حي القابون.. شاهد على جرائم نظام الأسد وكفاح السوريين من أجل الحرية

15:4129/12/2024, Pazar
تحديث: 29/12/2024, Pazar
الأناضول
حي القابون.. شاهد على جرائم نظام الأسد وكفاح السوريين من أجل الحرية
حي القابون.. شاهد على جرائم نظام الأسد وكفاح السوريين من أجل الحرية

- معظم أجزاء الحي عبارة عن أكوام من الأنقاض بفعل هجمات النظام المخلوع - رغم الدمار الكبير الذي لحق بالحي، إلا أن بسمة الأطفال الذين يلعبون وسط تلك الأنقاض تعكس الأمل بحياة أفضل

تقف أطلال حي القابون الدمشقي المُدمر شاهدة على مدى إجرام نظام الأسد المخلوع، وكفاح السوريين من أجل نيل الحرية.

ويقع حي القابون الذي كان يعد من أكثر المناطق حيويةً في العاصمة السورية، على بُعد 6 كيلومترات فقط من مركز مدينة دمشق.

وقبل اندلاع الثورة السورية عام 2011 وبدء الهجمات العنيفة للنظام، كان الحي يزدهر بنشاط سوق الخياطين وبسكانه الذين كان يقارب عددهم 100 ألف نسمة.

اليوم، باتت معظم أجزاء الحي عبارة عن أكوام من الأنقاض، ومن الممكن رؤية الآثار المؤلمة للصراع من أجل الحرية بوضوح في كل مكان.

ويروي السكان المحليون أن بعض أنقاض المباني تحولت إلى "مقابر جماعية".

- العودة رغم الدمار

في حي تشرين المجاور، وبين الجدران المليئة بآثار الشظايا والرصاص والمباني المنهارة جزئياً، يعود بعض السوريين إلى منازلهم، في مسعى منهم للعودة في العيش بمنطقتهم وسط صعوبات شديدة في ظل انعدام الخدمات الأساسية كالكهرباء والماء.

وعلى أسطح المنازل المتبقية، لا تزال بقايا شظايا القنابل التي استخدمها النظام وحلفاؤه شاهدة على وحشية الحرب.

ورغم الدمار الكبير الذي لحق بالحي، إلا أن بسمة الأطفال الذين يلعبون وسط تلك الأنقاض، تعكس الأمل بحياة أفضل.

- عائلة المري تكافح من أجل البقاء

عائلة المري المكونة من 3 أجيال هم الأب والابن والحفيد، يعيشون معًا في آخر منزل متبقٍ لهم في المنطقة.

وفي تصريح للأناضول، قال سمير المري البالغ من العمر 58 عامًا، وهو أحد سكان الحي: "انتقلت إلى القابون من حلب في الثمانينيات. قبل الحرب، كان الحي يعج بالحياة وكان الناس يأتون من جميع أنحاء سوريا، وحتى من العراق واليمن، للعيش هنا".

وأردف: "لكن خلال الحرب، عدنا 50 عامًا إلى الوراء. سوق الخياطين كان يعج بالنشاط والحيوية، والجميع كانوا سعداء هنا. أما الآن، فلا شيء متبقٍ؛ كل شيء دُمّر بالكامل وأصبحت المنطقة عبارة عن أنقاض".

واستطرد: "تم اعتقال أحد أبنائي في عام 2012، وبحثت عنه كثيراً ولكن دون جدوى. بقيت تحت القصف هنا حتى عام 2015، على أمل العثور عليه. كنت أبحث بين الجثث المرمية في الشوارع أملاً في العثور عليه، ثم فقدت الأمل وغادرت الحي عام 2016".

وتابع: "عدت إلى الحي في عام 2021، ووجدت أن منازلنا الأربعة تحولت إلى ركام. وقمنا بإصلاح أحد المنازل، والآن أعيش فيه مع زوجتي وأطفالي وأحفادي".

وأوضح أنه في عام 2016، تلقى لاحقاً نبأ وفاة ابنه فارس في سجن صيدنايا المعروف بـ"المسلخ البشري"، وذكر أنه فقد ابنه الآخر خلال خدمته العسكرية في غارة إسرائيلية قرب قاعدة كانت تتواجد فيها قوات إيرانية.

وعن الصعوبات التي عاشها تحت حكم نظام الأسد، قال سمير: "كان علينا دفع رشوة لتجاوز كل نقطة تفتيش. وفي إحدى المرات اشتريت خروفاً، احتجزوني ساعة كاملة وأساءوا معاملتي. النظام لم يترك لنا شيئاً، لكنه لم يتمكن من سرقة الأمل".

- النظام سرق طفولتي

من جانبه قال محمد المري، حفيد سمير البالغ من العمر 22 عامًا: "النظام سرق طفولتي وشبابي، عشت حياتي أهرب من التجنيد القسري، واليوم أبدأ حياتي من الصفر".

وأضاف أنه "على الرغم كل شيء، لدي أمل في المستقبل، نريد أن نبني حياة جديدة لأنفسنا ولأطفالنا".

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد أيام من السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.


#حي القابون
#دمشق
#سوريا
#نظام الأسد