تصريحات لقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في مقابلة مع قناة "العربية" السعودية
قال قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الأحد، إنه لن يسمح بأن تصبح بلاده منصة لانطلاق هجمات تنظيم "بي كي كي" الإرهابي.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها قناة "العربية" السعودية مع الشرع، وتحدث خلالها عن أحدث التطورات في سوريا وأولويات الإدارة الجديدة للبلاد.
وقال الشرع، إن الإدارة الجديدة ستدير البلاد بـ"عقلية الدولة"، وإن "سوريا لن تكون مصدر إزعاج لأحد".
وأفاد بأن الإدارة الحالية تتفاوض مع ما تُسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) لحل الأزمة في شمال شرق سوريا، وضمها لاحقا إلى القوات المسلحة الحكومية.
وأكد أن الأكراد جزء لا يتجزأ من مكونات الشعب السوري، وأنه لا تقسيم للأراضي السورية.
وبشأن ما يصفها البعض بتعيينات اللون الواحد في الحكومة الانتقالية الحالية، أرجع الشرع، هذا الوضع إلى أن المرحلة تحتاج انسجاما بين السلطة الجديدة، و"شكل التعيينات الحالي كان من ضرورات المرحلة وليس إقصاء لأحد".
واعتبر أن "المحاصصة في هذه الفترة كانت ستدمر العملية الانتقالية".
** الحوار والانتخابات
الشرع، قال إن سوريا اليوم في مرحلة إعادة بناء القانون، ومؤتمر الحوار الوطني المرتقب، سيكون جامعا لكل مكونات المجتمع، وسيشكل لجانا متخصصة وسيشهد تصويتا.
ورجح أن "تحتاج سوريا إلى سنة ليلمس المواطن تغييرات خدمية جذرية".
ويرى الشرع، أن إعداد دستور جديد قد يستغرق نحو 3 سنوات، وتنظيم انتخابات ربما يتطلب حوالي 4 سنوات.
وأشار إلى أن "أي انتخابات سليمة ستحتاج إلى القيام بإحصاء سكاني شامل"، ما يتطلب وقتا.
وفيما يتعلق بالمظاهرات، شدد الشرع، على أنها حق مشروع لأي مواطن كي يعبر عن رأيه، دون المساس بالمؤسسات.
وعن بعض العمليات الانتقامية الحاصلة، اعتبر أنها "أقل من المتوقع مقارنة بحجم الأزمة".
وأضاف أن "النظام السابق خلف انقسامات هائلة داخل المجتمع السوري".
واستدرك: "ليس هناك قلق في الداخل السوري، فالسوريون متعايشون".
وشدد على أن كل مرتكبي الجرائم سينالون جزاءهم.
وبخصوص حل الفصائل، ومن بينها "هيئة تحرير الشام"، قال الشرع: "بالتأكيد سيتم حل الهيئة، وسيعلن ذلك في مؤتمر الحوار الوطني".
وأردف أن الفصائل راعت جاهدة خلال عملية التحرير مسألة عدم وقوع ضحايا أو نزوح.
وقال الشرع: "حاولنا جاهدين أن يكون انتقال السلطة سلسا".
وأضاف: "لا أعتبر نفسي محرر سوريا، فكل مَن قدم تضحيات حرر البلاد، وأرى أن الشعب السوري أنقذ نفسه بنفسه".
واعتبر أن "تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج لـ50 عاما قادمة"، دون إيضاحات.
** موقف السعودية
وبخصوص مواقف السعودية حيال الوضع في سوريا، اعتبر الشرع، أنها "إيجابية جدا"، وأن المملكة تسعى لاستقرار بلاده.
وقال إن أمام السعودية فرصا استثمارية كبرى في سوريا.
وأضاف: "أفتخر بكل ما فعلته السعودية لأجل سوريا، ولها دور كبير في مستقبل البلاد".
وأعرب عن اعتزازه بكونه ولد في الرياض، موضحا أنه عاش حتى سن السابعة في العاصمة السعودية ويحن إلى زيارتها مجددا.
وفي 23 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، التقى الشرع في دمشق مع وفد رسمي سعودي برئاسة مستشار في الديوان الملكي.
** إيران والعقوبات
وبخصوص العلاقات مع الولايات المتحدة وإيران وروسيا، أعرب الشرع، عن أمله في أن ترفع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، العقوبات عن سوريا بأسرع وقت.
كما عبَّر عن أمله في أن "تعيد طهران (حليفة النظام السوري السابق) حساباتها حول التدخلات في المنطقة، وتعيد النظر في سياساتها".
وقال الشرع، إن "شريحة واسعة تطمح لدور إيراني إيجابي في المنطقة".
وتتهم دول عربية وغربية إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينما تردد طهران أنها تلتزم بمبدأ حسن الجوار.
وأضاف الشرع، أن إدارة العمليات العسكرية "قامت بواجبها تجاه المقرات الإيرانية (في سوريا) رغم الجراح (...) وكنا نتوقع تصريحات إيجابية من طهران".
وسبق أن انتقدت الإدارة السورية الجديدة تصريحات إيرانية متعلقة بالشأن الداخلي في سوريا، أحدها منسوب لوزير خارجيتها عباس عراقجي، قال فيه إنه "من المبكر للغاية الحكم على مستقبل سوريا، حيث يمكن للعديد من العوامل أن تؤثر بشكل كبير على الوضع السياسي هناك".
أما بالنسبة لموسكو، فقال الشرع، إنه لا يريد لروسيا (حليفة نظام بشار الأسد) أن تخرج (من بلاده) بطريقة لا تليق بعلاقاتها مع سوريا.
وتابع: "روسيا ثاني أقوى دولة في العالم ولها أهمية كبيرة"، ولدمشق مصالح استراتيجية مع موسكو.
وبوتيرة يومية، يتوافد على دمشق مسؤولون إقليميون ودوليون يعقدون اجتماعات مع مسؤولي الإدارة الجديدة، وعلى رأسهم الشرع، لاستكشاف المرحلة الجديدة في سوريا وبناء علاقات مع القيادة الحالية.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات نظام بشار الأسد، لينتهي 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.