راكان الفلسطيني زار سوريا سائحا فاعتقله النظام السابق

11:3010/12/2024, الثلاثاء
الأناضول
راكان الفلسطيني زار سوريا سائحا فاعتقله النظام السابق
راكان الفلسطيني زار سوريا سائحا فاعتقله النظام السابق

عائلة راكان محمود الذي أمضى عامين قاسيين داخل السجون السورية حيث أفرج عنه بعد إسقاط النظام : - محمود خرج سائحا نحو سوريا وتم اعتقاله بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل - آثاره فقدت بشكل كامل لمدة 3 شهور قبل أن يصلهم خبر باعتقاله داخل السجون

بعد عامين من ظروف اعتقال قاسية داخل السجون السورية، أُفرج عن الفلسطيني راكان محمود من الضفة الغربية والذي وصل دمشق آنذاك بقصد السياحة.

رحلة البحث عنه من قبل العائلة المقيمة في بلدة صانور جنوب مدينة جنين بالضفة، تخللتها 3 أشهر من القلق بعدما فُقدت آثاره بشكل كامل، وقبل أن يصلهم خبر اعتقاله من النظام السوري السابق.

ويقول شقيق راكان، رشيد محمود للأناضول، إن "الحياة عادت للعائلة بعدما أُفرج عنه من السجون السورية عقب إسقاط النظام".

وتلقت العائلة مكالمة فيديو من نجلها بعدما أفرج عنه بعدة ساعات، وفق رشيد الذي أشار إلى أنه أوراق محمود الرسمية قيد التجهيز للعودة إلى الضفة.

بداية المأساة

يقول رشيد إن الحكاية بدأت عندما وصل شقيقه راكان إلى سوريا بغرض السياحة وفقدت آثاره لنحو 3 شهور.

وأضاف: "عشنا 3 أشهر في قلق دائم، لا نعرف أي معلومة عن شقيقي، تواصلنا مع الجهات الأردنية الرسمية والسورية دون أي معلومة، دفعنا أموالا طائلة لجهات ومحامين لمعرفة أي معلومة عنه".

وأشار إلى أن محاميا سوريا توصل إلى معلومة عنه وزاره في أحد السجون السورية وكانت تلك أول معلومة تصلنا؛ بعد 3 شهور من الاعتقال.

وعاشت العائلة منذ عامين معاناة كبيرة خاصة أسرته الصغيرة وأطفاله الثلاثة.

تهمة وجهت إليه

وعن تهمة الاعتقال، قال رشيد إن شقيقه راكان اعتُقل آنذاك "بتهمة التجسس لمصلحة إسرائيل".

وتابع بشأن تلك التهمة، إن النظام السابق "وجد بحوزته أوراقا رسمية إسرائيلية وخطوط اتصالات إسرائيلية، علما أنه يعمل مقاولا داخل إسرائيل كما آلاف الفلسطينيين".

وتابع "لم يثبت أي من التهم على شقيقي ولم يعرض على أي محكمة".

وقال إن شقيقه محمد زار راكان بعد 3 أشهر من الاعتقال، فوجد "ملامحه متغيرة تماما جراء التعذيب الذي تعرض له".

وأشار إلى أن عائلته دفعت "أموالا طائلة مقابل كل معلومة عن شقيقه".

وعلى مدار عامين تملك عائلة محمود خوفا شديدا من أن يكون مصير نجلهم كما بقية المعتقلين داخل سجون النظام السوري السابق، ومن أن يمضي حياته كاملة داخلها، وفق قوله.

تجدد الأمل

مع الساعات الأولى لإعلان إسقاط النظام في سوريا، تجدد الأمل لدى العائلة بخروج نجلهم من داخل السجون.

وقال رشيد عن ذلك: "منذ البداية كنا نتابع عمليات تحرير الأسرى، وقد شاهدناه عبر الفيديوهات وهو يخرج من سجن عدرا".

وبعد ساعات من الإفراج عنه، يقول رشيد إنهم تلقوا مكالمة فيديو عبر الإنترنت، من نجلهم بعدما وصل إلى أحد معارفه، وإن الفرحة لم تسع العائلة بعدما شاهدوا نجلهم.

مغادرة دمشق

وبحسب رشيد، فإنه تم نقل شقيقه راكان من دمشق إلى الأردن، لافتا إلى تواجده "لدى السلطات الأمنية الأردنية بانتظار الأوراق الرسمية" التي يقول إن العائلة تشرع بتجهيزها بالتواصل مع الجهات الرسمية الفلسطينية.

وبين أن والده وشقيقه الأكبر ينتظرانه الثلاثاء، في عمان على أمل العودة والاجتماع مجددا بعائلته وأطفاله بالضفة.

بدوره، يقول الطفل يوسف (11 عاما)، النجل البكر لراكان، للأناضول: "الحمد لله أُفرج عن والدي، اشتقنا له، سنقيم له حفلا عندما يعود".

وفجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية العاصمة دمشق وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكام نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وبدأت معارك بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في محافظتي حلب وإدلب اللتين سيطرت عليهما الفصائل، ثم مدن حماة ودرعا والسويداء وحمص وأخيرا دمشق.

ومنذ مداهمة السجون السورية يتداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي قوائم تضم عشرات المعتقلين الفلسطينيين لكن السلطات الفلسطينية لم تؤكد صحتها.

فيما دعت السفارة الفلسطينية المعتقلين المحررين من غير المقيمين في سوريا أو ذويهم أو من لديه أية معلومات عنهم التواصل معها أو مراجعتها لتزويدها بأسماء أو معلومات وذلك من أجل المساعدة وتقديم الخدمات اللازمة بالتنسيق مع وزارة الخارجية الفلسطينية.

واعتقل عدد كبير من الفلسطينيين في السجون السورية، على مدار السنوات السابقة، بعضهم من التحق بفصائل المقاومة ومنهم من وصل سوريا للسياحة أو التجارة وغيرها.

ووثقت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، اعتقال 3085 فلسطينيا في سجون النظام السوري منذ عام 2011، بينهم 127 امرأة و45 طفلًا، معظمهم اعتقلوا بين عامي 2011 و2014، فيما يعتقل آخرون منذ سنوات سابقة.

#السجون السورية
#فلسطين
#سوريا