تعد الفاشية العرقية والدينية من أخطر الأمراض الاجتماعية في العالم. لكن بلدنا يواجه تهديداً أكثر خطورة فقد تحالف الفاشيون مع الخونة وبدأوا بمهاجمة خطوط الصدع في المجتمع. والأخطر من ذلك هو وجود معارضة واسعة تشارك في هذه الخيانة لأسباب سياسية.
استسلمت أوروبا لليمين المتطرف. وسيطرت الأحزاب اليمينية المتطرفة على الحكومات في العديد من الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وألمانيا وهولندا والنمسا. وبدلاً من أن تكافح الأحزاب المركزية في أوروبا هذه الفاشية، أصبحت هذه الأحزاب تظهر ميولاً فاشية مما أدى إلى الوصول لهذا الوضع.
وبكل أسف في بلدنا هناك توجهات مشابهة في الأحزاب المركزية بما في ذلك حزب العدالة والتنمية. فبدلاً من إظهار عدم التسامح مع الفاشية، هناك بعض التوجهات التي تمنح الشرعية وتبرر للأحزاب التي تروج للعداء ضد الأجانب. وإذا لم يتم تغيير هذا النهج، سيزداد نفوذ الفاشيين العنصريين يوماً بعد يوم.
نحن أمة فقدت إمبراطوريتها بسبب الاتحاديين العنصريين (حركة تركيا الفتاة أو الشباب الأتراك). لا يمكن التسامح مع الجيل الجديد من الاتحاديين. العنصرية في بلدنا تتجاوز العنصرية العرقية، فهي في جوهرها عنصرية دينية، وبشكل أكثر تحديدًا معادية للإسلام. قد تبدو معادية للعرب ظاهريًا، لكنها في الواقع موجهة ضد المسلمين. لم أشهد عنصرية في بلدنا ضد أي عنصر عرقي غير مسلم. وفي فترة ما، كان هناك عنصرية ضد الأكراد، وحينها كان حزب الرفاه يحصل على أصوات مرتفعة من تلك المنطقة.
تواجه تركيا في الآونة الأخيرة تهديدًا عنصريًا خطيرًا. وفي عام 2011، وبعد بدء ارتكاب المجازر في سوريا، قامت تركيا بواجبها الإنساني والإسلامي وفتحت أبوابها أمام الذين كانوا يحاولون إنقاذ أرواحهم. وبالمثل، قمنا باستضافة أولئك الذين فروا من إرهاب داعش، وخاصة الأكراد السوريين الذين لجأوا إلى بلدنا بحثًا عن الأمان.
وبينما كانت الدول الإمبريالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تحيك المؤامرات في سوريا لتحقيق مصالحها الخاصة، قامت تركيا بواجبها الإنساني والأخلاقي كجار. كما أظهرت تركيا عزمها على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة محاولات إنشاء ممر إرهابي في سوريا.
بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز، قامت القوات المسلحة التركية بأول عملية لها في المناطق التي كانت تحت سيطرة داعش. ومن خلال عملية درع الفرات، تم تطهير المناطق القريبة من حدودنا من داعش وإنشاء منطقة آمنة هناك.
وفي عملية غصن الزيتون، تم إنهاء سيطرة تنظيم بي كي كي الإرهابي على مناطق غرب الفرات. أما العملية الثالثة فكانت في شرق الفرات، حيث تم تنفيذ عملية نبع السلام لإبعاد تنظيم بي كي كي الإرهابي المدعوم من الولايات المتحدة عن حدودنا بشكل كبير. وكان الجيش الوطني السوري هو الحليف الأهم لتركيا في هذه العمليات الثلاث.
وخلال عملية نبع السلام بشكل خاص، عندما وصلت قوات الجيش الوطني السوري إلى طريق M4 السريع في غضون ساعات، أصيبت الولايات المتحدة بالذعر وجاء نائب الرئيس الأمريكي آنذاك مايك بنس إلى تركيا على وجه السرعة وتم توقيع اتفاق.
بعد تلك الفترة، بدأت الخيانة تتصاعد تحت غطاء العنصرية في تركيا. وعندما نجح الإصرار الذي أعلنه الرئيس أردوغان بأن بلاده لن تسمح بإنشاء ممر إرهابي مهما كلف الثمن، تبخرت أحلام الإرهابيين. وأدى هذا الوضع في زيادة غضب الخونة العنصريين.
ومؤخراً، وبسبب التطورات الجارية مع النظام السوري تحول أحلام الذين لا يتخلون عن فكرة الإرهاب إلى كوابيس. والاضطرابات التي بدأت في ولاية قيصري وسوريا هي نتيجة مباشرة لهذه التطورات.
المشكلة في بلدنا ليست مشكلة تواجد السوريين أو مشكلة لاجئين. بل المشكلة هي مع الخونة الذين يمارسون العنصرية. وعندما يتم التصدي لهؤلاء الخونة، سيتم حل جميع القضايا الأخرى بسهولة أكبر.
اسم BIST محمي مع الشعار وفق شهادة ماركة محمية، لا يجوز الاستخدام دون إذن، ولا يجوز الاقتباس ولا التحوير، كل المعلومات الواردة تحت شعارBIST محفوظة باسم BIST ، لا يجو إعادة النشر. بيانات السوق توفرها شركة iDealdata Finans Teknolojiler A.Ş. بيانات أسهم BİST تتأخر 15 دقيقة