ضرورة تجربة جميع السبل المشروعة لتحقيق السلام المجتمعي وتجنب إراقة المزيد من الدماء.
سنقدم الدعم الكامل
وردَّ رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، خلال اجتماع حزبي على دعوة بهجلي، معرباً عن التزام الحزب بدعم أي جهد يساهم في تحقيق السلام والاستقرار، ويؤدي إلى إنهاء الإرهاب ووقف إراقة الدماء في تركيا، مثمناً دعوة بهشلي في هذا الصدد.
حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب: نحن على استعداد لأخذ زمام المبادرة
ورحبت رئيسة حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، تولاي حاتم أوغلو بدعوة بهجلي" مشددة على أن طريق حل القضية الكردية معروف، وأن التفاوض مع عبدالله أوجلان في البرلمان هو السبيل لتحقيق السلام. وأكدت استعداد حزبهم للمبادرة من خلال رفع حالة العزلة.
