الباحث في شؤون الأسرى فؤاد الخفش قال إن السؤال من أي أسير عن الصفقة أو الحرب يقابل بالاعتداء الشديد على جميع الأسرى الموجودين معه في الغرفة..
قال الباحث الفلسطيني في شؤون الأسرى فؤاد الخفش، إن إدارة السجون الإسرائيلية تحجب أخبار صفقة التبادل عن الأسرى الفلسطينيين، وأن الأسرى المقرر الإفراج عنهم لا يعلمون بذلك إلا قبيل الإفراج بوقت قصير وربما بلحظات.
ومساء الأربعاء، أعلنت قطر نجاح الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من القطاع، مشيرة إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد.
وجاء التوصل للاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وخلفت بدعم أمريكي أكثر من 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وأضاف الخفش في حديثه للأناضول أن إدارة السجون تحرم الأسرى الفلسطينيين من كل وسائل الاتصال وأجهزة الراديو والتلفاز "كما يحرص السجانون على تجنب ذكر أي شيء عن الصفقة".
وتابع أن "أي سؤال من أي أسير عن الصفقة أو الحرب يقابل بالاعتداء الشديد والضرب لجميع الأسرى في ذات الغرفة".
وعن الطريقة التي يعلم فيها الأسرى عن مصيرهم وخاصة أولئك المقرر إبعادهم، قال: "الأسرى لا يعرفون شيئا عن صفقة التبادل ولا عن مصيرهم حتى اللحظة الأخيرة".
وتابع: "في صفقة وفاء الأحرار (عام 2011) كان في السجون أجهزة اتصال وتلفاز وعلم أغلب الأسرى بالقوائم قبل نشرها وكل أسير علم بمصيره وإلى أين سيفرج عنه، أما اليوم فالمعلومات محجوبة".
وأضاف: "قد يشعر الأسرى بوجود الصفقة نتيجة الحركة الزائدة وإخراج الأسرى من الأقسام، لكن لا أحد يجرؤ على السؤال، وما جرى في الإفراج خلال الهدنة المؤقتة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 أنه تم إخبارهم بقرار الإفراج قبل تنفيذه بوقت قصير".
ورجح الخفش أن "يتم إبلاغ الأسرى بوجهات إبعادهم في اللحظات الأخيرة قبيل تسليمهم للجنة الدولية للصليب الأحمر".
أما عن رأي الأسرى في قرار إبعادهم فقال الخفش: "أغلب الأسرى من ذوي الأحكام العالية يتوقعون الإبعاد ولا يعارضونه".
وفي حين لا يوجد نص في اتفاق التبادل، يوضح الوجهات التي سيتم إبعاد هؤلاء المعتقلين الفلسطينيين إليها، قالت وسائل إعلام عبرية، من بينها هيئة البث الرسمية، إنّه سيتم إبعادهم إلى دول أخرى مثل قطر أو مصر.
ولم تعلن أي من هذه الدول حتى لحظة نشر التقرير، أنها ستستقبل معتقلين فلسطينيين مبعدين بعد الإفراج عنهم في صفقة تبادل.
وبحسب بيان صادر عن مكتب إعلام الأسرى (غير حكومي)، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والذي تبدأ أولى مراحله الأحد، يتضمن الإفراج عن 1737 أسيرا فلسطينيا، سيتم إبعاد 236 منهم.
ولم يشر البيان إلى أين سيتم إبعاد هؤلاء لكن عادة ما يكون الإبعاد إلى قطاع غزة وخارج فلسطين كما حدث في صفقة التبادل عام 2023.
ويتكون اتفاق وقف النار بغزة وتبادل الأسرى من 3 مراحل مدة كل منها 42 يوما.
وتنطلق المرحلة الأولى للاتفاق عند الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت المحلي من يوم الأحد (6:30 ت.غ)، وتتضمن هذه المرحلة الإفراج تدريجيا عن 33 إسرائيليا محتجزا بغزة سواء الأحياء أو جثامين الأموات مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، الذين تتضارب التصريحات بشأن أعدادهم.
ويُعزى ذلك التضارب، على ما يبدو، إلى الغموض المحيط بوضع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين بغزة، من حيث عدد الأحياء والأموات بينهم، ما يؤثر مباشرة على تحديد أعداد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم.
وبخلاف رقم الأسرى الفلسطينيين المنوي الإفراج عنهم الذي ذكرته الخارجية المصرية بـ1890 في المرحلة الأولى، تحدث رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله الزغاري للأناضول، عن 1904 أسير فلسطيني، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين قدورة فارس، في تصريحات صحفية، عن 1737 أسيرا، وموقع "واي نت" الإخباري العبري الخاص عن 1977 أسيرا.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.
أما المرحلة الثالثة فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى 3 إلى 5 سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.