أوروبا ستلوث عالمنا

09:3827/09/2022, вторник
تحديث: 27/09/2022, вторник
يوسف دينيتش

عندما كان عدد سكان إسطنبول 8 ملايين نسمة، أتذكر حينها أننا كنا لا نستطيع التنفس نتيجة التلوث. والآن تجاوز عدد سكان المدينة 15 مليون نسمة، وأنا في الحقيقة أفضل العيش في جو بارد على أن استخدم الفحم كوقود للتدفئة. وعندما وصل الغاز الطبيعي كمصدر تدفئة للمدينة أصبح بإمكان سكان اسطنبول التنفس بأريحية. وأظن أن الهواء سيكون أنقى عند وصول السيارات الكهربائية. فالأفران (بما في ذلك المطاعم) كافية لحدوث التلوث إذا بقيت.من جهة أخرى، الوضع العام في تركيا ليس سيئًا من حيث نقاوة الهواء بفضل الأعمال التي تنفذها

عندما كان عدد سكان إسطنبول 8 ملايين نسمة، أتذكر حينها أننا كنا لا نستطيع التنفس نتيجة التلوث. والآن تجاوز عدد سكان المدينة 15 مليون نسمة، وأنا في الحقيقة أفضل العيش في جو بارد على أن استخدم الفحم كوقود للتدفئة. وعندما وصل الغاز الطبيعي كمصدر تدفئة للمدينة أصبح بإمكان سكان اسطنبول التنفس بأريحية. وأظن أن الهواء سيكون أنقى عند وصول السيارات الكهربائية. فالأفران (بما في ذلك المطاعم) كافية لحدوث التلوث إذا بقيت.

من جهة أخرى، الوضع العام في تركيا ليس سيئًا من حيث نقاوة الهواء بفضل الأعمال التي تنفذها الحكومة اليوم لكن أيضًا يجب أن يكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن.

أسوأ دول العالم تلوثاً هي بنغلاديش وتشاد وباكستان وطاجيكستان والهند. فالعوالق الهوائية الملوثة (الجزيئات الضارة) المعروفة باسم PM2.5 في هذه الدول تترواح نسبتها بين الـ50 والـ60 بالمائة.

بالمقابل، إذا لم تُنفذ عمليات استثمار في الغاز الطبيعي في تركيا ستكون المدن الكبرى أسوأ من الهند من ناحية تلوث الهواء.

لذلك يجب تخفيض نسبة العوالق الهوائية الملوثة المعروفة باسم PM2.5، بنسبة 25 % حتى تبلغ نسبته 15%. لا سيما أن نسبتها في المرحلة الأولى بلغت 20%.

وبحسب قاعدة بيانات جودة الهواء العالمي لعام 2021 فإن جودة الهواء في المنطقة الاقتصادية الأوروبية شهدت تحسنًا بطيئًا.

فيما تصدرت الدول الاستوائية قائمة العواصم والبلدان ذات أفضل جودة للهواء، وتُعرف تلك الدول أنها الأقل استخدامًا للتدفئة والتبريد من غيرها. كما أن الكثافة السكانية وعوامل التوسع التحضري تلعب دورًا هامًا في جودة الهواء.

وفي الوقت الذي كان فيه العالم يناقش مسألة الأضرار الناجمة عن الجزيئات المنتشرة في الهواء نتيجة انبعاث أدخنة عوادم السيارات وتأثيرها على صحة الإنسان، فإنه سيواجه اليوم أضرارًا جسيمة من ناحية التلوث بسبب أزمة الطاقة التي يعاني منها الغرب. وإذا قامت المجتمعات الغربية بالتدفئة تحت البطانية هذا الشتاء سيكون ذلك أفضل على العالم

ونجد اليوم أن المجتمعات الأوروبية تُعيد تشغيل المرحلات الحرارية وتركيب المواقد، حيث ازداد الطلب على الفحم. وإذا استمر الوضع على هذا النحو سيقومون بقطع أشجار الغابات أيضًا.

ولحسن الحظ أن مصانعهم تُغلق لأنهم لا يستطيعون تشغيلها بواسطة الفحم وبذلك لن يكون هناك وضع أسوأ في تصنيع التلوث.

إذا أصبح هناك تلوث في الهواء، يصبح كل شيء ملوثًا وإذا أخذنا إسطنبول القديمة كمثال نجد أن الناس البسطاء كانوا غير قادرين على شراء غسالات تجفيف، ولم يستطيعوا أيضًا تجفيف ملابسهم في الهواء الطلق على الشرفات.

لذلك تلوث الهواء من الملوثات التي تلحق الضرر بجميع الأطعمة وجميع الأجسام، ونحن بحاجة إلى عالم نظيف خال من التلوث.

من جهة أخرى، إن التلوث الذي ستزداد نسبته في أوروبا سيساهم في لجوء الأوروبيين إلى تركيا.


تقرير جودة الهواء العالمي لعام 2021 (تشير قيم جزيئات PM2.5 المنخفضة إلى أن هناك جودة هواء أفضل )



هل ستتفكك روسيا

يبدو لي أن بوتين أريد له الوقوع في ورطة يتم من خلالها تقسيم بلاده، وهو يحاول الحيلولة دون حدوث ذلك. ولم يعد في هذا العالم أي احتمال لاكتشاف قارة جديدة يمكن الاستفادة من ثرواتها، في حين أن العثور على أماكن لاستغلالها في الفضاء الخارجي سيستغرق وقتًا ليس بالقصير، ولذلك فإن كلًا من روسيا وأمريكا ستعمل على تفكيك الأخرى والسيطرة عليها بصفتهما أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

فكلتاهما تمتلكان الموارد غنية والسهول الشاسعة والمياه والنفط والغاز، وذلك كافٍ لفتح شهية كل منهما.

تواجه روسيا صعوبة في محاولة أخذ الأسبقية في سيناريو الانقسام حيث إن لروسيا داعمين على عكس الدولة العثمانية، التي عانت ذات المصير. لكن أظن أن هؤلاء الداعمين غير صادقين وغير مخلصين. وربما هدفهم هو تعويض تجاهلهم في خطتهم السرية لتقسيم روسيا من خلال أخذ حصتهم لاحقًا وسحب دعمهم.

حيث أرى أن الصين براغماتية جدًا بحيث لا يمكنها الاستمرار في دعمها إذا علموا أن بإمكانهم الحصول على نصيبهم من "الكعكة الروسية" في حالة حدوث الانقسام المحتمل .

بالمقابل تعتبر تركيا الدولة الوحيدة التي تتطلع بكل صدق إلى أن يحل السلام في أوكرانيا وروسيا وأن تبقيا محافظتين على سيادة أراضيهما.

وفي الحقيقة، إذا استطاعت روسيا هدم أوروبا، وتصارعت الولايات المتحدة والصين بعد ذلك، سيعود الأمر بالفائدة على تركيا من خلال هذه المعادلة.

وإذا لم يحدث شيء وتم تقسيم روسيا فقط ستبقى تركيا مستفيدة أيضًا.

من جهة أخرى، لدى تركيا العديد من الأقارب والأخوة في الدين في روسيا. فإذا وقعت أوروبا في خضم الحرب وسيطرت روسيا ستظل تركيا هي الرابحة .

وإذا لم تقع تلك الاحتمالات وانتهت الحرب ولم تتقسم روسيا، ستبقى تركيا أيضًا هي الرابحة. لهذا السبب نجد أن لتركيا جهودًا دبلوماسية متعددة الأبعاد.

ماذا حدث بعد قمة شنغهاي ودبلوماسية تركيا النشطة والمحايدة؟

بعد انطلاق اجتماع دول منظمة شنغهاي للتعاون حدثت هناك بعض التشويشات والفوضى لدى بعض الدول المشاركة. فاندلعت اشتباكات حدودية بين طاجيكستان وقيرغيزيا. وقرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلان التعبئة الجزئية فور عودته من القمة.كما أننا نجد أن إيران متورطة بطريقة أو بأخرى ببعض الأعمال. والصين وجهت تعليماتها للحكومة للاستعداد للحرب (فهي تكرر مثل هذه التعليمات كل عام).

وفي تواريخ متشابهة نفذت أرمينيا هجومها على أذربيجان خلال زيارة بيلوسي. من جهة أخرى، الأوضاع في العراق معقدة واليونان تواصل القفز والصراخ. وبعد ظهور مرشح رئيس الوزراء الهندي في بريطانيا، توسعت التوترات بين الهندوس والمسلمين في الهند وامتدت إلى الدول الجزرية. كما بدأت تظهر المشاكل بين الجزائر والمغرب.

في النهاية أرى من وجهة نظري أن انعقاد قمة شنغهاي هو أهم حدث في العالم في السنوات الأخيرة بسبب مشاركة تركيا.

تحاول الولايات المتحدة إعادة إيران إلى الكرنفال عبر اتفاقها النووي وعزلها عن شنغهاي، كما أنها تصافح فرنسا في أصعب الأوقات.

ويعتبر حدوث كل هذه التطورات أمرًا مثيرًا للتفكير والاهتمام وبخاصة في الفترة التي أصبحت فيها البشرية في أمسِّ الحاجة إلى السلام.

يجب أن تحافظ تركيا على حيادها الفعال في كل التطورات الممكنة. كما تعد مشاركة تركيا في قمة شنغهاي مؤشرًا على الحياد الفعال.

#تركيا
#شنغهاي
#أوروبا