إسطنبول على مفترق طرق.. مستقبلها أم مستقبل إمام أوغلو؟

19:1330/03/2024, Cumartesi
تحديث: 30/03/2024, Cumartesi
حسين ليكوغلو

غداً سيتوجه الشعب التركي إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات المحلية. وتكتسب هذه الانتخابات أهمية بالغة على مستوى كل بلدة وقرية ومدينة وولاية. ففيها نختار رئيس البلدية وفريقه الذين سيتسلمون إدارة مدينتنا لمدة خمس سنوات. وتواجه الولايات الكبرى مشكلات مختلفة. ولكل مرشح مشاريعه واقتراحاته الخاصة لحلّ هذه المشكلات. وفي هذا السياق يجب تقييم إسطنبول بشكل مختلف، سواء من حيث نتائج الانتخابات أو من حيث المشكلات التي تواجهها. شهدت تركيا العام الماضي كارثة زلزال مدمرة، حيث ضرب زلزالان كبيران في نفس

غداً سيتوجه الشعب التركي إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات المحلية. وتكتسب هذه الانتخابات أهمية بالغة على مستوى كل بلدة وقرية ومدينة وولاية. ففيها نختار رئيس البلدية وفريقه الذين سيتسلمون إدارة مدينتنا لمدة خمس سنوات.


وتواجه الولايات الكبرى مشكلات مختلفة. ولكل مرشح مشاريعه واقتراحاته الخاصة لحلّ هذه المشكلات. وفي هذا السياق يجب تقييم إسطنبول بشكل مختلف، سواء من حيث نتائج الانتخابات أو من حيث المشكلات التي تواجهها.


شهدت تركيا العام الماضي كارثة زلزال مدمرة، حيث ضرب زلزالان كبيران في نفس اليوم 11 ولاية، وأثرا على 16 مليون شخص. وُصفت هذه الكارثة بـ "كارثة القرن"، لكن عند النظر إلى التاريخ نجد أن مثل هذه الكارثة لم تحدث حتى في القرن الماضي، لذا يمكن القول إنها كانت "كارثة الألفية".


ولكن بفضل روح التضامن القوية، تمكنت تركيا من تجاوز كارثة زلزال 6 فبراير. واحتلت إسطنبول مكانة الصدارة في مساعي تضميد جراح هذه الكارثة الهائلة، على الرغم من تقاعس بلدية إسطنبول الكبرى عن المشاركة في جهود الإغاثة بل وعرقلتها.


تمتلك إسطنبول إمكانيات هائلة للمساعدة في علاج آثار أي كارثة في تركيا، بفضل اقتصادها القوي، ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة، ومعارفها وخبراتها، ورجال الأعمال، وروح التضامن التي تسودها. لكن لا سمح الله، إذا تعرضت إسطنبول لكارثة طبيعية، فلن تكون هناك مدينة أخرى قادرة على مدّ يد العون لها، ولن تكفي حتى جميع مدن البلاد مجتمعة لمعالجة آثارها.


لذلك اتجهت جميع الأنظار إلى إسطنبول بعد كارثة الزلزال الكبير الذي ضرب قهرمان مرعش. ويتفق علماء الزلازل والخبراء على أن زلزال مرمرة الكبير يقترب. وبالتالي يجب على إسطنبول الاستعداد وتعزيز قدراتها بشكل عاجل قبل حلول الزلزال.


وحرصًا على سلامة إسطنبول من مخاطر زلزال مرمرة المُحتمل، رشح حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان مراد قوروم، كونه المرشح الأنسب لإسطنبول. وشغل منصب وزير البيئة والتخطيط العمراني في نظام الحكم الرئاسي بين عامي 2018 و 2023، حيث حقق خلال فترة ولايته إنجازات هامة يُشار إليها بالبنان.


قبل توليه المنصب الوزاري بخمس سنوات، شغل "قوروم" منصب المدير العام لشركة "إملاك كونت" التابعة لمؤسسة "توكي"، حيث نفذ مشاريع ضخمة للتحول الحضري لمدننا وخاصة إسطنبول، والقضاء على البناء العشوائي.


بغض النظر عن وعود قوروم الأخرى، بما في ذلك حل مشكلة الازدحام المروري، فإن مشروع تحويل 650 ألف وحدة سكنية هو هدف بالغ الأهمية. ففي إسطنبول يزدحم عدد المباني التي شُيّدت قبل عام 1999، ويُقدر عدد المباني التي يجب تحويلها على المدى المتوسط بـ 1.5 مليون مبنى. لذلك فإن هدف تحويل 650 ألف وحدة سكنية يُعدّ أهم وعد بالنسبة لإسطنبول.


ويجب أيضًا تولية اهتمام خاص لمشروع 100 ألف وحدة سكنية اجتماعية للإيجار. فهناك حاجة ماسة لمثل هذه الاحتياطات من المساكن، سواء من ناحية كبح جماح ارتفاع أسعار الإيجار أو من ناحية التحول الحضري. فمن خلال توفير 100 ألف وحدة سكنية اجتماعية للإيجار، يمكن تحقيق التوازن في أسعار الإيجارات وتلبية الطلب المتزايد على المساكن الناتج عن عملية التحول الحضري.


ويُعدّ مراد قوروم خيارًا هامًا أيضًا من ناحية إدارة الأزمات الناجمة عن الكوارث. فقد كان حاضرًا في الميدان حتى تمّ تضميد جراح زلزال إلازيغ. كما لم يعد إلى منزله لعدة أيام خلال فيضانات جيرسون وكاستامونو وحرائق أنطاليا. ونال قوروم تقدير تركيا بفضل جهوده في أعقاب زلزال قهرمان مرعش في 6 فبراير، مما جعله مصدر أمل لإسطنبول.


سيصوت ناخبو إسطنبول لمستقبلين مختلفين. فمن ناحية هناك مستقبل إسطنبول، ومن ناحية أخرى هناك مستقبل أكرم إمام أوغلو السياسي. فبينما يُمثّل أحد الطرفين العمل الجاد والمثابرة، يُمثّل الطرف الآخر الترفيه والتسلية. وبينما يُناضل أحد الطرفين من أجل مستقبل إسطنبول، يُناضل الطرف الآخر من أجل السيطرة على حزب الشعب الجمهوري.








#إسطنبول
#مراد قوروم
#أكرم إمام أوغلو
#الانتخابات
#تركيا
#العدالة والتنمية